الأخ الفاضل، أهلا ومرحبًا بك على موقع "استشارات المجتمع"، سعدت كثيرا بسؤالك وسوف أجيبك من خلال نماذج عملية حياتية يكون لها بالغ الأثر في الإلهام والتحفيز في نفسك ونفوس الآخرين.

 

أولا: لقاء مع عضو مجلس الأمة الكويتي عبدالعزيز الشايجي

 

مجلس الأمة الكويتي هو السلطة التشريعية في الكويت، ويتكون من 50 عضوًا منتخبًا، ولا يزيد عدد الوزراء على ثلث عدد النواب (أي لا يزيد على 16 وزيرًا).

 

يتألف مجلس الأمة من 50 عضوا موزعين على 5 دوائر انتخابية، ينتخبون بطريق الانتخاب العام السري المباشر، وفقا لقانون الانتخاب. ويعتبر الوزراء -غير المنتخبين- بمجلس الأمة أعضاء في المجلس بحكم وظائفهم. ومدة مجلس الأمة 4 سنوات ميلادية من تاريخ أول اجتماع لـه. والكويت حاليا مقسمة إلى 5 دوائر يتم انتخاب 10 نواب عن كل دائرة، ولكل ناخب الحق في التصويت لأربعة مرشحين، ويحق لكل مواطن كويتي من كلا الجنسين إذا أتم من العمر 21 سنة أن ينتخب، ولا يحق للعسكريين أن ينتخبوا باستثناء أفراد الحرس الوطني.

 

التقيت المهندس عبدالعزيز الشايجي، وهو أحد المرشحين لعضوية مجلس الأمة في هذا البلد، وطلب إليّ أن أستمع إلى "بروفة" الكلمة الافتتاحية لمقره الانتخابي وأقوّمها. فقلت في نفسي: ومن أنا كي أقوّم كلمة مرشح قدير لمؤسسة انتخابية راقية في هذا البلد العريق؟ ولكني وافقت على طلبه من باب التشجيع والدعم. وجرى لقاء بيني وبينه مرتين. وفاز صاحبنا المهندس عبدالعزيز الشايجي في الانتخابات بفضل الله تعالى. شعرت يومها بسعادة تغمرني؛ لأنني ساهمت في نجاح شخص عزيز لتحقيق هدف له.

 

إن مساعدتك للآخرين لتحقيق طموحاتهم وأهدافهم، هو مصدر من مصادر تحفيز النفس وإلهامها.

 

ثانيًا: لقاء في الإسكندرية مع ابْنٍ بار يرعى أباه الشيخ الكبير

 

العم شفيق يبلغ من العمر قرابة سبعين عاماً، وهو يعمل بوظيفة سائق "تاكسي" في شركة "فاست كول" بالإسكندرية. كنت معه في رحلة دامت نصف ساعة. كان العم شفيق يحدثني عن صولاته وجولاته مع أبيه البالغ من العمر 91 سنة؛ كيف كان يرعاه وكيف كان يرفعه وينظفه. لقد كان أبوه حينئذٍ ما زال على قيد الحياة لكنه طريح الفراش.

 

كان العم شفيق يبتغي من وراء ذلك الأجر والثواب من الله، وكان يستحضر في ذهنه قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [سورة الإسراء: 22، 23].

 

إن من مصادر تحفيز النفس هو أن تجالس إنسانًا يتبع خلقًا من الأخلاق القرآنية أو النبوية في حياته.

 

ثالثًا: لقاء مع وزير الأشغال العامة الدكتور فاضل صفر

 

سوق الكويت للأوراق المالية أو سوق "البورصة" الكويتي، هو سوق لتداول الأسهم بصورة رسمية ويتضمن 5 أسواق هي: السوق الرسمي، والسوق الموازي، وسوق الكسور، وسوق الخيارات، وسوق الآجل. تم تأسيس السوق بعد إصدار قانون تنظيم التداولات المالية في أكتوبر 1962م. لكنه خضع لعدد من التعديلات أهمها في العامين 1983م و1984م، وهو بذلك يكون أقدم سوق للأوراق المالية في منطقة الخليج العربي. كما أنه يعتبر إحدى "البورصات" من حيث الأهمية عالميًّا.

 

في يوم من الأيام، كنت المدرب في دورة تدريبية لمجموعة من العاملين في سوق الكويت للأوراق المالية لبرنامج يقال له المدير المحصن. وأثناء فترة الاستراحة، فوجئنا بوجود فعالية أخرى في الغرفة المجاورة، تحت رعاية وزير الأشغال العامة الدكتور فاضل صفر، الذي سبق أن انخرط في برنامجنا نفسه: المدير المحصن.

 

ذهبت إلى الوزير صفر قبل بدء الفعالية الأخرى، وطلبت إليه أن يلقي كلمة تزكية في قاعتنا التدريبية بحق برنامج المدير المحصن، وكيف استفاد منه، فلبّى الدعوة مشكورًا.

 

كلمة قصيرة يلقيها مسؤول كبير، يمكنها أن تؤثر في نفسك ونفوس من حولك وتحفزها بقوة.

 

رابعًا: لقاء مع الداعية الملهم للنفوس الدكتور طارق السويدان

 

الدكتور طارق السويدان هو داعية إسلامي اشتُهر ببرامجه الإذاعية والتلفازية التي تتناول التاريخ الإسلامي وتنمية القدرات والأداء، وله برنامج في المحطة الفضائية "الرسالة" التي كان يديرها بعنوان: "علمتني الحياة"، وهو من أروع البرامج التي أنجزها، وقد تحدث فيها عن خبراته وتجاربه في الحياة. كما أن له برنامجًا آخر في المحطة نفسها بعنوان: "رياح التغيير"، وهو من البرامج الرائعة التي أنجزت في ضوء ربيع الثورات العربية، ويسعى بواسطته إلى إنجاز أكبر مشروع حضاري للأمة الإسلامية في 20 سنة.

 

أعرف الدكتور طارق السويدان منذ العام 1969م، وذلك في سفر جمعني وإياه إلى المملكة العربية السعودية مع مجموعة من الطلبة المتميزين على مستوى البلد.

 

ثم سافرنا معًا في بعثة دراسية إلى أمريكا في العام 1970م.

 

تجمعني به محبة خاصة، وهو بحق ملهم لنفسي، ومحفز لها، ومنه أستلهم علو الهمة.

 

في ذلك اليوم قال في محاضرة له: إنّ أمضى وسيلة في التأثير وبناء الشخصية في نفوس الأفراد، هي معايشتهم في رحلة تدريبية خارجية على مدار بضعة أسابيع.

 

يقول الدكتور طارق السويدان: إن نسبة التأثير الكلي تزداد من 4% إلى 23% في مثل هذه الدورات، والتي تحمل طابع المعايشة الكلية على مدار بضعة أسابيع.

 

ويضيف: إن هذه الطريقة أفضل من الطرق التدريبية الاعتيادية، كما أنها أفضل من أسلوب المحاضرات في التوجيه، وأفضل من الظهور الإعلامي عبر المحطات الفضائية، ومن أسلوب الكتابة في الصحف أو تأليف الكتب؛ وذلك من حيث التأثير الدائم في شخصيات الآخرين.

 

احرص على حضور المحاضرات الاعتيادية، والدورات التدريبية، وقراءة الكتب ومتابعة البرامج الفضائية لشخصيات بارزة، فهي ملهمة للنفوس، واحرص على ملازمتهم ومعايشتهم.