Consultation Image

الإستشارة 12/03/2025

السلام عليكم، قريبتي تعاني من مشكلة في حياتها، فقد تزوجت من رجل لا تحبه، أبوها أرغمها على ذلك، وزوجها يعلم الأمر ظنا منهم أن بها سحرا.

لكن بعد الزواج، وبعد أن أنجبت منه ابنا حاولت بكل الوسائل أن تحبه وتبذل كل ما تملك في سبيل إنجاح هذا البيت.

لكن الزوج أصبح غير مبالٍ بها ولا بابنها، ويهددها بتركها والتزوج بأخرى، حتى على المستوى الإيماني تراجع بشكل كبير، فلم يعد يحافظ على الصلوات، مع العلم أنه يعمل في الدعوة.

أمر آخر، هو رافض للحوار نهائيًا، ولا يقدم لها أي مبرر لذلك.

هي الآن حائرة، هل تمضي في الطلاق أم ماذا تفعل؟ وشكرًا.

الإجابة 12/03/2025

أختي الكريمة، مرحبًا بك، ونشكرك على ثقتك بنا، واهتمامك بمشكلة قريبتك وسعيك لإيجاد حل لها، ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا لذلك، وبعد...

 

فإني قبل أن أخوض في المشكلة، أستثمر الفرصة لأوجه كلمة إلى الآباء الذين يرغمون بناتهم على الزواج من رجال لا يرغبن في الزواج بهم، ظنًا منهم أنهم يرون مصلحتهن في ذلك الزواج، ويغفلون عن نتائج فعلهم هذا الذي يعتبر جريمة شرعية واجتماعية، يرتكبونها في حق بناتهن ومن يزوجونهم منهن والمجتمع بأسره، نظرًا لفشل الكثير من هذه الزيجات، وتركها آثارا ضارة على الجميع.

 

فليتق الآباء ربهم في بناتهم، ولا يزوجونهن إلا ممن يرضين بهم، كما أمر الشرع المطهر. وليتق الله كذلك كل رجل تزوج من فتاة وهو يعلم أنها لا ترغب في الزواج منه، ومع ذلك يصر على الزواج منها، ويرغمها على العيش معه في حياة ملؤها البغض والتحفز، ولا أدري حقيقةً كيف يقبل رجل مكتمل الرجولة هذا على نفسه!

 

نأتي إلى مشكلة قريبتك، والتي لا شك أن تغير معاملة زوجها لها وعدم مبالاته بها وإهماله لها، وتهديده إياها بالزواج من غيرها، إنما هو محصلة أيام الزواج الأولى، والتي لا شك شهدت مشكلات عديدة بينهما نتيجة رفضها له، وربما تمنُّعها عليه وإظهار البغض له والنفور، فترسبت في نفس الزوج تلك الأشياء، وحينما استسلمت الزوجة للأمر الواقع وعملت على تقبل الزوج والعمل على إرضائه، كان الزوج قد تولَّدت داخله وتمكنت منه مصدات ومضادات لهذه المعاملة التي لم يعتد عليها من زوجته، وبدأ هو الذي ينفر منها ويبتعد عنها.

 

لذا فعلى الزوجة –وقد تبدلت عاطفتها ناحية زوجها– أن تبذل الوسع في إقناعه بهذا التغيير، وتأكيد حبها له، وسعيها لإرضائه، وتقديم صورة مغايرة غير التي ألفها الزوج منها واعتادها.

 

فلتحاول التحبب له بشتى الطرق، وإظهار احترامها له، وطاعتها له، وحرصها عليه وعلى راحته، ولتتحمل ولتصبر ولتحتسب، ولا تلح عليه بطلب الحوار أو النقاش، وتستعين بالله عز وجل، وتتوجه بالدعاء له أن يرقق قلب زوجها ناحيتها، كما يمكنها أن تطلب مساعدة أحد المقربين لها ولزوجها ليحاول الإصلاح والتقريب فيما بينهما، عسى الله عز وجل أن يجعل على يديه الخير.

 

أما من ناحية تدهور الزوج إيمانيًّا وعباديًّا، فلا أظن في ظل سوء العلاقة بينهما أنها تستطيع أن تقدم له شيئًا في هذه الناحية إلا الصبر عليه، والدعاء له، والتزامها هي الشخصي بالعبادات أمامه، عساه يتأثر بفعلها، أما النصح المباشر في ظل هذا الجو، فلن يزيده إلا عنادًا على ما أعتقد.

 

فإن بذلت الزوجة وسعها، ولم تجد نتيجة ترضيها، فليس أمامها إلا طريقان: إما أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله عز وجل حتى يأتي الله بالفرج من عنده، ويصلح حال زوجها، وهو ما أنصح به، حتى لا يهدم البيت ويضيع الأولاد، وإما الطلاق إن لم تستطع الصبر، وخافت أن تفتتن في دينها.

 

أسأل الله عز وجل أن يهدي الجميع لما فيه الخير والرشاد، وأن يصلح نفوسنا، وبيوتنا، وأزواجنا، وأبنائنا، إنه على ما يشاء قدير.

الرابط المختصر :