الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
106 - رقم الاستشارة : 1345
17/03/2025
السلام عليكم انا اسفه علي ال هقوله بس مش عارفه اتصرف ازاي ومحتاجه حد ينصحني انا حماتي ساكنه معايا ف نفس البيت وجوزي بيدخلها تفطر معانا بتيجي بالاكل بتاعها علشان في السنين ال فاتت والله كنت بعملها اكل ومش بترضي تأكل من ايدي حتي كوباية المياه مش بتاخدها من عندي حرفيا من اول يوم رمضان لحد النهاردة دخلتها بتدخل علينا بالخرا،**ب مفيش يوم بيعدي غير ولازم مصيبه تحصلي أو تحصل لبنتي انا مش عارفه اعملها اي ولاه اقول لجوزي ازاي ميجبهاش عندنا من غير ماحد يغلط فيا لو سمحتم انا مكنتش هنزل المشكله دي غير لو بجد نفسيتي تعبت من ال بيحصلنا ومش حمل حاجة تحصلي.
أختي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في البوابة الإلكترونية لاستشارات مجلة المجتمع...
ونرجو أن نقدم لك حلاً يرضيك ويريح قلبك، فلقد شعرت بمدى تألمه وإرهاقه بل وإحباطاته، وفي الوقت ذاته أنت غير قادرة على البوح بما تشعرين به وما تتضايقين منه، وإن شاء الله تعالى نحن في هذه الإجابة سنحاول وضع كافة الاحتمالات للضغوط التي تعانين منها والحل الذي ينجيك ويخلصك منها.. دعينا نتوكل على الله ونبدأ هذه الرحلة لداخل شطآن قلبك.
أختي الغالية، لا أحد يدور في ذهنه أبدًا أن يغلط فيك، وبوابة الاستشارات هذه غاليتي ليفتح الناس قلوبهم ويبوحون بما يؤلمهم دون خشية من لوم أو تجريح.. نحن لا نملك إلا النصيحة.. لا نملك إلا محاولة تحليل الأمر.. محاولة تفسيره.. محاولة تقديم أكثر من حل بحيث يختار السائل لنفسه، أو توجيه السائل ليبتكر هو إجابته الخاصة، فلا تقلقي مطلقًا فنحن لا نحكم على الأشخاص وبالتأكيد لا نعنفهم، فطيبي نفسا واهدئي بالاً ودعينا ندخل للمشكلة.
سبب المشكلات
أختي الكريمة، أنت لم تشرحي لنا كثيرًا من التفاصيل.. فهمت أن العلاقة بينك وبين حماتك عكرة ومنذ سنوات، ولكنني لا أعرف لماذا؟ أو ماذا حدث؟ وكيف وصلت الأمور أنها تأنف من طعامك؟ حتى كوب الماء لا تشربه من عندك؟ ولم أفهم أيضًا كيف تحدث هذه المصائب لك ولابنتك وماذا تعنين من كلمة خطيرة مثل "الخراب".
لكن دعيني أخمن، ولو أردت أن تكتبي لي رسالة أطول تشرحين فيها أسبابًا وتفاصيل فبالتأكيد يكون ذلك أكثر، وحتى تقرري ذلك فدعيني أشرح لك تفسيري: أنتم تعيشون في منطقة ريفية أو شعبية حيث تعتقد الحماة أن لها سطوة كبيرة على ابنها وزوجة ابنها.. أنت كزوجة ابن حاولت في البداية كسب ودها ولكنها تجاهلت ذلك وبدأت في التعليق عليك وعلى طعامك وطهيك وربما اتهمتك بالإهمال وعدم الاهتمام بالنظافة أثناء إعداده، لذلك فهي تأنف من أن تأكله، هذا سيناريو.
السيناريو الثاني أنها تشاجرت معك مرة فأقسمت أنها لن تأكل من عندك ولن تشرب حتى شربة ماء.
