كيف أحمي هوية ابني الإسلامية في المجتمع الأمريكي؟!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : المراهقون
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 151
  • رقم الاستشارة : 2305
06/08/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيف أتعامل مع ابني الذي يبلغ من العمر 14 سنة المعاملة التي فيها مصلحته مع معايشته هنا في أمريكا؟ لا أعرف كيف سأعبر أكثر، ولكنني على يقين بالله، ثم بكم أنكم ستحسنون فهمي ونصحي في هذا الموضوع، علمًا أنني رجل محافظ وكلنا من عائلة ملتزمة والحمد لله.

الإجابة 06/08/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

أيها الأب الفاضل، بارك لك في ابنك وأقرّ عينك بصلاحه، وما لمستُه في رسالتك من صدق النية وحسن التوكل دليل على قلبٍ حيٍّ ووعيٍ راشد، فجزاك الله خير الجزاء.

 

أما عن سؤالك، فهو يمس واقعًا حساسًا يعيشه كثير من الآباء الملتزمين في الغربة، لا سيما مع أبناء المراهقة، وهي مرحلة دقيقة، حيث يبحث المراهق عن ذاته بين القيم التي تربّى عليها والثقافة الجديدة التي يراها يوميًّا، خاصة في بيئة تختلف عن مرجعيته الدينية والاجتماعية.

 

* ولذلك أنصحك بما يلي:

 

1- اجعل العلاقة بينكما قائمة على الحوار لا الأوامر، واستبدل بالتوجيه المباشر "النقاش التحفيزي" (Motivational Interviewing)، حتى يشعر أنه شريك لا تابع.

 

2- أشعره بالانتماء إلى هويته الأصلية، لا بفرضها، بل بربطها بمواقف عملية جميلة، وتعزيز الهوية الإسلامية الإيجابية في داخله من خلال القدوة، لا فقط الكلام.

 

3- وازن بين الانضباط والمرونة؛ حيث إن الصرامة الزائدة تُنفر، والتساهل المطلق يُضيّع، وخير الأمور الوسط، هو ما أوصى به النبي ﷺ بقوله: "إن هذا الدين يسر، ولن يُشادّ الدين أحد إلا غلبه".

 

4- تابعه لا تُطارده، وكن قريبًا من تفاصيل يومه، أصدقائه، اهتماماته، دون أن تُشعره بالرقابة، بل اجعل ذلك في صورة "الاحتواء الآمن" (Secure Attachment).

 

5- كذلك، حصّنه لا تعزله؛ فالواقع المحيط لن يختفي، لكن يمكنه التسلّح بالوعي والتمييز، وهذا دورك التربوي الأساسي.

 

6- ادعُ الله كثيرًا، واذكره أمامه؛ فالقلوب بين أصابع الرحمن، والنبي ﷺ كان يعلم ابن عباس رضي الله عنهما ويقول: "احفظ الله يحفظك".

 

7- هناك أيضًا بأمريكا مراكز إسلامية تضم الجاليات العربية والعديد من المسلمين، فحاول أن تدمجه معهم لتكون له من خلالها صحبة صالحة.

 

* همسة أخيرة:

 

ابنك ليس نسخة منك، بل أمانة عندك، فكن له معلمًا، وصاحبًا، وملجأ أمان.

 

وفّقك الله لما فيه صلاحه وصلاح جميع ذريتك.

الرابط المختصر :