ابني يستغل حفيدتي الطفلة للتربح من التيك توك!!

<p>السلام عليكم<span dir="LTR">.</span>.</p> <p>أنا جدة لحفيدة عمرها 4 سنوات، ومن يوم ما كانت رضيعة وابني ــ والد الطفلة ــ بيصوّرها ويظهر بيها على منصة &quot;تيك توك&quot; عشان يزود متابعين ويكسب مادياً. في الأول كنت ساكتة، لكن دلوقتي أنا قلبي واجعني وبقيت قلقة جدًا عليها<span dir="LTR">.</span></p> <p>حفيدتي الصغيرة بقت معروفة عند ناس كتير، وكل يوم صور وفيديوهات ليها على السوشيال ميديا، وأنا بخاف عليها من حاجات كتير<span dir="LTR">:</span></p> <p>الحسد والعين<span dir="LTR">.</span></p> <p>استغلال صورها بشكل سيئ<span dir="LTR">.</span></p> <p>تعودها على حب الظهور والشهرة من وهي طفلة<span dir="LTR">.</span></p> <p>ضياع خصوصيتها وهي مش مدركة<span dir="LTR">.</span></p> <p>إمكانية تعرضها للتنمر أو الكلام الجارح لما تكبر<span dir="LTR">.</span></p> <p>غياب الأمان النفسي لها لما تلاقي نفسها طول الوقت معروضة للناس<span dir="LTR">.</span></p> <p>أنا مش عارفة أواجه ابني إزاي من غير ما أخسره، ومش عارفة إزاي أحمي حفيدتي في نفس الوقت. فممكن تنصحيني: إيه الحل العملي اللي أقدر أعمله كجدة؟ وإزاي أتكلم مع ابني من غير ما أخليه يفتكر إني بانتقده أو بضيّق عليه؟</p>

حبيبتي الجدة الحنون، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

 

أولاً: أشعر بإحساسك العميق بالمسؤولية تجاه حفيدتك، فمشاعرك صادقة، وحرصك على صون براءتها دليل على قلبك الممتلئ رحمة.

إن ما تفكرين فيه الآن هو تفكير رائع، حيث يدخل في إطار ما يسميه علم النفس التربوي الأسري Protective Parenting Role الدور الوقائي للأسرة، حيث يكون دور الأسرة حماية الطفل من أي تهديد يمس أمنه النفسي أو الاجتماعي.

 

مخاطر متعددة

 

ثانيًا: استخدام الأطفال للتكسب المادي عبر المنصات الإلكترونية قد يبدو في نظر البعض وسيلة مشروعة، لكنه في حقيقته يتضمن مخاطر متعددة، أهمها:

 

- فقدان الخصوصية: فالطفلة لم تُمنح حق الاختيار، بل تُعرض حياتها للجمهور دون وعي منها.

 

- التنمر الإلكتروني: قد تواجه لاحقًا كلمات جارحة أو استهزاء يترسخ في وجدانها.

 

- التسليع(Commodification) : أي تحويلها من كيان إنساني إلى وسيلة ربح، مما يُضعف بناء مفهوم الذات (Self-Concept).

 

- كذلك الإيحاء المبكر بحب الشهرة: وهذا قد يرسخ ما يسمى Narcissistic Tendencies الميول النرجسية، حين يرتبط تقديرها لذاتها بعدد المشاهدات والمتابعين.

 

ثالثًا: قال رسول الله ﷺ: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، والطفلة هنا أمانة، وحقها أن تُحفظ كرامتها وسريتها. كما أن القرآن الكريم حذّر من تعريض الأبناء للضرر، فقال سبحانه: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ﴾، والمعنى يتسع ليشمل كل صور الإضرار النفسي والمعنوي.

 

رابعًا: دورك الآن عزيزتي كأم وجدة أن تتبنى أسلوب Empathetic Dialogue الحوار التعاطفي مع ابنك.. فلا تواجهيه باللوم أو الاتهام، بل أخبريه بمخاوفك كأم تحب ابنها وحفيدتها، قولي مثلاً: "أنا عارفة إنك عايز تفرح بيها وتفرّح الناس، لكن قلبي مش مطمئن من كتر الظهور، خايفة عليها من عين أو من ناس مش كويسة تستغل صورها". حين تضعين الكلام في إطار الخوف الطبيعي والحرص، ستفتحين بابًا لتفكيره بدلًا من إغلاق الحوار.

 

حلول بديلة

 

خامسًا: يمكنك أن تقترحي عليه حلولًا بديلة:

 

- كأن يقتصر تصوير الطفلة على العائلة أو في إطار محدود خاص.. على أن تكون المنصة وسيلة للتعبير عن مواهبه هو أو ليتكسب منه كعمل بتقديم محتوي هادف في مجال تخصصه، وليس على حساب الطفلة.

 

- أن يخصص وقتًا لتنشئة ابنته بعيدًا عن عدسات التصوير؛ ما يعزز Secure Attachment الارتباط الآمن بينها وبينه.

 

سادسًا: أوصيك بالاستعانة بالله تعالى أولا ثم بالدعاء، وتوصية ابنك بالكتمان على أحواله هو وابنته، مثلما وصانا النبي ﷺ في الحديث الشريف: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان".. وهذا مبدأ وقائي مهم، فليس كل ما يملكه المرء من نعم يُعرض أمام الناس.

 

* همسة أخيرة للجدة الحبيبة:

 

استمري في دورك الحنون، واعملي بالحكمة واللين، فإن الكلمة الطيبة والتوجيه الهادئ أبلغ أثرًا في القلوب من أي عتاب قاسٍ. حفظ الله حفيدتك وأقر عينك بها، وجعلها زهرة نقية في حياتكم.

 

 

روابط ذات صلة:

زوجي يريد إجبار ي على تقليد قناة "حمدي ووفاء"

أمي ترفض ظهوري على تيك توك.. كيف أقنعها؟!!

ابنة أخي وأمها من أبطال التيك توك.. كيف أتصرف؟!!

«تيك توك» يغتال أطفالك

«تيك توك» يربي أبناءنا!