Consultation Image

الإستشارة 06/04/2025

أنا تعبت بجد معايا بنتين وجوزي مش بيطلب العلاقه تماما غير لما أطلبها وديما حجته أنه مضغوط في الشغل. اتكلمت معاه كتير، لو أنا مطلبتش هوا ميطلبش لو قعدنا سنة، اتكلمت كتير ومفيش فايدة، ومينفعش أطلق علشان بناتي، وهو الموضوع مش فارق معاه.. هل لو عشت كأني مطلقة كده عادي ومقدرش أحكي أو أدخل حد علشان لو دخلت حد مش هقدر أكمل معاه ومقدرش أطلق علشان بناتي تعبت قووي...

الإجابة 06/04/2025

أختي الغالية، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك على الشبكة الإلكترونية للاستشارات.. أقدر ما تشعرين به من إرهاق وتعب وأنت تجدين الحياة دائما ينقصها شيء مهم وأساسي لا تستقيم الحياة بدونه.. وأشعر بك وأنت غير قادرة على الحكي لأحد، وخيرًا فعلت بطلب الاستشارة؛ فهذه أمور بالغة الحساسية لا بد من التعامل معها بدقة بالغة.

 

أختي الغالية، فهمت من رسالتك أن حياتك الزوجية فيما عدا المشكلة التي ذكرتها هادئة ومستقرة بوجه عام، ويبدو أنه ينفق على الأسرة بشكل مُرض لك، ويبدو أيضًا أنه أب جيد للطفلتين، بدليل أنك ترفضين فكرة الطلاق وترفضين هدم البيت وترين أن مصلحة الطفلتين في استقرار العائلة والحفاظ عليها.

 

مضغوط ولكن

 

أنا أصدق ما يقوله لك عندما تتحدثين معه ويقول لك إنه يعاني من الضغوط؛ فالضغوط قاتلة حقًّا ولو تمكنت الضغوط من الإنسان فإنها تفقده الشغف بالحياة كلها لا العلاقة الزوجية فقط، ودورك هنا أن تساعدي زوجك في التخفف التدريجي من هذه الضغوط، وهو أمر ليس سهلا بالتأكيد ولكنه ممكن مع التدريب.. وسوف أشرح لك ذلك بعد قليل.

 

 أختي الكريمة، العمل والسعي وراء لقمة العيش كي تعيش الأسرة في حالة من حالات الاستقرار المالي وسط أجواء اقتصادية صعبة أمر مرهق جدًّا (عائلات كثيرة تعيش دون خط الفقر)، وبعض المهن أشد من بعض -يا عزيزتي- لا في الجهد المادي والإرهاق الجسدي فقط وإنما في طبيعة المهنة وضغوط الرؤساء، خاصة لو كانت أجواء بيئة العمل غير صحية ككثرة التشاحن بين الزملاء والتنافسية الحادة، ونحو ذلك من أمور.

 

بعض الرجال يجد في العلاقة الزوجية متنفسًا يخرجه من دائرة الضغوط، لكن البعض الآخر يفقد الشغف بل وربما يرى في العلاقة نفسها مهمة تضاف للمهام وضغطًا جديدًا يضاف لدائرة الضغوط، ويبدو لي أن زوجك منهم.. فأنت مثلا لم تجدي في سلوكه ما يشين.. لا مقاطع إباحية ولا حديثًا مع عناصر نسائية؛ مما يشير إلى أنه يعاني فقط من ضغوط حادة ولا يستخدم هذه الضغوط كواجهة يخفي خلفها تلاعبًا أو خيانة.

 

ما ذكرته لك محاولة للتفسير والفهم؛ فأنت كزوجة لها احتياجات فطرية تعانين وبشدة، وأعتقد أنك أوصلت له هذا المعنى لكنه يتجاهله جزئيًّا نتيجة لما يعاني منه.

 

بين التجاهل والإصلاح

 

ذكرت لك أنه يتجاهل مشكلتك بصورة جزئية؛ لأنه يستجيب لك بالفعل عندما تطلبين، وهذا له عدة دلالات:

 

* إن زوجك ليس مريضًا من الناحية الجسدية.

 

* إن زوجك يحاول الاهتمام بك وبسعادتك وفقًا لطاقته النفسية المتاحة.

 

* إن زوجك فقد زمام المبادرة فيما يخص علاقتكما الخاصة، ولقد حدث هذا باختياره بالتأكيد فترك الكرة في ملعبك مقدرًا أن لك حدودًا لن تستطيعي تجاوزها.

 

* إن زوجك يعبر عن شعوره بالضغط بترك العلاقة الزوجية وليس بالاستغراق فيها كما تفعل بعض النساء عندما تواجه الضغوط بالتهام مزيد من الطعام أو النفور التام منه.

 

فما الذي يمكنك أن تفعليه لتصلحي هذا الوضع المرتبك بينكما وكيف تساعدينه على التشافي والتعافي (ولو جزئيًّا) من دوامة الضغوط.. إليك بعض الأفكار التي قد تلهمك طريقًا للحل:

 

١ـ كوني صديقة له، فلا يكن كل ما يشغلك من حياتك الزوجية هو ما تريدين وترغبين وتحتاجين فقط.. حاولي أن تقتربي منه.. أن تنصتي إليه بعمق وتقتربي من مشاعره بصورة غير مشروطة.

 

٢ـ لو بإمكانك أن تقللي عن كاهله بعض الضغوط خاصة المادية منها تكونين قد قدمت له دعمًا ملموسًا.

 

٣ـ حاولي مساعدته في تعلم مهارات تخفف الضغوط كالفزع للصلاة والدعاء والتسبيح.. لاحظي أن العبادة المشتركة تخلق أجواء البركة في البيت.. اشرحي له تقنية التنفس العميق ودورها في التهدئة النفسية دون أن تقومي بعمل توجيه مباشر له.

 

٤ـ استخدمي استراتيجية "الحق المكتسب" في حل مشكلتك.. خصصي يومًا في الأسبوع، وليكن يوم العطلة أو اليوم الذي يسبق يوم العطلة.. افرشي فيها مفارشك الأنيقة.. أعدي طعامًا مميزًا وقدميه في أرقى الأطباق التي تملكينها.. لا تطلبي أي طلبات مادية.. لا تحكي عن أي مشكلة.. استخدمي شموعًا عطرية راقية.. أتقني مهارات وفنون المساج اليدوي.. ثم ألمحي له واجعلي هذا روتينًا أسبوعيًّا ثابتًا ولن تحتاجي أن تتحدثي بعد ذلك لا تصريحًا ولا تلميحًا...

 

استراتيجية "الحق المكتسب" هذه تصلح كنقطة ارتكاز قوية تحجمين بها مشكلتكم الخاصة وتضعينها في إطار محدود دون أن تضطري للتصعيد أو طلب الطلاق أو العيش كمطلقة كما كنت تفكرين.

الرابط المختصر :