الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
56 - رقم الاستشارة : 1597
12/04/2025
بس بدي اعرف في وحدة كنتها زي كنتي ولا حظ ابني يبتلي في هيك وحدة، يعني الواحد فيهم بتزوج حتى يأسس حياة وعيلة ودار أبسط حقوقه يرجع يلاقي زوجة تستقبله وكل اشي مرتب وأكله جاهز وحياته سعادة.
تجي وحدة بعد ما يتزوجو تخالف كل هي الأحلام اللي هو رتبها واسسها وكل اتفاقاته مع خطيبته والحدود اللي منعها عنها والأشياء اللي سمحلها فيهم تقبل بفترة الخطوبة كل شروطه وبعد الزواج.... تمحي كل كلامه وبدها تمشي كلامها.
مش بالخطوبة كنت راضية بشروطه وطباعه ليش بيختلفن بعد الزواج وبتصير بدها تعمل عكس ما حكالها، ابني تزوج قبل ٣ شهور اول شهر كان عايش حياة حلوة، والحمد لله وما شاء الله لسا ما قلنا يا هادي بعد الشهر قلبت حياته وحياتها قلب، صار كل اشي هو ما بده اياه جكر وعشان تمشي كلامها تعمل عكس ما بده، وهيها لسا عروس ٣ شهور صارت زعلانة عند أهلها ٤ مرات، وهي المرة الخامسة بس عشان ما سمحلها تطلع مع صاحباتها.
وغير أمور كثيرة أنا ما بعرفها لأنهم هم في منطقة وأنا بمنطقة ثانية وما زرتهم غير مرتين بهاي لـ٣ شهور، في كنة من كناينكم لازم وفرض تزور اهلها ٣ مرات بالأسبوع، في كنة من كناينكم بتنام يومين عند أهلها وهي لسا عروس جديدة، طيب بما انو متعلقة في اهلك لهاي الدرجة واهلك متعلقين فيكي ليش تتزوجي من أساسه، هسا زعلانة عشان ابني ما بخليها تنام عند أهلها يومين ورا بعض زي ما صاحبيتها بتنام يومين عند أهلها.
يعني بالله عليكم هيك سبب وهيك تصرفات، لو وحدة فيكم بدها مصلحة ابنها وبمكاني شو ممكن اعمل، ابني بيحكيلي الموضوع عندك وبدي اياه منك وتفاهمي انتي وامها، إما ترجع بشروطي اللي بايام الخطوبة تفقنا عليها او تضلها في دار أهلها.
ايش احكي معاها وايش اتصرف ضعت بديش اتدخل، وحكيتلو حل خلافاتك معاها بينك وبينها أنت ما قبل، واذا ما رحت وحكيت مع امها ابني بده يزعل؟
أختي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك وبكل نساء الأردن على البوابة الإلكترونية للاستشارات الخاصة بمجلة المجتمع.. أنا أتفق معك أن الأفضل أن يكون الزوج هو الذي يسعى للحوار والصلح مع زوجته بحيث تبقى الخلافات داخل دائرتهم الضيقة، وحتى تكون فرصة حفظ الأسرار الخاصة عالية، وحتى يكتشفا معًا آلية للإصلاح والتقارب.
ولكن قدر الله وما شاء فعل، فالزوجة بالفعل غاضبة في بيت أسرتها للمرة الخامسة أثناء زواج مدته ثلاثة شهور، وابنك بالفعل لا يرغب في الذهاب لمنزل عائلة زوجته للصلح ووضعك أمام أمر واقع وحملك برسالة محددة، وبالتالي فليس أمامك بالفعل إلا الذهاب والسعي لإصلاح العلاقة بين ابنك وكنّتك.
تعلمين -يا أختي الفاضلة- حساسية موقفك كحماة؛ فالثقافة السائدة تجعل من الحماة والكنة في علاقة تنافسية محملة بنيران الغيرة الخفية وتنظر للحماة بوجه عام نظرة سلبية كأنها لن يأتي من ورائها خير أبدًا ولن تسعى لخير أبدًا، ومن ثم فإن تدخلها للإصلاح في الثقافة السائدة ليس صادقًا، وبالتالي فأنت بالفعل ذاهبة في مهمة صعبة وستواجهين بالتوجس من قبل كنّتك وأسرتها؛ لذلك فعليك أن تستعدي جيدًا حتى تؤتي زيارتك ثمارها الحلوة وتقومي بدورك الإصلاحي كما ينبغي وكما يطمح ولدك بمشيئة الله تعالى.
