الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الخطبة والعقد
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
67 - رقم الاستشارة : 3017
23/10/2025
عندي مشكلة أعاني منها أنا إنسانة أقدر أحل كل شيء بحياتي وأسيطر عليه إلا نفوري وعدم ثقتي بالرجال، يخوفني فكرة أن القوامه بيدهم لو استغلوها بشكل غلط مثل ما أسمع أنه زوج يضطهد زوجته ويستغلها ويهددها بالطلاق أنا ما أحب هالشي أريد زوج عنده رحمة وفهم كافي لمسؤولية الزواج.
هذا تفكيري مع أني ما تضررت من أحد من أهلي لا أبوي ولا إخواني ولا أقاربي الرجال، ولكن الغريب أني حذره بموضوع شريك الحياه اللي هو الزوج وهذا سبب لي عائق بالتقدم والزواج.
حاليا تقدم لي واحد وفكرت بهالموضوع لعلها ما تكون المرة الـ18 لأني رفضت 17 خاطب طول العشر سنوات هذي! والسبب ترددي وعدم استعدادي وكثير منهم مدحهم أبوي لي لكن هذا ما غير فيني شيء وخلاني اقتنع لأنه سبب المشكله أصلا تعودت أسمع من حريم أنه الزوج يغش الزوجه بفترة الخطوبة ويظهر شخصيته الحقيقيه بعد الزواج.
أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا أرى نفسي كإنسانة سأكون زوجة صالحة ويعتمد علي من قبل الزوج وأكون له قرة عين لأن هذا تربيت عليه من صغري ولكن فكرة الشريك اللي بحصل عليه ترعبني وكأنها لعبة حظ.
كم مرة حاولت أشجع نفسي وأستخير ثم أستخير ثم أستخير عشان أوافق وتتم الخطبة لكني أرفض قبل أشوف الخاطب أحس أنه مهما شفت أخلاقه وطيبته رح يوريني وجهه الثاني أريد أتزوج وأستقر وأعيش مرتاحه بس خايفه من هالموضوع
ابنتي الحبيبة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.. لماذا كل هذا الخوف يا ابنتي؟ لقد أحطت نفسك بتجارب الفشل والطلاق، ويبدو لي أنك عضو في كثير من مجموعات البنات والنساء على الشبكة العنكبوتية، تلك المجموعات والصفحات المليئة بالمشكلات وبعضها مزيف وبعضها مكتوب بمبالغة شديدة، وغالبًا ما تكون الردود مستفزة تزرغ الخوف حد الهلع في قلوب الأخريات، وإذا أرسلت فتاة تشكو من مشكلة مع خطيبها طالبتها 80% من التعليقات بتركه، وأشهر جملة أنا آتية لك من المستقبل وأقول لك هذا زواج فاشل.. إذا أرسلت زوجة تشكو زوجها طالبتها 70% بالطلاق ووبختها الـ30% الباقية على سوء اختيارها.
هذه المجموعات والصفحات لا تنشر فيها زوجة سعيدة عن تجربتها الشخصية، فهل كل النساء تعيسات بائسات؟! أنت بنفسك تقولين إن عائلتك عائلة مستقرة وأن والدك وإخوتك رجال ناضجون حتى أقاربك الرجال لا غبار عليهم، فمن أين جاءتك هذه الأفكار؟ من حكايات منصات التواصل الاجتماعي التي لا يشغلها إلا كثرة المتابعة؟ من مشكلات تكتبتها نساء مجهولة الهوية؟! إذا كان توقعي صحيحًا فأرجو أن تغادري هذه المجموعات حتى لا تتعرضي للمزيد من التشويش.
