الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
75 - رقم الاستشارة : 1743
24/04/2025
أنا سيدة مطلقة عمري ٢٥ سنة ولدي طفل عمره ثلاث سنوات.. تم طلاقي بعد أقل من ٦ شهور من زواجي، وعلاقة طليقي بابني هي النفقة التي يرسلها كل شهر بعد قضية تم رفعها عليه حتى أنه لم ير ابنه أبدًا لا هو ولا أهله.
الآن أنا متقدم لي رجل مناسب مطلق ولديه طفلان يعيشان مع أمهم.. هو لا يعارض أن يعيش ابني معي وأمي لديها استعداد أن يعيش ابني معها حتى لا تحدث مشكلة مستقبلية مع زوجي، وأنا حائرة وغير قادرة على اتخاذ القرار فهل من نصيحة؟
ابنتي الحبيبة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك على صفحة البوابة الإلكترونية للاستشارات الخاصة بمجلة المجتمع.. الحقيقة أنك بحاجة لدراسة عميقة قبل اتخاذ أي قرار؛ فأمر الزواج الثاني مع وجود طفل صغير بحاجة لكثير من التأني.
مستقبل طفلك
ابنتي الحبيبة، تعلمين أن الوضع الطبيعي أن ينشأ الطفل بين أبيه وأمه؛ فكل منهما يقدم له جزءًا تربويًّا هو بحاجة ماسة إليه فإذا حدث الطلاق بقيت مصلحة الصغير أولا، وكانت مصلحة الطفل مقدمة على أي شيء آخر {لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ}، فإن كنت تمنعين طليقك من رؤية ابنه فهذا خطأ كبير ويؤذي طفلك ولا ينفعه.
أما إن كان هو الذي لا يرغب في رؤيته كما يفعل ذلك بعض الرجال ظنًّا منهم أن هذا دلالة على قوة وصلابة الشخصية فهو يرتكب خطأ فادحًا في حق طفله، وكان يجب على أهل الخير ممن تجمعهم علاقة مشتركة بينكما أن يسعوا في الأمر ويلفتون نظره لذلك.
على أي حال يحدث كثيرًا أن يسعى الأب للقاء أطفاله بعد تجاوزهم مرحلة الطفولة المبكرة، ويحدث كثيرًا أيضًا أن يسعى الأطفال للقاء الأب عندما يكبرون ويدركون طبيعة الوضع.
في كل الأحوال ليس عليك أن تنتقدي أنت أو أسرتك طليقك أمام الطفل، فهو والده الذي لا نريد له أن تنكسر صورته أمامه.. وإذا قدر الله لك أن تتزوجي ثانية فليس عليك أن تحكي لزوجك القادم التفاصيل والمشاكل القديمة التي حدثت بينك وبين والد الطفل.
من المهم جدًّا أن تطمئني أن زوجك المستقبلي متقبل طفلك.. خذي وقتك غاليتي حتى يطمئن قلبك.. راقبي أسلوبه في التعامل معه.. ناقشيه في مستقبل الطفل وهل يفضل أن يبقى مع والدتك.. حاولي قراءة ما بين السطور وقومي بصلاة الاستخارة في نهاية الأمر.
ملاحظات مهمة
* زوجك المستقبلي لديه أطفال يعيشون مع والدتهم، فهل تعرفين معلومات كافية عن الأمر، مثل: متى تم الطلاق؟ فكلما كان الطلاق منذ فترة قريبة أثار ذلك القلق.. كونه أنه لم يتخط الأمر بعد وأنه يريد أن يستخدم العلاقة الجديدة لتجاوز القديمة أو حتى إثارة غيرتها وتبقى احتمالية عودته لزوجته الأولى أم أطفاله عالية.
* ما هي علاقته بأولاده؟ هل يزورهم؟ هل ينفق عليهم؟ أم أنه يشبه زوجك الأول؟
* أيضًا بالنسبة لظروفه المالية هل هي مناسبة لك؟ فهناك جزء مستقطع يذهب كنفقة لأولاده فهل المتبقي كاف لكما خاصة بعد إنجاب الأطفال؟ أم سيكون هناك مشكلات مالية وقد يطلب جزءًا من نفقة ابنك أو يساومك على وجوده ومشاركته في النفقة؟
بالطبع هذه أمور لن تعرفيها الآن بشكل كامل، ولكن يمكنك أن تستشفي بعضها، فاتبعي مشاعرك وخذي وقتك قبل أن تتخذي قرارك فأنت ما زلت شابة صغيرة من حقك أن تتزوجي مرة أخرى، ومن حقك أن يكون لك عائلة كبيرة وأطفال، وفي الوقت ذاته أنت أم لديها طفل صغير يتعرف على العالم من خلالها فلا تخذليه ولا تستهيني باحتياجاته النفسية؛ ففكري مرتين قبل اتخاذ أي قرار، ولا تستمعي لمن يقول لك إن فرصك في الزواج الثاني شحيحة؛ فالزواج رزق، ولن يأخذ رزقك غيرك، فاطمئني وتمهلي حتى لا تجدي نفسك مطلقة للمرة الثانية، ووقتها ستواجهين ضغوطًا كثيفة.
بالطبع أنا لست ضد الرجل المتقدم لك، ولكن ضد العجلة في الحكم عليه، وضد العجلة في اتخاذ قرار مصيري كالزواج الثاني وفي حضانتك طفل صغير.. أسعد الله قلبك وألهمك الصواب ورزقك الخير كله، وتابعيني بأخبارك.