يسخر من عبادتي .. ماذا أفعل؟

Consultation Image

الإستشارة 15/05/2025

أنا بفضل الله سيدة ملتزمة وحريصة على ممارسة العبادات بإتقان خاصة الصلاة أطيل فيها وأحاول التشبه بالسلف الصالح.

وزوجي رجل ملتزم ومتدين ولكنه يسخر من عبادتي، فيقول للأولاد مثلا عندما يريدون شيئا وأكون ما زلت أصلي (أمكم لسه بتصلي مش عارف صلاة إيه دي)، وهذا الكلام يكرره كثيرًا.

وأحيانا يقول لي أنت ليه بتحسسيني أني فاسق، رغم أني عمري ما قلت حاجة زي كده.. وهو يرفض أن أصوم تطوع رغم أنه لا يكون له حاجة بي ويقول لي يمكن أغير رأيي، فأنا أشعر إنه يتعسف معي ولا أشعر بحرية ممارسة العبادة.. فهل من نصيحة؟

الإجابة 15/05/2025

أختي الحبيبة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك على موقع الاستشارات الإلكترونية..

 

أسعدتني رسالتك جدًّا ومنحتني شعورًا جميلاً بالتفاؤل؛ لأن نساء هذه الأمة فيهن خير كثير، فزادك الله من فضله، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن تكوني مع المقربين وأن يتقبل عبادتك.

 

غاليتي، أنت تعلمين أن طاعة الزوج ورضاه من أعلى مراتب العبادة، فهذه الصحابية أسماء بنت يزيد (أتت النبي ﷺ وهو بين أصحابه فقالت: بأبي وأمي أنت يــا رســول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الله -عز وجل- بعثك إلى الرجال والنساء كافةً، فآمـنــا بـك وبإلهك وإنا -معشر النساء- محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحـامــلات أولادكم، وإنكم -معشر الرجال- فُضلتم علينا بالجُمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشـهـود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله -عز وجل- وإن الـرجــل إذا خــرج حـاجـًّا أو معتمرًا أو مجاهدًا، حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، أفما نشـاركـكـم الأجر والثواب؟!

 

فـالـتـفـت الـنـبـي ﷺ إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال ﷺ: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر ديـنـهـا مــن هـذه؟ فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا.

فالتفت النبي ﷺ إليها فقال: افهمـي أيتها المرأة وأَعلِمي مَن خلفك من النساء أن حسن تبعُّل المرأة لزوجها (أي حُسن مصاحبتها له) وطلبها مرضاته، واتـبـاعـهـا موافقته يعدل ذلك كله، فانصرفت المرأة وهي تهلل).

 

فلك أن تتخيلي –غاليتي- أن طلب رضا الزوج واللطف في التعامل معه وطاعتك لزوجك قد يعادل الجهاد في سبيل الله، والسبب أن هذا الدور الناعم للمرأة يحمي القواعد الداخلية للمجتمع المسلم ويوفر البيئة المناسبة للانطلاق في دروب الحياة، فلا تستهيني بهذا الدور ولا تستشعري داخل نفسك أنه عبء عليك أو أنه قد يمنعك من حرية العبادة.

 

الاستعلاء الإيماني

 

أخشى ما أخشاه –غاليتي- أن تكون هناك رسالة غير مباشرة منك فهم منها زوجك أنك تستعلين عليه إيمانيًّا لذلك قال لك: "أنت ليه بتحسسيني إني فاسق".. أنا على يقين أنك لم تقصدي هذا، ولكن لعل حدث بشكل عفوي، فللشيطان طرقه بالغة الخفاء، سواء عيك أم عليه، فلعله جعله شديد التحسس منك وأنت تقولين له أريد أن أكون مثل السلف الصالح.

 

ولعل الشيطان لعب على أوتار الإيجو الذكوري داخله، فاستشعر أنك بتطويل عبادتك ترسلين له رسالة أنه في درجة إيمانية أقل، والرجل يحب أن يكون قوامًا مبادرًا يقود ولا يقاد، لذلك فهو يتعمد السخرية منك بهدف إشعارك أنك مقصرة وليس كما تظنين عن نفسك.. أو لعلك أردت نصحه فأشعرته أنه تلميذ في حضرة المعلم أو أحد العوام في حضرة الواعظ الداعية.

 

الحل العملي

 

* أيًّا كان التفسير وراء سلوكه، فعليك أنت الالتزام بطاعته واحتساب ذلك كواحد من أعمال البر التي تقومين بها.

 

* لا تصومي صيام تطوع دون إذنه، وانظري لقول أم المؤمنين عائشة (كان يكون عليّ الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان، الشغل من رسول الله ﷺ أو برسول الله ﷺ).

 

* استغلي فترة غيابه أثناء العمل أو نومه في الإكثار من الصلاة وتطويلها كما تريدين، فلك في النهار سبحات الضحى، ولك في الليل صلاة القيام (وصلوا بالليل والناس نيام).

 

* راعي مشاعره النفسية، واحرصي ألا توجهي له نصحًا مباشرًا وامدحيه قدر ما تستطيعين بصورة صادقة.. إذا وجدته جالسًا يقرأ القرآن اجلسي معه واستمعي له واسأليه باهتمام.. إن صلى في البيت اجعليه إماما.. امدحيه أمام أولاده وأهله وأشعريه بقيمته حتى لو جنحت لشيء من المبالغة.

 

* لا تكوني مفرطة الحساسية فما ضربته من نموذج على سخريته يبدو كتعليق عادي، فلا تجعلي الشيطان يصور لك أشياء غير موجودة.. أما إن سخر منك فعلا فعاتبيه بهدوء وقولي له: "ليس أنت من يقول كذا.. أنت لا تعرف قيمتك عندي واحرصي على تواصلك البصري أثناء الكلام".

 

* توجهي لله تعالى بالدعاء دائمًا أن يصلح لك زوجك ويصلح ذات بينكم.. أسعد الله قلبك وزادك من فضله.

الرابط المختصر :