الإستشارة - المستشار : د. مسعود صبري
- القسم : إيمانية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
113 - رقم الاستشارة : 1321
13/03/2025
السلام عليكم، أود أن أعرض مشكلتي عليكم، حيث إنني أعاني من وساوس كبيرة جدًّا في العقيدة، ولا أعلم متى كانت بدايتها، أولا كانت في الوضوء وأيضا مستمرة حتى الآن، فأنا أتوضأ للصلاة الواحدة ما يزيد عن ثلاث مرات وأعيد الصلاة ما يزيد عن ثلاث أو أربع مرات، ويمكن أن يدخل وقت الصلاة الأخرى وأنا أعيد فيما قبلها.
ولذلك حرمت متعة الصلاة في المسجد أو الجلوس فية في فترات الصلاة لأنني اخشى أن يعرف أصدقائي هذا بالرغم من أن بعضهم عرف أنني كثيرة الوضوء وإعادة الصلاة مما سبب لي إحراج بعد أن أراهم يحاولون أن يخفوا ابتساماتهم مما أنا فيه، لدرجة أنني حرمت من صلاة التراويح رمضان الماضي بسبب هذا وغير ذلك من مخافتي الرياء أمامهم في الصلاة.
ولكن كل هذا يهون أمام وساوس العقيدة فهي شكل تاني حيث تأتيني وساوس في الله عز وجل ثم الصلاة والقرآن، والمصيبة الكبري أنني أصبحت عند سماعي آيات قرآنية أو تفسير حديث أو أي شيء في الدين أن أضحك من داخلي أو أضحك علنا.. فهل هذا يعتبر من المرض أم مني؟
وسألت عنه في الفتاوى وكان الرد بأن هذا من الكفر ودخلت في دوامة الغسل ونطق الشهادتين، وأيضا كل كلمة أنطق بها أحس أنها خطأ في الدين وأني خرجت من الملة، وكل ذلك بعد أن كنت ملتزمة وأتبع ما أستطيع من أوامر الله ورسوله وأبتعد عن النواهي وأساعد اخوتي في الله وأنشر ما أعرفه من الدين وأصحح لهم ما يرتكبون من أخطاء في الدين وأرشدهم وذلك من كثرة حضوري مجالس العلم التي ابتعدت عنها بسبب ما ذكرته سلفًا.
والآن أنا أحفظ القرآن وأساعد الأخوات وأصلي وأقول الأذكار، ولكن أشعر أنني ليس كما سبق في بداية التزامي فكنت أقوم بهذا بحماس وجد غير الآن، فأنا أشعر أن الفتور لحق بي ولا أدري ماذا أفعل؟
أنا أشعر أنني غير كل من حولي وأن أقل شخص عبادة يعتبر أفضل مني وكفى أنه يحمل شهادة التوحيد التي تحميه من الخلود في النار والعياذ بالله، فأما أنا فأين أنا منها.
الآن أنا أخاف من موقفي يوم الموقف العظيم، وأحيانا أشعر أنني أريد الموت لأعلم هل أنا نفس طيبة أم خبيثة وأحيانا أخاف من العذاب وأحيانا أبكي من خوفي من الله من الذي أنا فيه، ولكن في الفترة الأخيرة حدث لي لا مبالاة.
أردت فقط أن أخرج ما بنفسي لأحد ما حتى لا أجن من كثرة التفكير والبكاء، أشكر لكم سعة صدروكم، وأعتذر على طول الرسالة، وجزاكم الله كل خير.
الأخ الفاضل:
اطمئن على نفسك، فأنت إنسان مسلم موحد بالله تعالى، ولست كافرا كما قال لك البعض، غفر الله تعالى لنا ولهم.
كل ما هنالك أن عندك وسواس قهري، وعلاجه من الناحية الدينية أن تعيد الثقة على نفسك، وألا تلتفت إلى هذه الوساوس، وأن تكثر من الاستعاذة بالله تعالى، وأن تعيش حياتك طبيعية جدا، وأن تدعك من وساوس الوضوء والصلاة، فوضوؤك صحيح، وصلاتك صحيحة، وعقيدتك صحيحة، وأنت تقوم بخير كبير، وهو عند الله تعالى عظيم وكبير.
ولكننا ننصحك بالذهاب لطبيب نفسي مسلم متدين، حتى يساعدك على التخلص من هذا الوساوس.
فلا تقلق، وعش حياتك طبيعيًّا جدًّا، حفظك الله وأعانك، ورزقك الجنة وإيانا أجمعين.