الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : إيمانية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
727 - رقم الاستشارة : 1519
07/04/2025
ما مدى صحة ما جاء عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: حدثني عمر رضي الله عنه؛ أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض». فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم في رباط إلى يوم القيامة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذا الحديث لم يثبت عند الثقات من أهل العلم، فهو بين الضعيف، والضعيف جدًّا، وهذا لا ينفي الخيرية عن جند مصر أو غيرهم إن قاموا بواجبهم تجاه حماية الثغور والجهاد في سبيل الله تعالى لتكون كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله هي العليا.
وكثير من الأحاديث التي تثبت الفضل لأمة أو بلد أو قطر أو تنفيها عنهم تحتاج إلى تحقيق وتدقيق، وقد ورد وصية النبي بأهل مصر عامة جنودهم وغير جنودهم، روى مسلم في صحيحه: "إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا".
والأمر في قبول الحديث ورده يجب أن يكون بعيدًا عن التعصب مع أو ضد شعب بعينه، فهذا منهج علمي يعرفه أهل الاختصاص بعيدًا عن التعصب، ولا يضر أهل مصر أن هذا الحديث ضعيف، كما لا يفيدهم صحته ﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَرْدًا﴾ [مريم: 95].
والله تعالى أعلى وأعلم