Consultation Image

الإستشارة 21/07/2025

هل يجوز أن أجوع نفسي تضامنا مع أهل غزة حيث أشعر بالذنب عند الجلوس على مائدة الطعام؟!

الإجابة 21/07/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فلا يوجد حكم شرعي يلزم المسلم بالجوع حتى يشعر بمعاناة الفقراء، والأصل في العبادات التوقف، إلا أن يكون ذلك عادة وليس عبادة، فالأصل في العادات الجواز.

 

وقد شرع الله لنا الصيام سواء أكان فرضًا، أم نافلة، ومقصوده الأساسي هو التقوى وتزكية النفس والتحكم في الشهوات، والشعور بجوع الفقراء هو أثر من آثار الصيام وليس الهدف الأساسي منه. 

 

ولا مانع من كثرة الصيام في هذه الأيام شديدة الحر مع طول النهار في كثير من بلادنا العربية والإسلامية مع تعدد النوايا، من أهمها أنه عبادة وقربة لله تعالى، ومنها الشعور بالجوع ولو لبعض الوقت حتى نشعر بالمعاناة التي يعيشها إخواننا من المسلمين خاصة الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى الذين اجتمع عليهم الخوف والقتل والمرض والجوع والعطش، ومنها أن الصائم يكون قريبًا من ربه، فيدعو الله من قلبه أن يخفف عن إخوانه؛ يدعوه عند السحر في الثلث الأخير من الليل وقبل الغروب وهو صائم لعل الله يخف عن هؤلاء الناس ما يعانون.

 

ودعوة الصائم مستجابة كما ورد عن النبي ﷺ، حيث قال: "ثلاث لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، والمظلوم". ويفضل أن يدعو الصائم قبل الإفطار، وقت غروب الشمس، حيث يجتمع انكسار النفس وذلها لله، مع كونه صائمًا، وكلها أسباب لإجابة الدعاء.

 

لكن ما يحتاجه أهل غزة أكثر من هذا، فمع هذه الأشياء من الصيام والدعاء وكثرة الذكر والتبرع بالمال، ونشر قضيتهم إعلاميًّا وإقامة الحجة على الناس جميعًا على مظلوميتهم يحتاجون إلى ما هو أبعد من هذا وهو الضغط على الحكومات والنافذين في المجتمع الإقليمي والمحلي والدولي لرفع الظلم والاحتلال عن هؤلاء الناس، فبزوال الاحتلال ستزول كل أعراضه.

 

إننا جميعًا نهتم منذ سنوات بعلاج العرض مع بقاء المرض والداء العضال في جسد هذه الأمة وهو الاحتلال الصهيوني الغاشم، وقد آن الآوان بعد هذه المجازر التي يندى لها الجبين أن نقف جميعًا في وجهه بكل ما أو تينا من قوة وسلطان لدحره وزواله.

 

والله تعالى أعلى وأعلم.

الرابط المختصر :