الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
83 - رقم الاستشارة : 1777
29/04/2025
هل يجب على المضحي تقسيم الأضحية أثلاثا، وما الحكمة من ذلك؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذا التقسيم ليس واجبًا، بل الواجب أن يأكل منها المضحي ويتصدق ويهدي، وقد اجتهد بعض الصحابة في جعله أثلاثًا، لكن لا مانع أن يزيد قسم على الآخر فقد يعطي للفقراء أكثر أو لأهل بينه أكثر، أو يهدي أكثر المهم أن يشمل الأصناف الثلاثة كل حسب ظروفه.
روى البخاري بسنده عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "كلوا وأطعموا وادخروا" الإطعام يشمل الهدية للأغنياء والصدقة على الفقراء، وروى مسلم بسنده عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: "كلوا وادخروا وتصدقوا".
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي – رحمه الله – في فتوى مشابهة:
جاء هذا التقسيم عن الصحابة رضي الله عنهم. قال ابن عمر: الهدايا والضحايا: ثلث لك، وثلث لأهلك (أي: لأقاربك) وثلث للمساكين. وهو قول ابن مسعود أيضًا، ولم يُعرف لهما مخالف من الصحابة، وليس من الضروري ـ في رأيي ـ أن تكون 33.3% في المائة أي مقسمة بالمللي ولكن تقسمها جزءًا للإنسان وأهله وجزءًا لأقاربه وأصحابه وجزءًا للفقراء، وليس من الضروري ثلث، وثلث، وثلث، يجوز 40 و30 و30، ويجوز 50 و25 و25، وخصوصا إذا كان نصيب الفقراء هو الأكثر. المهم أن يكون للفقراء نصيب ويكون للأقارب نصيب؛ لأن المقصود هو تعميم الفرحة، يجوز أن تبعث لهم اللحم وهذا هو الأولى، بل الواجب في التقسيم عند بعض الفقهاء: التحليل للفقراء. ويجوز أن تعمل لهم وليمة وتدعوهم عندك، فهذا شيء طيب.
ادع جيرانك أو أصحابك أو أقاربك فهذا ممكن، وهذا أيضا ممكن بالنسبة للفقراء وممكن أن تبعث لهم باللحم كي يتصرفوا فيه بأنفسهم. ويمكن أن يتصدق بها إلا لقيمات يتبرك بها، ويجوز أن يأكلها كلها إلا القليل منها ليتحقق قول الله تعالى في الهدايا: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ﴾ (الحج: 28).
حتى قالوا: لو أكلها كلها، ولم يبق منها إلا أوقية جاز؛ لأن الأمر بالأكل والإطعام مطلق، فيخرج عن العهدة بالتصدق والأكل.
والله تعالى أعلى وأعلم