<p>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يعطيكن العافية على هالموقع المبارك، وإن شاء الله يكون علمكن سبب خير وبركة للجميع.</p> <p>أحيانًا بحس بلحظات فيها سكينة غريبة، متل راحة نفسية أو طمأنينة مش مألوفة، خصوصي لما بكون عم صلي أو أدعي أو حتى لما كون بمرّ بضيقة كبيرة. مرات بحس كأنه في شيء روحاني حواليي، بس ما بعرف إذا هيدا مجرد إحساس نفسي، أو إذا ممكن يكون عن جد في حضور للملائكة بهيك مواقف.</p> <p>فهل الإنسان ممكن يحس بوجود الملائكة حوله ببعض اللحظات؟ وهل في علامات أو إشارات بتدل على حضورن أو قربن من المؤمن، خصوصًا وقت الصلاة أو الذكر أو الشدائد؟ بسأل من باب حب المعرفة ولتقوية علاقتي بالله سبحانه وتعالى.</p> <p>يعطيكن ألف عافية، وشكرًا على مجهودكن.</p>
أهلًا بكِ أختي الكريمة، أسأل الله أن يملأ قلبكِ طمأنينة، وينير دربكِ بالإيمان، ويجعل لكِ من كل همٍّ فرجًا ومن كل ضيقٍ مخرجًا، وبعد...
فإن الملائكة مخلوقات نورانية، خلقها الله من نور، والإيمان بوجودهم من أركان الإيمان التي لا يصح إيمان المسلم إلا بها، كما قال الله تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ﴾ [البقرة: 285]. وقد كلفهم الله بوظائف عظيمة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- كتابة الأعمال: حيث قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار: 10-12].
2- حمل العرش والتسبيح لله: فقد قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ [غافر: 7].
3- التأييد والتثبيت للمؤمنين في المعارك والشدائد: كما حدث في غزوة بدر، حيث قال تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ [الأنفال: 9].
4- حضورهم عند تلاوة القرآن والذكر: فقد جاء في الحديث: «إن لله ملائكةً يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم» [متفق عليه].
والإنسان منا لا يقدر على رؤيتهم بعينه المجردة في الدنيا، ولكن يمكنه الشعور بآثارهم ونفحات وجودهم من خلال الطمأنينة التي تغمر القلب، والسكينة التي تفيض في لحظات معينة، وهو ما يمكن أن يكون من بركات حضورهم.
ومن هذه الآثار:
1- السكينة والطمأنينة في لحظات الذكر والعبادة:
فمن أقوى اللحظات التي يمكن أن يشعر فيها المؤمن بحضور الملائكة هي أوقات الذكر والدعاء وقراءة القرآن، وقد أخبرنا النبي ﷺ بذلك فقال: «لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفَّتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده» [رواه مسلم].
فهذه السكينة التي تذكرينها قد تكون من آثار وجود الملائكة حولكِ، فسبحان الله الذي يكرم عباده بمثل هذا الشعور المبارك!
2- حضور الملائكة في مجالس العلم والقرآن:
فالملائكة تحضر حيث يكون ذكر الله، خصوصًا في مجالس العلم، وقد ذكرنا الحديث أعلاه.
3- التثبيت في لحظات الشدة والابتلاء:
فمن رحمة الله بعباده أن الملائكة تحضر لتثبيت المؤمن في لحظات الشدة، كما قال الله تعالى: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الأنفال: 12].
لذلك، عندما تشعرين في لحظات الضيق بأن هناك راحة غير مُفسَّرة أو صبرًا مفاجئًا، فهذا قد يكون من آثار تثبيت الملائكة لكِ بإذن الله.
هل هناك علامات تدل على حضور الملائكة؟
رغم أن عالم الملائكة غيبي، فإن هناك بعض العلامات التي يمكن أن يستشعرها المؤمن، ومنها:
* شعور مفاجئ بالسكينة والراحة النفسية في أوقات الذكر أو الصلاة.
* القشعريرة الخفيفة أو الدموع دون سبب واضح أثناء الدعاء، أو عند سماع آية قرآنية تؤثر في القلب.
* شعور بالتثبيت والقوة في لحظات الضعف والابتلاء، كما حدث للصحابة في المعارك.
* رائحة طيبة غير مألوفة، وقد ورد في بعض الآثار أن الملائكة تحب الطيب، بعكس الشياطين التي تنفر من الروائح الجميلة.
إلا أني أنبه إلى أن هذه العلامات ليست عليها أدلة شرعية قاطعة، وإنما هي مما يستشعره بعض الناس في لحظات روحانية معينة، وقد يكون لها تفسير نفسي أو شعوري مرتبط بحالة القلب ودرجة الإيمان في تلك اللحظة. لذلك، لا يمكن الجزم بأن هذه الأحاسيس هي دليل على وجود الملائكة في المكان، ولكن الأهم أن يحرص المؤمن على العمل الصالح الذي تستبشر به الملائكة، وتفرح به، وتدعو لصاحبه، كما جاء في الحديث: «إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض» [متفق عليه].
وختامًا -أختي الكريمة- ما أجمل أن يسعى الإنسان ليكون في صحبة الملائكة دائمًا! ولكي تحافظي على هذا الشعور المبارك، أكثري من ذكر الله، وقراءة القرآن، واجعلي لسانكِ رطبًا بالتسبيح، وابتعدي عن أماكن المعصية، فكما أن الملائكة تحفُّ مجالس الذكر، فإنها تنفر من أماكن الغفلة.
أسأل الله أن يرزقكِ السكينة والطمأنينة، وأن يجعل قلبكِ عامرًا بالإيمان، وأن تكوني دومًا في معية الله، محفوفة بملائكته الكرام.