السيناريو الثالث أنها شعرت مثلاً أنك عايرتها ومننت عليها فأقسمتْ ألا تأكل عندك أبدًا، وربما هي فكرة أدخلتها في عقلها سيدة أخرى أوغرت صدرها نحوك، وهذا يحدث كثيرًا خاصة مع النساء العجائز اللاتي يعانين من الفراغ النفسي والوقتي.
هذه مجموعة تصورات، لست متأكدة هل كان واحدًا منها الجذر العميق للمشكلة أم لا، إلا أنه ومهما كان السبب، فإن النتيجة واحدة علاقة متأزمة متعكرة، وما بحثنا عن جذر المشكلة إلا لمحاولة تسهيل الحل والوصول لحل سريع من هذا المأزق الذي تعيشينه في بيتك.
اللحظة الراهنة
دعينا نناقش القضية من منظور ديني ونحن في شهر رمضان.. أُم مسنة تعيش وحدها ماذا يفعل الابن؟ يفطر معها ويتركك؟ يفطر معك ويتجاهلها؟ يحضرها لتفطر معكم؟ أظن الحل الأخير هو الحل المناسب دينيًّا وخلقيًّا وعقليًّا، وهو ما قام به زوجك، ولعله كان يتمنى أن تشارككم الطعام نفسه، لكن ماذا بيده أن يفعل أمام إصرارها هذا، إنه مطالب أمام الله سبحانه وتعالى بهذه الآيات فتأمليها {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا}.
وهذه الآيات أختي العزيزة ليست موجهة لابنها الذي هو زوجك فقط وإنما لابنتك أيضًا؛ فالجدة في التشريع هي بمثابة الأم، أي أن ابنتك مكلفة ببر جدتها حتى لو كانت جدة قاسية.
وأخيرًا أريدك أن تتأملي الآية الأخيرة وتسقطيها على واقعك وحياتك.. أعني آية (ربكم أعلم بما في نفوسكم)... فالله يعلم ما في قلبك من مشاعر.. يعلم بمشاعر الغضب أو الضيق أو الكراهية.. يعلم هل تتمنين لها الخير أم الشر.. هل تحسنين بها الظن أم تسيئين.. هل أنت ممن على ربهم يتوكلون أم أنت ممن يتشاءمون ويتطيرون ويعتقدون أن البشر الضعاف يأتون بالمصائب والخراب...
مطلوب منك أن تطرحي على نفسك هذه الأفكار على صورة أسئلة محددة وتأخذي وقتك في التفكير ثم تجيبي نفسك بصدق على هذه الأسئلة، والإنسان كما تعلمين على نفسه بصيرة، فناقشي نفسك وأجيبي عنها كما قد تجيبين رب العالمين إن سألك عنها، ثم تأخذين قرارًا بناء على هذا الحوار النفسي الداخلي تكونين مسئولة عن تحمل كافة تبعاته.
أن تبقي غاضبة المزاج جالسة على الجمر طالما هذه المرأة في بيتك، أنت حتى هذه اللحظة تمارسين ضبط النفس أعرف.. لا تشكين لزوجك.. لكنت ألا تخشين أن تنفلت مشاعرك مرة واحدة وقد تتهاوى حياتك المستقرة والأهم من ذلك.. إن الله سبحانه وتعالى وإن كان لن يحاسبك على مشاعر الحب والكراهية طالما لم تتحول لسلوك وممارسات لكنه سيحاسبك على معتقداتك كمعتقد التشاؤم والطيرة والخراب ونحو هذه الأمور.
أو أن تتخذي قرارًا بالعفو والسماح للذكريات السلبية بالرحيل وتتجاهلي أي منغصات وتدعي من قلبك {وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا}، وتعيشي حياتك دون مخاوف ودون تعقيدات، بل أنت من تمدحين صنيع زوجك لأنك تحبينه وتحبين له الخير، وطبعًا قلب ابنتك البريء لن تلوثيه فأنت أعقل من ذلك.. كتب الله لك الخير ويسر كل أمورك وأتمنى أن تكتبي لي قريبًا بعض التفاصيل التي قد تكون قد خفيت عني.