كيف تحصلين على فرصة زواج مناسبة؟

<p style="direction: rtl;">أنا عندي ٢٤ سنة وأغلب اللي حواليا اتخطبوا، وأنا مش وحشة بالعكس أنا كنت رافضة الارتباط، وكان في فتره الجامعة بيتقدملي بس مكنش حد مناسب، أنا بفرح ليهم بس بخاف إن مبقاش في زي كتير وإني ممكن أبقي الوحيدة اللي متجوزتش دا غير إني كمان مش محققة حاجة في شغلي تعوضني.</p>

ابنتي الحبيبة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك على صفحة الاستشارات الإلكترونية الخاصة بمجلة المجتمع..

 

دعينا نتفق بنيتي أن الزواج مسألة مهمة جدًّا في حياة الإنسان؛ لأنها تشبع غريزة أساسية هي في قاعدة هرم الاحتياجات الإنسانية، ليس هذا فحسب فالزواج هو الوسيلة الوحيدة لإشباع غريزة الأمومة عند الفتيات والأبوة عند الشباب.. كذلك يعد الزواج الوسيلة الوحيدة لإشباع العاطفة الفطرية بين الجنسين بطريقة حلال.

 

لذلك فالتفكير في الزواج هو أمر طبيعي للغاية ولا يعكس أي لون من المخاوف وإن كان هناك فريق من الإناث وآخر من الذكور يحاول كل منهم وصم الزواج واعتباره مشروعًا فاشلاً وخانقًا ووضع العمل في مقابل الزواج فكأن النجاح في أحدهما يغني عن الآخر أو كأنه لا يمكن النجاح فيهما معًا فهذا من الخلل في التفكير ودلالة على الاضطراب.

 

الزواج بالنسبة للفتاة يعد أكثر خصوصية، فمن ناحية الشاب هو من يقدم ويبادر بأخذ خطوة التقدم للزواج بينما الفتاة تكون في وضع الانتظار ورد الفعل.. ومن ناحية غريزة الأمومة هي أشد عنفًا وإلحاحًا بالنسبة للفتاة، والأكثر صعوبة أن لها مرحلة عمرية هي المرحلة الذهبية لأنها الأشد خصوبة، لذلك فكثيرًا ما يصيب القلق الفتيات عندما يشعرن أنهن تأخرن في الزواج، بالإضافة لنظرة المجتمع في كثير من البيئات للفتيات المتأخرات في الزواج بنظرة شفقة قد تصل ببعض من لا خلاق لهم بالنظر لها نظرة دونية.

 

تفاصيل صغيرة

 

هناك أيضًا تفاصيل صغيرة بالغة الأهمية والإثارة بالنسبة للفتيات كارتداء ثوب العرس الأبيض مثل بقية الفتيات.. أن تسلط الأضواء عليها وتحظى بالاهتمام الفائق من خلال كثير من التفاصيل التي تبتكرها الفتيات، والتي قد تصل أهميتها أن بعض الفتيات يعتبرنها بمثابة معادل موضوعي لقضية الزواج كلها فتنشغل بهذه التفاصيل عن فهم وإدراك شخصية الخاطب، وقد تمثل هذه التفاصيل إطارًا للقبول أو الرفض.

 

في ضوء هذا كله يمكننا تحليل مشاعرك التي يعتريها القلق كون الذين تقدموا لك.. تقدموا لك أثناء دراستك الجامعية كما أنه‍م وكما تقولين لم يكونوا مناسبين بينما أغلب من حولك من الصديقات والجارات تمت خطبتهن بالفعل.

 

ابنتي الحبيبة، أنت بفضل الله فتاة جميلة تمتلكين مشاعر غبطة بريئة للفتيات اللاتي خطبن من حولك.. مشاعر القلق لديك في الحدود الآمنة ومخاوفك طبيعية للغاية.. أنت تقيمين حياتك وتستشعرين حالة من عدم الإنجاز كونك من جهة لم تتزوجي ومن جهة لم تحققي نجاحًا ملموسًا في مجال العمل، لذلك طلبت الاستشارة، وهذا دليل واضح أن قلقك ومخاوفك في الحدود الآمنة، ولكن هذا لا يعني أنني لا أدعوك للعمل على نفسك فأنت بحاجة للكثير من العمل حتى تدعميها وتصقليها وتعديها إعدادًا جيدًا للمستقبل.

 

إضاءات على الطريق

 

ابنتي الغالية، هذه بعض نقاط يمكنك اعتبارها إضاءات على الطريق فحاولي أن تتعاطي معها بإيجابية:

 

* أسعد فتاة وأسعد زوجة ليست تلك التي حظيت بأفضل الرجال وإنما هي تلك الفتاة الذكية التي تدربت أن تخرج ممن حولها أفضل ما فيهم من صفات وسمات.. تلك الفتاة التي دربت نفسها على مقامات عالية من الصبر والشكر والرضا.

 

* ابنتي الحبيبة، تريدين أن تحصلي على فرصة زواج ممتازة كوني أنت هذه الشخصية الممتازة في جميع جوانب الحياة.. كوني ذات قيمة عالية دينيًّا وخلقيًّا وعقليًّا ونفسيًّا وعاطفيًّا بل وشكليًّا أيضا، وثقي تمامًا أن هناك الكثيرين يقدرون هذه القيمة العالية.

 

* عليك أن تؤمني إيمانًا تامًّا من أعماق قلبك أن الزواج هو جزء من رزق الإنسان في هذه الحياة (إن روح القدس نفث في روعي: أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب...)، فثقي تمامًا أنك ستحصلين على رزقك فلا يدفعك الشعور ببطئه أن تتنازلي عن قيمك كأن تتنازلي عن جزء من شروط حجابك الشرعي مثلا كما قد يحدث من البعض، وهذا لا يتنافي مع الأخذ بالأسباب (لو كان أسامةُ جاريةً لكسوتُه، وحَلَّيتُه حتى أُنَفِّقَه) فخذي بالأسباب وتوكلي على الله.

 

* أكثري من الصدقة ومن صلة الرحم فهي من أهم الأشياء التي يستجلب بها الرزق (من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه). وأكثري من الاستغفار {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ...}، بنيتي استغفري كل يوم ألف مرة وأبشري برزق كريم.

 

* وأخيرًا، أوصيك يا ابنتي أن تندمجي في حياتك فتفكري في عملك.. ما هي نقاط ضعفه حتى تتلافيها وما هي نقاط قوته فتستثمريها.. شاركي في العمل العام وأنشطة التطوع واجعلي حياتك مليئة ثرية حتى لا تستشعري بثقل الوقت على نفسك فيحبطك ذلك، وطبعًا لست بحاجة أن أقول لك إنه عندما يتقدم لك خاطب لا بد أن تتذكري أنه لا يوجد إنسان كامل فسددي وقاربي، المهم أن يكون صاحب خلق ودين.. أسعد الله قلبك ورزقك الزوج الصالح الذي تقر عينك به، وتابعيني بأخبارك.