نوايا طيبة
أختي الفاضلة، أعلم تمام العلم أنك غاضبة لأجل ابنك.. حزينة لحزنه؛ فكلماتك تقطر مرارة واسئلتك غارقة في الاتهامات التي تدور كلها حول كنّتك المدللة التي تريد زيارة أسرتها ثلاث مرات بالأسبوع وترغب بالمبيت عندهم يومين متتاليين والتي خالفت زوجها (الذي هو ابنك) في كل ما اتفقا عليه أيام الخطبة.. ولكن حنانيك سيدتي الفاضلة فهذه هي رواية ابنك للمشكلة وليست حقيقتها.. بالطبع لا أشكك في رواية ابنك ففيها جزء من الحقيقة.. الجزء الذي آلمه وأوجعه.. أما ما يؤلم كنّتك ويوجعها وجعلها تخرج وتغادر بيتها للمرة الخامسة فأنت لا تعلمين عنه شيئًا بعد.. هل عنّفها ابنك مثلا؟ هل ضربها؟ هل أهانها بكلمات أشد قسوة من الضرب؟
أنت في رسالتك تقولين نصًّا: "وغير أمور كثيرة أنا ما بعرفها لأنهم هم في منطقة وأنا بمنطقة ثانية وما زرتهم غير مرتين بهاي لـ٣ شهور". إذن بالتأكيد هناك أشياء أخرى غير ما حكى لك ابنك.. والمطلوب منك أن تنتوي نوايا طيبة وأنت ذاهبة لهذه الزيارة وعلى رأس النوايا الطيبة أن يكون هدفك الإصلاح وليس التهديد؛ فالله سبحانه وتعالى يقول: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} (النساء: ١١٤).
ومن النوايا الطيبة نية تحقيق العدالة بين ابنك وكنّتك عن طريق أن تحبي لها الخير كابنك تمامًا، وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، فهنا ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين صحة الإيمان وبين العدالة في أرقى معانيها التي وصلت في العدالة فيما نحب ونرغب.. فعليك أن تنتوي أن تعدلي مع كنّتك وتحبي لها الخير والاستقرار والسعادة تماما كابنك.
ومن النوايا الطيبة أن تنتوي الرحمة بهذه الفتاة حديثة السن حتى لو كانت قد ارتكبت بعض الأخطاء أو لم تدرك بعد بعض أبعاد الحياة الزوجية فـ "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" رواه أبو داود، والترمذي.
تذويب الجليد
أختي الكريمة، النوايا الطيبة هي سلاحك الخفي لإصلاح ذات البين.. هي أمر بينك وبين الله تعالى فييسر أمرك ويجزل لك العطاء والثواب.. لكن النوايا الطيبة وحدها لا تكفي فكنّتك التي قابلتها مرات قليلة للغاية والغاضبة للمرة الخامسة من ابنك لا شك أنها تحيط نفسها بجدار من جليد تخفي خلفه انفعالها وغضبها وتوترها، وأنا أريدك أن تقومي بتذويب هذا الجدار الجليدي حتى تستطيعي الاقتراب منها ومن عالمها وتفتح لك قلبها.. صدقيني الأمر يستحق بذل الجهد.. فإبليس بذل كل جهده للتفريق بين هذين الزوجين، وفي الحديث الذي رواه مسلم: "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت، فيلتزمه".
هذا الجهد الشيطاني بحاجة لجهد جاد حقيقي مقابل له، وإذا كان الشيطان يفرح للتفريق بين الزوجين؛ فذلك لأن هذه الفرقة كارثة كبيرة وليست أمرًا هينًا، لذلك فهي بحاجة لجهد كبير حتى يمكن إصلاحها.
أدوات مساعدة
ولكي تنجحي –غاليتي- في تذويب هذا الجليد لا بد لك من أدوات مساعدة، ومن أهم هذه الأدوات الابتسامة والوجه الطليق ولغة الجسد الدافئة.. يمكنك التربيت على كفها.. النظر لعينيها بحنان أمومي.
يمكنك بدء الحديث بالحوار في أي كلام عام حتى تمنحيها فرصة للهدوء النفسي.
عبري عن مشاعرك الإيجابية نحوها وأنك تحبينها وتعتبرينها كابنتك.. وأيضا أخبريها عن حب ولدك لها حتى لو بالغت بعض الشيء وهذا أمر مباح (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فيقول خيرًا، وينمي خيرًا) رواه البخاري ومسلم.. لكن لا تبالغي بشدة حتى لا تتشكك في كلامك.
امنحيها فرصة للتعبير عن موقفها، وأنصتي إليها باهتمام ودون مقاطعة.
لا توجهي انتقادًا مباشرًا لشخصها.. انتقدي الموقف أو السلوك فقط.. وانتقي كل كلمة بدقة.
تحدثي إلى والدتها بحميمية واهتمام فلها تأثير كبير على ابنتها، كما أنها قد تكون أكثر تفهمًا لحساسية الموقف.
أحضري معك هدية مميزة قدر ما تمكنك ظروفك المادية؛ فالهدية لغة شهيرة من لغات الحب، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "تهادوا تحابوا" رواه مالك.. فالهدية تذيب الجليد وتجعل العلاقات أكثر حميمية.
تصدقي قبل هذا اللقاء بنية الإصلاح وتفريج الكرب، وأكثري من الدعاء أن يؤلف الله بين ابنك وزوجته وأن يوفقك في هذه المهمة.. استعيني بالله أختي الكريمة، وقومي بهذه المهمة، وإن شاء الله موفقة فيها، وتابعيني بما حدث.