تعارف الخطوبة
يا ابنتي لن يستطيع الخاطب السيئ أن يمثل أنه شخص جيد أكثر من ثلاثة أشهر وسوف تكتشفين كذبه، فالغاضب لا يسيطر على أعصابه والبخيل لن يتظاهر بالكرم أكثر من ثلاثة أشهر في الغالب فقط مع الانتباه المعتدل سوف تكتشفين ذلك.. الانتباه المعتدل يعني ألا تضعي أخطاءه البسيطة تحت المجهر، وفي الوقت ذاته لا تتجاهلي علامات الخطر الحمراء؛ لذلك دائمًا ما نقول للفتيات ألا يتورطن عاطفيَّا أثناء فترة الخطبة حتى تستطيع رؤية هذه العيوب لأن العاطفة تشوش عمل العقل..
وأنت فتاة ناضجة ومستبصرة وتستطيعين أن تتعرفي على خطيبك المستقبلي بشكل إيجابي يجعلك تقدرين نقاط ضعفه ونقاط قوته، فهو كبقية البشر لن يعدم أن يكون فيه مجموعة من المميزات ومجموعة من العيوب وأنت توازنين بينهما كمًّا وكيفًا فقد تكون هناك ميزة ذات ثقل كبير وقد يكون فيه عدد من العيوب الصغيرة والتافهة؛ لذا لابد من الوزن النسبي للمزايا والعيوب.
القلق والتوكل
ابنتي الغالية، يبدو لي أنك تعانين بشدة من القلق التوقعي، وهو نوع من القلق عبارة عن خوف أو توتر متكرر من حدث لم يحدث بعد، ولكن العقل يتعامل معه كأنه وشيك أو حتمي، وهو في حالتك مرتبط بالزواج والارتباط، ولا أظن الأمور وصلت معك حد رهاب الزواج أو فوبيا الزواج بدليل أنك تعربين عن رغبتك في الزواج والاستقرار، فقط أنت تخشين من فشل هذا الزواج.
لذلك أريدك أن تحسني التوكل على الله عز وجل، فلا توجد ضمانات في هذه الحياة نحن نجتهد ونسعى ثم نتوكل على الله ونؤمن إيمانا يقينا أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، قولي كل يوم قبل طلوع الشمس وقبل غروبها "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" 7 مرات، فيكفيك الله كل ما أهمك. ادعي الله عز وجل أن يرزقك بزوج حنون ذي قلب رحيم.. ادعي وأنت موقنة بالإجابة، واجعلي لديك حسن ظن بالله تعالى، وهذا هو سلاحك في مواجهة هذه المخاوف ومواجهة هذا القلق.
نصيحتي لك:
أنصحك يا ابنتي أن تقبلي مبدئيًّا بالجلوس مع الخاطب الذي تقدم لك في الوقت الراهن بعد أن تكوني بذلت جهدك في الدعاء وتصدقت بما تستطيعين بنية تيسير الأمور.
اجلسي معه في جلسة الرؤية الشرعية بهدوء وانظري لمدى ارتياحك أو توترك، مع مناقشة نفسك إذا شعرت بالتوتر هل هو بسبب محدد قام به الخاطب أم بسبب الأفكار المسبقة التي تتعاملين بها مع أي خاطب جديد.
صلي صلاة استخارة بعد ذلك وحاولي استشعار معاني التوكل في قلبك، وإذا شعرت أنك غير قادرة حتى على الجلوس مع هذا الخاطب فأنصحك بالتوجه للطبيب النفسي أو المعالج النفسي فلربما تكونين بحاجة لبضع جلسات من العلاج المعرفي السلوكي أو بحاجة لتناول بعض الأدوية التي تقلل من مشاعر القلق التي تنتابك.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر أمرك ويسعد قلبك ويقر عينك بزوج صالح، وتابعيني بأخبارك دائما.
روابط ذات صلة:
القوامة هل هي أداة لسحق المرأة؟
قوامة الرجل على المرأة.. حكمها وحقيقتها
قوامة الرجال على النساء.. معناها وحكمتها
هل الزواج بفتاة أكبر مني يؤثر على القوامة؟
كيف أفهم ضرب الزوجة علميًّا في آية القوامة؟
حين اختلّت القوامة.. ماذا حدث؟!