Consultation Image

الإستشارة 23/03/2025

السلام عليكم ورحمة الله، عايزة نصيحتكم لو سمحتم وخصوصًا الشباب، أنا كنت ملتزمة بضوابط الخطوبة مع خطيبي، لكن هو لا، وكان بيقولي كلام فيه غزل وأنا بحب فيكي كذا وبحب فيكي كذا، فأنا قلت له أنا حابة أننا نلتزم بضوابط الخطوبة وخلي كل حاجة في وقتها أحسن، قام زعل مني وفكر إني مش متقبلاه أو مش حباه مع أني كنت معجبة جدًّا بشخصيته وكان في مشاعر بردوه، بس أنا مكنتش بظهر له ده.

 

المهم فسخنا الخطوبة لأسباب معينة، فأنا كنت عايزة أسأل المفروض إزاي أوصل للشخص اللي متقدم لي ده إني متقبلاه بس يكون بضوابط، وكمان لو لقيته بيتعدى حدوده شوية إزاي أقوله إني عايزة ألتزم بالضوابط بأسلوب حلو لأن أهلي اتخانقوا معايا كتير بسبب الموضوع ده وقالوا لي مفيش حد هيستحمل دا ومفيش حاجه اسمها ضوابط خطوبة أصلا، وأنا نفسيتي تعبت.. فأنت لو شاب وخطيبتك قالتلك عايزين نلتزم بضوابط الخطوبة تحب أن يكون أسلوبها عامل إزاي؟

 

أنا آسفة جدًّا على الإطالة، بس أنا معنديش إخوات ولاد ينصحوني وحتى أهلي دايما بينتقدوني.. ويا ريت تدعوا لي بالزوج الصالح وإن ربنا يجبر بخاطري.

الإجابة 23/03/2025

ابنتي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في الشبكة الإلكترونية للاستشارات.. قرأت رسالتك أكثر من مرة، وفي كل مرة يزداد إعجابي بشخصيتك القوية التي رفضت التنازل رغم لوم أقرب الأقربين لها.

 

ابنتي الغالية، أنت لست بحاجة لاستطلاع رأي الذكور أو الإناث في هذه القضية، بل أنت بحاجة لمعرفة رأي الدين ووقتها وجب عليك اتباع هذا الرأي {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (الأحزاب: 36).

 

ابنتي الغالية، الخطبة أو الخطوبة كما يقال هي مجرد وعد بالزواج حتى لا يستطيع آخر أن يتقدم ويخطب فتاة مخطوبة بالفعل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم فلا يحل له أن يبتاع على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه" (رواه مسلم).

 

وقد أجمع أهل العلم على حرمة خطبة المسلم على خطبة أخيه بعد الإجابة والركون.. أي أن دور الخطبة في الشريعة الإسلامية ألا يستطيع أحد أن يتجاوز الخاطب بعد موافقة الفتاة وأهلها والقبول به.

 

وفي العصور الحديثة اعتبرت الخطبة فرصة للتعارف بين الخاطبين وعائلتيهما بحيث يتم التأكد من حسن الخلق والدين وتقارب الطباع الشخصية ونحو ذلك من أمور؛ لذلك أنت بحاجة لكامل قوى العقل والتركيز والانتباه حتى تستطيعي الحكم على مدى تقارب شخصيتكما أو تنافرهما.. لكن العاطفة يا ابنتي إذا تدخلت في هذه المعادلة أفسدتها فوقتها أنت لن تري عيوبه، وفي الحالات العاطفية الصعبة قد ترين عيوبه مميزات.

 

عن التنازلات

 

الأسوأ من معادلة المميزات والعيوب هو المنحنى المدمر.. منحنى التنازلات الذى كان خطيبك السابق يلح لإلحاقك به، فبعد كلمات الغزل التي تدغدغ العواطف وتشوش على العقل يبدأ هذا المنحنى في العمل.. وتبدأ العلاقة تأخذ صورة الابتزاز..

 

دعيني أشرح لك كيف يحدث هذا الابتزاز وكيف يتم التلاعب بك بل وكيف يتم توريطك حرفيًّا.. يبدأ الأمر بمنحك مساحة واسعة جدًّا من العاطفة والاهتمام.. مساحة تجعل هرمونات السعادة وعلى رأسها الدوبامين تفرز بغزارة بحيث تترقبين مثل هذه الكلمات حتى وإن كنت تنكرين ذلك لأنها تمنحك هذا الشعور الغامض بالسعادة، حتى إذا توقف قليلا أصبحت في حالة حيرة واضطراب وتسألين نفسك كل دقيقة عن هوية الخطأ الذي ارتكبته والذي جعله يوقف المدد العاطفي عنك بعد أن اعتدت عليه وحدث لون من الألفة بينك وبينه (أو تظنين كما ذكرت في رسالتك أنك أصبحت بالفعل معجبة به وتكنين له المشاعر)، وعند ذلك يبدأ بطلب مقابل لما يقدمه لك من عاطفة فيطالبك في البداية بكلام يشبه ما يقوله لك من كلام حتى تدخلي معه المنحنى الهابط من التنازلات.

 

كون أهلك يلومونك أنت أن رفضت هذه التنازلات، ولعلهم يرون أن هذا مما عمت به البلوى من كثرة ما يسمعون أو لعلهم من شدة خشيتهم عليك أن تبقي بلا زواج في مجتمع لم يعد يأبه كثيرًا بمعايير الحلال والحرام كان الدافع المحرك لهم للومك وعتابك.

 

ضوابط الخطبة

 

ابنتي الغالية، أكثر من كفيك ووجهك الذي يراه وأكثر من الحديث العام في موضوعات بالمعروف ودون خضوع من القول ليس للخاطب حق، وبالتأكيد ليس له حق الخلوة بك.. ولا تخشي شيئًا.. لا تخشي العنوسة وأن يفوتك قطار الزواج كما يقال، وثقي تمامًا أن رزقك سيلقاك {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}.

 

وتأملي هذا الحديث وتمثليه في حياتك، ذلك الحديث الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس وهو غلام ولكنه ينطبق على كل مسلم ومسلمة، فاقرئيه جيدا وحاولي تنزيله على واقعك، وإليك نص الحديث: "يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ".

 

فأنت –غاليتي- احفظي الله ولا تتنازلي، وثقي أن الله يحفظك، واسألي الله وحده أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعد قلبك، واستعيني بالله في تحقيق حاجتك، وكوني على يقين أن الله وحده هو من ينفعك فلا يتعلق قلبك إلا به وسيمطر الخير قريبا جدًّا على حياتك.. وشاركينا أخبارك دائما.

الرابط المختصر :