وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا ومرحبًا بك -أخي السائل- على موقع استشارات المجتمع، وبعد:

 

فالمهارات الجديدة مهمة جدًّا في حياتنا؛ فهي تفتح لنا عالما رحبا وتعرفنا على أشياء جديدة، فضلا عن أنها سبب في توسيع المدارك وإعادة النشاط والنحفيز للإنسان، فلا تتردد -أخي السائل- في تعلم مهارة جديدة كل فترة، مثلا الصيد، السباحة، وبرامج كمبيوتر مختلفة، لغة جديدة... إلخ.

 

وهناك أشاء أخرى من الممكن فعلها تساعد على تحفيزك في الحياة وتجدد من نشطاك وحيويتك سأذكرها لك في الرد على استشارتك، وهي كالآتي:

 

أولاً: قرار "مزيدي" بتعلم مهارة صيد السمك

 

يعتبر تعلم أي مهارة حافزًا نفسيًّا للفرد. في ذلك اليوم قرر جميع أفراد عائلتي الخروج في رحلة بحرية لتعلم مهارة صيد السمك. وعلى الرغم من وجود قناعة لدى أفراد العائلة بأهمية تعلم هذه المهارة، فإن شدة الريح في ذلك اليوم حالت دون تحقيق الهدف. واستُبدل بذلك الهدف هدف آخر وهو الاستمتاع بمناظر الطبيعة الخلابة وحركة الأمواج الهادرة.

 

إن تعلم مهارة جديدة في الحياة، يمنح النفس حيوية وحماسًا.

 

قرار بممارسة رياضة المشي

 

نظمت جمعية SEES الطلابية في قسم الهندسة الكهربائية فيما مضى "ماراثون" Marathon من الجزيرة الخضراء إلى سوق شرق ضمن مسافة لا تتعدى 6 كيلومترات. وكانت لي أمنية قديمة في أن أشارك في أحد "الماراثونات" التي تنظمها كلية الهندسة والبترول. وقد تحققت أمنيتي. ولم أكن أتوقع تنظيمًا رائعًا من الطلبة المسؤولين عن هذه الجمعية وفي مقدمتهم رئيسة الجمعية الطالبة هاجر ناصر، إلى جانب مجموعة أخرى من الطلبة، منهم الطالب طارق العثمان. ولم أكن كذلك أتوقع استعدادات وزارة الداخلية لضبط الأمور الأمنية المصاحبة لهذا الماراثون.

 

لقد وجدت نفسي منطلقًا مع الأساتذة والطلبة في سباق المشي من دون تعب، وقطعت المسافة في 45 دقيقة، تلوْتُ فيها سورة الإسراء كاملة، وكنت يومها أتممتها ضمن حفظي للقرآن الكريم.

 

إن حرص الفرد على ممارسة نشاط رياضي –ولا سيما المشي- يُذهب التوتر النفسي ويجلب الحيوية والنشاط له.

 

قرار بنصرة أهل القطاع في غزة

 

أعجبتني طريقة أخي الدكتور هاني المزيدي في نصرة أهل القطاع في غزة، في أثناء العدوان الإسرائيلي عليهم في أواخر العام 2008م. وهي طريقة مبتكرة، ولا تكلف إلا مبلغًا بسيطًا من المال، لكنّ فيها، في المقابل، تثبيتًا لأهل غزة وتحفيزًا للنفس.

 

لقد كان الدكتور هاني المزيدي يعلم أن جميع أرقام الهواتف في مدينة رفح في القطاع تبدأ بـ 009708213، وكل ما عليه بعد ذلك هو أن يضيف 4 أرقام عشوائية لتصل مكالمته إلى إحدى الأسر الصابرة المرابطة هناك. فاختار أرقام السنة التي ولد فيها "1954م"، واتصل بإحدى الأسر في رفح بطريقة مبتكرة!

 

وفي 11-1-2009م، اتصل بي الدكتور شافي العجمي ليسألني -بحكم تخصصي في الهندسة الكهربائية- عن كيفية إنارة البيوت في قطاع غزة بعد أن انقطعت عنها الكهرباء أثناء العدوان الإسرائيلي.

 

لم تكن الإجابة عن هذا السؤال يسيرة. ولهذا، صرت أبحث في الإنترنت، حتى توصلت إلى شركة في الصين تبيع مولدات كهربائية تعمل برياح بسيطة، وقدرتها 500 واط تكفي لإنارة مصباح وتشغيل تلفاز وثلاجة. والعجيب في الأمر أن كلفة الوحدة الواحدة لا تتجاوز 75 دولارا! وأن وزنها لا يتجاوز 5 كيلوغرامات!

 

تحفيز النفس ربما يكون بطرق مبتكرة يسيرة، لا تكلف مالاً أو جهدًا أو وقتًا، ربما يكون ذلك باتصال هاتفي لدعم أسرة معنويًّا، أو توفير خدمة لها.

 

قرار بنشر مؤلفاتي بواسطة مكتبة جرير

 

شركة جرير للتسويق شركة معروفة، ويتمثل نشاطها في تجارة الجملة والتجزئة في الأدوات المكتبية والمدرسية وألعاب الأطفال غير النارية والوسائل التعليمية وأثاث المكاتب والأجهزة والأدوات الهندسية وأجهزة وبرامج الحاسوب، وكذلك شراء المباني السكنية والتجارية والأراضي لإقامة مبان عليها واستثمارها بالبيع والتأجير لمصلحة الشركة. ويقع المركز الرئيسي للشركة في مدينة الرياض. ولها فروع في السعودية وقطر والكويت وأبو ظبي.

 

المكتبات في الوطن العربي كثيرة جدًّا، لكن من أشهرها مكتبة جرير، ولها في الكويت فرع، ولها في الخليج 25 فرعًا. أردت في ذلك اليوم أن أتواصل مع المسؤولين في مكتبة جرير كي أعرف شروطهم في النشر. فعرفت أن لهم 3 شروط:

 

1- الحصول على تصريح من الجهات الرسمية بصلاحية النشر في بلد النشر.

 

2- إرسال نسختين من الكتاب إلى المكتبة للفحص.

 

3- توزيع إيراد البيع من الكتب مناصفة بين المؤلف والناشر.

 

أما نقل الكتب وتوزيعها على فروع المكتبة فقد تكفل المسؤولون في المكتبة بذلك. أما تحديد سعر النسخة فهو من صلاحية المؤلف.

 

كان شعوري مفعمًا بالحيوية والحماس حينما وافق المسؤولون في مكتبة جرير على نشر كتبي.

 

إن من أقوى مصادر تحفيز النفس، هو أن يكون للإنسان منتج أو بحث أو براءة اختراع أو كتاب من تأليفه، وتقوم جهة معروفة بنشره أو تسويقه.

 

الخلاصة: إن تعلم مهارات جديدة مفيد جدًّا ومحفز للإنسان، وإن رياضي المشي مهمة لصحة الإنسان حيث تنشط دورته الدموية وتحرك كل أعضاء الجسم، وإن الأفكار البسيطة في مساعدة المحتاجين تجلب السعادة للإنسان، وإن عالم تأليف الكتب يأخذك إلى بحار من المعرفة تسبح فيها بتجاربك فيها وتجعلك تعيش أعمارًا من الخبرة.

 

ختاما، أخي الكريم، أسأل الله أن يلهمك للصواب، وإلى كل جديد نافع لك، يكون محفزًا ودافعًا لاكتشاف مواهبك ومهاراتك، ويدخل عليك الخير كله.