وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا ومرحبا بك أخي الكريم على موقع استشارات المجتمع، أسأل الله لكم التوفيق في أمورك كلها، وبعد:

 

لا شك أن هذه الأمور التي ذكرتها في سؤالك هي أمور مهمة للإنسان في حياته ليعيش سعيدًا مرتاح النفس، فضلا عن أنها محفزة للنفس وتمدها بالحماس والحيوية، وسأضرب لك أمثلة عملية عن ذلك من خلال ثلاثة لقاءات مختلفة.

 

أولا: لقاء مع دكتورة أمريكية في علم النفس

 

الدكتورة "جريس" Grace هي دكتورة أمريكية في علم النفس، طلبت إليها موعدًا في ذلك اليوم لكي أسألها سؤالا واحدًا وهو: هل يمكن أن يكون الإنسان تحت ضغط نفسي، وكل من حوله يرون ذلك فيه وهو لا يراه، بل ينكره؟ وكانت الإجابة: نعم قطعًا، وبصورة مؤكدة.

 

كانت مدة الجلسة مع الدكتورة "جريس" ساعتين، وكانت حول الضغط النفسي الذي يتعرض له الإنسان من دون أن يشعر به أحيانا، وينكر أحيانا الآثار التي تتركها في حياته.

 

من النصائح المحفزة التي سمعتها من الدكتورة "جريس" في تلك الجلسة: ضرورة وجود جلسة رياضية في حياة الإنسان مدتها نصف ساعة، تمارس فيها التمارين الرياضية الخفيفة، وتكرر 3 مرات في الأسبوع.

 

من مصادر تحفيز النفس، ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة عدة مرات في الأسبوع.

 

ثانيًا: لقاء مع رجل بلا يدين ولا رجلين في مقهى "غلوريا جينز"

 

بات مقهى "غلوريا جينز" Gloria Jean’s Coffee محترفًا في تحضير القهوة بفضل أكثر من 900 فرع له في 37 بلدًا، وهو من أول مروجي القهوة في أستراليا؛ إذ إنّه يطحن - منذ العام 1979م - حبات البن السوداء ويصنع منها قهوة لذيذة. وبفضل 30 ابتكارًا لتحضير القهوة، وخلطات مذهلة تستخدم حبات بنّ مزروعة وعضوية، يقدّم المقهى أجود أنواع القهوة.

 

أعلن مقهى "غلوريا جينز" في الكويت تضامنه مع توجيهات سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بضرورة التبرع والمساهمة لمنكوبي الصومال عبر التبرع بنسبة 10% من المبيعات لهم في شهر رمضان المبارك من العام 1432هـ الموافق 2011م.

 

وبهذا الصدد، قال مدير العمليات السيد "وسام وفا" إن لدى مقهى "غلوريا جينز" رسالته الإنسانية، واهتمامه بعنصر البشرية قبل التفكير في المبيعات والأرباح، ولهذا بادرت إدارة "غلوريا جينز" في الكويت إلى فعل الخير، وأبدت تعاونها مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عبر حملتهم المكثفة لجمع التبرعات لإغاثة منكوبي الصومال؛ نظرًا لعمق وضخامة هذه الكارثة الإنسانية الخطيرة في قارة إفريقيا.

 

وذكر السيد وفا أن لدى مقهى "غلوريا جينز" فروعًا متعددة في الكويت، وبإمكان الزوار والزبائن الاستفادة من خدماته المتنوعة من مأكولات ومشروبات صحية ومفيدة، وكذلك الحصول على الأجر والثواب من الله -عز وجل- عبر تجديد نيتهم للتبرع بنسبة من المبيعات.

 

في مثل ذلك اليوم وَجّهَتْ الأستاذة سمية الميمني إليّ دعوة لحضور لقاء غريب في سوق شرق، في مقهى "غلوريا جينز" Gloria Jean’s Coffee، مع رجل أجنبي اسمه "نيكولاس فوجيسيك" Nick Vujicic.

 

الغريب في الأمر، أن هذا الرجل ليست له يدان ولا رجلان، بل معه شخص يلازمه، يرفعه ويضعه.

 

حينما جلست بقربه، شعرت -على الرغم من إعاقته الجسدية– بأن لديه حيوية وحماسة شديدتين. وقد أتيحت لي فرصة -مدتها دقيقة واحدة- للتحاور معه، فقلت له: "نيكولاس"، ما سبب حيويتك وحماستك على الرغم من صعوبة حركتك؟! فأجاب "نيكولاس": مصدر حيويتي بلا شك، هو إيماني بالله وقربي منه. قلت له: هل من نصيحة توجهها إليّ؟ فقال: نعم. كن نموذجاً حسناً للناس، وتمتع بروح الصفح والعفو عمن أخطأ بحقك، وكن قريبًا من الله تكن سعيدًا.

 

لقد أدركت حينئذ، أن من مصادر الحيوية والحماس عند الإنسان أمورا ثلاثة، الأول: أن يكون قريبًا من الله، والثاني: أن يكون نموذجًا حسنًا للناس، والثالث: أن يصفح ويعفو عمن أخطأ بحقه.

 

تدب فيك حيوية وحماس شديدان، حين تسمع نصيحة من شخص معوّق جسديًّا معروف بنشاطه.

 

ثالثًا: المهندس براك الصبيح ودعوته إلى لقاء مع الرعيل الأول

 

المهندس براك الصبيح هو من الشخصيات اللطيفة والمتميزة بطلاقة الوجه وحسن الخلق والكرم. أعرفه منذ 40 سنة حين كنا ندرس معًا في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وجّه إلي دعوة من أجل حضور لقاء عام مع الرعيل الأول، ممن كانوا معنا في الولايات المتحدة الأمريكية أثناء الدراسة الجامعية، وكان لهم فضل السبق في التوجيه والإرشاد. استغرق اللقاء ساعتين، شعرت فيهما بعلو الهمة التي كنا نتمتع بها في الماضي.

 

احرص على مجالسة الرعيل الأول ممن له فضل السبق عليك في التوجيه والإرشاد، فإنهم يُحدثون في نفسك تحفيزًا غير متوقع.