Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. موسى المزيدي
  • القسم : إدارية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 37
  • رقم الاستشارة : 1436
25/03/2025

السلام عليكم ورحمة لله وبركاته، هل الرؤى المحددة والواضحة بالإضافة إلى الجدية من عوامل التحفيز؟ أرجو ذكر مثال واضح على ذلك، فضلا عن ذكر أحداث ووقائع أخرى تساعد على تحفيز النفس.

الإجابة 25/03/2025

وعليكم السلام ورحمة لله وبركاته، أهلاً ومرحبًا بك أيها السائل الفاضل على موقع استشارات المجتمع، وبعد:

 

فإن الرؤى المحددة والواضحة بالإضافة إلى الجدية من أكبر عوامل تحفيز النفوس، بل إنها تغير وجه الدول من حال إلى حال، وسأذكر لك دولة سنغافورة كمثال واقعي على ذلك، إضافة إلى مثالين آخرين من أحداث الحياة في التحفيز.  

 

أولاً: لقاء مع السفير السنغافوري

 

تعتبر سنغافورة محورًا مهمًّا لمنطقة جنوب شرقي آسيا. ويعتمد اقتصاد سنغافورة على التجارة الدولية. وتشمل صناعاتها الرئيسية الإلكترونيات، والخدمات المالية، ومعدات حفر آبار النفط، وتكرير النفط وتصنيع الأدوية والمواد الغذائية المصنعة والمشروبات، ومنتجات المطاط وإصلاح السفن.

 

في السنوات الأخيرة، تحركت الحكومة للحد من الاعتماد على تصنيع وتصدير الإلكترونيات عبر تطوير قطاع الخدمات، فضلا عن الصناعات التقنية الحيوية والكيميائية والبتروكيميائية. ودفعت سنغافورة السكان نحو الانفتاح الاقتصادي والتجارة الحرة والأسواق الحرة. وقد تم ذلك بفضل السياسات الحكومية التي تعزز التنمية الاقتصادية.

 

في لقاء حاشد في مسرح كلية الطب بجامعة الكويت، عرض السفير السنغافوري لدى النرويج تجربة سنغافورة في تقدمها ونجاحها في المجال الحضاري.

 

أردت أن أكون أول من يسأل السفير في فقرة الأسئلة، فوجهت إليه السؤال الآتي: كيف استطاعت الحكومة السنغافورية إقناع شعبها بالرؤية والخطة الاستراتيجية اللتين وضعتهما للبلاد؟

 

فأجاب السفير قائلا: المسألة ليست سهلة، لكنها ممكنة، فهي مرتبطة بتوفير احتياجات الشعب من وظائف ومساكن، مع وجود حكومة جادة ذات إجراءات واضحة في التنفيذ.

 

إن من أكبر عوامل التحفيز للنفوس هو وجود أناس جادين حولك، يتصفون برؤى محددة في التخطيط، وإجراءات واضحة في التنفيذ.

 

ثانيًا: لقاء في ساحة الإرادة حول أسطول الحرية لكسر الحصار عن قطاع غزة

 

أسطول الحرية هو مجموعة من ست سفن: تضم سفينتين تتبعان مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية، وإحدى هاتين السفينتين هي "مافي مرمرة"، وسفينة مُوّلتْ بتمويل كويتي وجزائري، وثلاث سفن تابعة للحملة الأوروبية؛ لرفع الحصار عن غزة، تحمل على متنها مواد إغاثة ومساعدات إنسانية، إضافة إلى نحو 750 ناشطًا حقوقيًّا وسياسيًّا، بينهم إعلاميون يمثلون وسائل إعلام دولية.

 

انطلق أسطول السفن من موانئ دول مختلفة في جنوب أوروبا وتركيا، وكانت نقطة التقائها قبالة مدينة "ليماسول" Limas-sol في جنوب قبرص، قبل أن تتوجه إلى القطاع مباشرة. انطلق الأسطول نحو قطاع غزة في 29 مايو 2010، محملا بعشرة آلاف طن من التجهيزات والمساعدات، والمئات من الناشطين الساعين لكسر الحصار الذي كان قد بلغ عامه الثالث على التوالي. لكن السلطات الإسرائيلية المحتلة منعته من دخول قطاع غزة.

 

لقد توافدنا –نحن الشعب الكويتي- إلى ساحة الإرادة أمام مجلس الأمة؛ للتعبير عن سخطنا من السلطات الإسرائيلية المحتلة، ولتشجيع الوفد الكويتي المرافق للأسطول على الصمود في وجه الظلم والطغيان.

 

تكلم في الحشد 24 شخصية لها اعتبارها في البلد، ومن الكلمات التي شدت انتباهي، واستلهمت منها علو الهمة كلمة نائب مجلس الأمة السيد عدنان وكلمة الشيخ أحمد القطان، لقد أجادا التعبير عن نفسيهما وتحركت مشاعر الحشد معهما.

 

وحينما أعلن المسؤولون عن الحشد فتح باب التطوع للاشتراك في أسطول الحرية الثاني، كنت من أوائل المتطوعين. رغم مرور 15 سنة على أسطول الحرية الأول، ورغم عدم تكراره حتى هذا اليوم، فإني أشعر أنني محفّز منذ ذلك الحين!

 

إذا كنت جزءًا من حدث عالمي، فستجد نفسك محفزًا.

 

ثالثًا: لقاء مع المهندسة النشيطة أوراد الصباح

 

حصلت المهندسة أوراد الصباح –ابنة أمير الكويت الرحل جابر الأحمد- على الشهادة الجامعية في الهندسة الكيميائية من جامعة القاهرة. وهي عضو مؤسس ورئيسة لمؤسسة "حياة لرعاية مرضى السرطان". كما أنها عضو مؤسس في "مبرة خير الكويت" التي تهتم بالأيتام.

 

المهندسة أوراد الصباح معروفة بنشاطاتها في المجتمع الكويتي. رأيتها ضمن الحضور في أحد لقاءات اللجنة النسائية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي. وقد كنت يومها المحاضر الرئيسي في اللقاء. وكان عنوان المحاضرة: "عشر طرق عملية في تحفيز النفس".

 

وقد أسعدني حضور المهندسة أوراد الصباح لأسباب عدة؛ منها كونها رمزًا في هذا البلد، وكونها مهندسة مثلي، ومنها طبيعة الأسئلة التي وجهتها إليَّ أثناء استراحة صلاة المغرب، منها سؤال حول سبب حرصي على أخذ الإجازة القرآنية (السند القرآني) المتصل إلى الرسول محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- فأجبتها قائلا: لولا السند لضاع الدين الإسلامي؛ فالدين هو السند. لقد كان وجود الشيخة المهندسة في اللقاء حافزًا لي إلى الإتقان في الإلقاء.

 

إن من مصادر تحفيز النفس، وجود رمز معروف في مجلسك.

الرابط المختصر :