<p>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته<span dir="LTR">.</span>.</p> <p>أنا أم لابنة عمرها تسع سنوات، ذكية ونشيطة في اللعب والدراسة، لكنها ترفض بشدة مساعدتي في أي عمل منزلي. كلما طلبت منها ترتيب غرفتها أو إحضار شيء بسيط من المطبخ، تبدأ بالاعتراض والتذمر، وتقول: "دي شغلتك إنتِ يا ماما مش شغلتي أنا<span dir="LTR">".</span></p> <p>بصراحة أنا قلقة، لأنها ستكبر ولا تعرف قيمة المشاركة وتحمل المسؤولية. لا أريد أن أضغط عليها بالقوة فأزيد عنادها، ولا أريد أيضًا أن تكبر وهي معتمدة على غيرها في كل شيء<span dir="LTR">.</span></p> <p>فكيف أعودها على المشاركة في أعمال البيت وأحببها في ذلك، حتى تشعر أن البيت مسؤولية الجميع وليس مسؤولية الأم وحدها؟</p>
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
يا أم الصغيرة الجميلة، أود طمئنتك أولا أن رفض ابنتك في هذا العمر طبيعي جدًّا؛ لأن عقل الطفل في سن ٩ سنوات يكون مائلًا للعب والمتعة أكثر من فكرة "المسؤولية" و"الالتزام". يعني بالنسبة لها العمل المنزلي أشبه بعقوبة أو إفساد لوقت المرح.
جذب البنت للعمل المنزلي
وسوف أوضح لك خطوات عملية تساعدك:
1- الطفلة في هذه السن تحتاج إلى التحفيز لا إلى الأوامر، وما يُسمى في علم النفس التربوي Positive Reinforcement أي التعزيز الإيجابي. فبدلا من "اعملي كذا"، اجعلي الطلب في صورة مشاركة ممتعة.
2- لا تبدئي معها بأعمال ثقيلة أو طويلة، بل بطلبات صغيرة جدًّا مثل: وضع الملاعق والأطباق على المائدة، ترتيب وسادة، أو إحضار مناديل. المهم أن تشعر بالنجاح السريع.
3- حوّلي المساعدة إلى لعبة: مثل سباق "مين يخلص الأول؟"، أو "لعبة الترتيب بالألوان"، أو تشغيل أنشودة مبهجة أثناء العمل. الأطفال يعشقون Gamification التلعيب.
4- كما أن الطفل يتعلم أكثر مما يرى لا مما يسمع. فلو رأتكِ تشتغلين بابتسامة وتقولين: "شوفي يا حبيبتي البيت بيضحك لما نرتبه"، سترتبط الأعمال المنزلية بصورة إيجابية عندها.
5- وكل مساعدة صغيرة، قابليها بمكافأة، كلمة لطيفة: "شكرًا يا ملاكي، البيت نور بيكِ"، أو حضن دافئ. هذه المكافأة العاطفية تغذي عندها الشعور بالإنجاز أكثر من أي هدية مادية.
6- كذلك اربطي العمل المنزلي بالمعنى الإيماني: "النبي ﷺ كان يساعد أهله في البيت"، وأن المشاركة بركة وصدقة. فعندما تشعر أن المساعدة عبادة، ستأخذ الأمر بحب وراحة نفسية.
7- إذا رفضت يومًا المشاركة، فلا تجعليها معركة. عودي واطلبي بلطف في وقت آخر، فالتكرار اللطيف يُكوّن العادة.
* وهمسة أخيرة:
لا تنظري لابنتك على أنها "كسولة"، بل اعتبريها زهرة تحتاج لسقي تدريجي. ومع الصبر والتحفيز إن شاء الله ستجدينها بعد فترة تسابقك لتشاركك، وربما تفاجئك بقولها: "ماما، أنا رتبت سريري من غير ما تطلبي".
روابط ذات صلة: