Consultation Image

الإستشارة 12/05/2025

ما حكم حج الصغير، هل يثاب؟ وهل هذا يسقط عنه الفريضة خاصة إن حج دون سن البلوغ؟

الإجابة 12/05/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، وبعد:

 

فحج الولد ذكرًا كان أم أنثى في الصغر يثاب عليه، ويثاب عليه وليه إن شاء الله، لكن الحج قبل سن البلوغ لا يسقط حج الفريضة، وعليه الحج مرة أخرى إن استطاع إلى ذلك سبيلاً.

 

يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي – رحمه الله- في فتوى مشابهة:

 

الحج في الصغر له ثوابه عند الله للصغير ولمن حج به، وفي حجة الوداع رفعت امرأة صبيًّا إلى النبي ﷺ وقالت: ألهذا حج؟ قال: نعم ولك أجر، ولكن هذا الحج لا يسقط الفرض ولا يغني عن حجة الإسلام الواجبة على من استطاع إليه سبيلاً والحج في سن الرابعة عشرة ـ إذا لم يكن الشخص قد بلغ بالاحتلام ـ فهذه الحجة لا تغني عن حجة الإسلام المفروضة، فإن الحجة التي هي فرض، لا بد أن تتحقق بعد البلوغ، والبلوغ إما بالسن، وهو يكون في تمام الخامسة عشرة.. وإما بالاحتلام فإذا لم يكن كذلك، فلا بد من أن يحج مرة أخرى.

 

فإذا فعل منكرًا بعد أداء فريضة الحج، فإن ذلك المنكر لا يبطل الحجة لأن فعل الحسنات لا يبطله ارتكاب السيئات، وإن كان ينقص من ثمرته ويقلل من ثوابه، ذلك لأن الله عز وجل يحاسب الناس على كل صغيرة وكبيرة، من طاعة أو معصية، والميزان يوم القيامة هو الحكم، حيث توضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة، ويتبين أيهما أثقل، فيكون إما محسنًا أو مسيئًا، وعلى ذلك يترتب الثواب والعقاب ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ (الزلزلة: 7- 8)، ﴿وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ (الأنبياء: 47).

 

والمطلوب من المسلم أن تكون حجته صادقة مبرورة، وأن يظهر أثرها في نفسه وسلوكه بعد الحج، فيتوب وينيب إلى الله، ويعمل الصالحات ولا يعود إلى سيرته الأولى إن كان ممن ظلموا أنفسهم، وارتكبوا شيئًا من الموبقات، بل يجعل صفحته بيضاء، وصلته بالله وثيقة، وتلك هي ثمرة الحج المرور الذي ليس له جزاء إلا الجنة.

 

فإذا كان صاحب السؤال قد حج قبل البلوغ والاحتلام، فعليه أن يحج مرة أخرى لأداء الفريضة، والله يتقبل منه إن شاء الله، وأدعو له بالتوفيق.

 

والله تعالى أعلى وأعلم

الرابط المختصر :