التعليقات تحول صفحة دعوية إلى ساحة جدل.. ما الحل؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. عادل عبد الله هندي
  • القسم : الدعوة الإلكترونية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 158
  • رقم الاستشارة : 3120
29/10/2025

السلام عليكم..

أنا مسؤول عن صفحة دعوية على فيسبوك تهتم بنشر الفوائد والأحكام الفقهية المتعلقة بالعبادات والمعاملات. المشكلة أن بعض المتابعين، خاصة في قسم التعليقات، يتحولون إلى "متصيدين" للخلافات الفقهية، فيطرحون الرأي المخالف بطريقة تهجمية أو ينتقصون من المذهب المعروض، مما يسبب تشويشًا على عامة المتابعين، ويحول ساحة النصح إلى ساحة جدل وعصبية مذهبية. كيف أتعامل مع هذه النوعية من التعليقات؟ هل أحذفها مباشرة، أم أرد عليها بذكاء، وما هي الصيغة الدعوية التي تحافظ على وحدة الصف وتزيل اللبس عن العامي؟

الإجابة 29/10/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أيها المشرف الفاضل، سررت بحرصك على وحدة الكلمة وسلامة المنهج في الدعوة!

 

إنَّ الجدل في المسائل الخلافية بين عوام الناس في الفضاء الإلكتروني يهدد وحدة الصف ويشوه صورة الفقه الإسلامي. واجبك هو تحويل هذه الساحة من فضاء للجدل إلى فضاء للتعلم باحترام.

 

الدليل الشرعي (تجنب الشقاق)

 

قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46]. الجدل المذموم هو الذي يؤدي إلى النزاع والفرقة. وأمرنا النبي ﷺ بالابتعاد عن المراء حتى وإن كنا على حق: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا» (رواه أبو داود).

 

المنهجية الدعوية للتعامل مع المتصيدين

 

1. صياغة سياسة التعليقات (التثقيف الوقائي):

 

ضع في وصف الصفحة أو منشورًا مثبتًا سياسة واضحة: "تعتمد الصفحة المنهج الميسر في الفقه، ونقدر الآراء الفقهية الأخرى، ونرجو عدم تحويل التعليقات إلى ساحات جدل، أو الهجوم على الآراء الفقهية المعتبرة".

 

2. الرد الذكي غير المباشر (التوجيه):

 

إذا كان الجدل محترمًا فالرد يكون بـ: "جزاك الله خيرًا على الإضافة، وهذا رأي فقهي معتبر. الصفحة تتبنى الرأي الأيسر للعامة، والكل مجتهد ومثاب. الاختلاف الفقهي رحمة وسعة". هذا الرد يرفع من شأن الرأي المخالف باعتدال، وفي الوقت نفسه يضع حدًّا للجدل.

 

3. الحذف والمنع (عند الضرورة):

 

يجب الحذف الفوري لأي تعليق يتضمن تهجمًا، أو تصيدًا مذهبيًّا بذيئًا. تذكر أن صفحتك هي مسؤوليتك، والحفاظ على المناخ الدعوي السليم فيها أوجب من تحمل جدل عقيم.

 

4. منهجية "التعليم لا التلقين":

 

انشر مادة دعوية (منفصلة عن موضوع الجدل) تتحدث عن "أدب الخلاف الفقهي"، و"لماذا نتبع المذاهب الأربعة"، و"رحمة الاختلاف وسعته". هذا يربي المتابعين على قبول الاختلاف والتعايش معه.

 

ونصيحتي لك أيها المشـرف الحصيف، إنك تقوم بدور جليل في نشر العلم الميسر. لا تدع الأصوات النشاز تشتت تركيزك عن الهدف الأسمى وهو هداية الناس وتقريبهم من ربهم. استعن بالله، وحافظ على لغة الوحدة والاعتدال، فالناس اليوم أحوج ما يكونون إلى الجامع لا المفرق. أسأل الله أن يبارك في وقتك وجهدك، وأن يجعلك من الذين يحسنون القول، ويهديهم إلى سبل السلام. آمين.

الرابط المختصر :