أختي الكريمة أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك على البوابة الإلكترونية للاستشارات الخاصة بمجلة المجتمع.. قرأت رسالتك يا عزيزتي أكثر من مرة فهي رسالة محملة بالألم والوجع والحزن الشديد، وأصعب ما في مشكلتك أن كل حل سيكون له ثمن ليس بالسهل.

زوجك (كما تشرحين) ليس شخصية سلسة قريبة، وإنما هو من الشخصيات التي تغضب بسرعة، وإذا غضبت طال غضبها ولجأت للصمت العقابي الذي كاد أن يفقدك عقلك، فإذا سعيت للصلح أو "المسايسة" كما تصفينها بذلت جهدًا كبيرًا أمام نتيجة متواضعة فقررت أن تسقيه من نفس الكأس كما يقال حتى يشعر بمرارة الصمت العقابي، فإذا به يهددك بأن يتركك ويبحث عن زوجة ثانية.. ويبدو أن تهديده هذا أثار مخاوفك لكن في الوقت ذاته تشعرين بعدم القدرة على إيجاد حل للتعامل معه.

تقييم المشكلة

عادة الإنسان داخل المشكلة يميل للمبالغة بحيث لا يرى أي نقاط مضيئة؛ لذلك ففي عظة النبي للنساء عندما شرح معنى كفر العشير قال: "لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئًا قالت ما رأيت منك خيرًا قط".

لا أشكك –غاليتي- فيما تشعرين به، وإنما أنا فقط أحاول لفت نظرك أنه حتى درجات المبالغة البسيطة في تصوير المشكلة هو أمر وارد ويترتب عليه نتائج خطيرة.

لماذا أقول لك هذا الكلام؛ لأن هذا الرجل لو كان بكل هذا السوء القاتل لكل المشاعر، فلماذا تشعرين بالحزن والخوف حد الصدمة إن حدث الانفصال أو حتى تزوج بأخرى؟ بالتأكيد ثمة مساحات مضيئة أنت لا ترينها، في هذه اللحظة على مستوى الوعي بينما احتفظ بها اللاوعي وهي ما تجعلك متمسكة بهذا الزواج.. وأنا أدعوك للبحث عنها وإخراجها للوعي.. ألا يوجد في زوجك ثلاث مميزات.. اعتصري ذهنك فستجدين بالتأكيد.. ما رأيك في كتابتهم وقراءتهم بصوت مرتفع.. جربي لربما تشعرين بشكل مختلف.

خارج الصندوق

فكري -أختي الكريمة- في حلول جديدة غير "المسايسة" وغير أن تستخدمي أسلوب الصمت العقابي مثله.. فكري في حلول مبتكرة خارج الصندوق كما يقولون.

يبدو لي من تهديد زوجك بالزواج بأخرى أن لديه مشكلة خاصة بالإشباع في علاقتكما الخاصة؛ ففي أجواء الخصام والصمت المشحون بالغضب وسيطرة مشاعر الحزن والأسى عليك تكون علاقتكما الخاصة في أسوأ درجاتها.. العلاقة الزوجية الفقيرة تجعل الرجل في حالة من التوتر والضيق تتم ترجمته مع زوجك في صورة الصمت العقابي، فما رأيك أن ترفعي عنك ثوب الحزن والإحباط والغضب وترتدي ثياب الأنثى الناعمة المدللة التي تزين وجهها الابتسامة الحلوة ولا تحمل في عقلها دفترًا مليئًا بالاوجاع؟

استعيني بالله واجعلي عقلك يتوقف عن التفكير السلبي واستبدلي به الثمار التي من الممكن أن تنعكس على حياتك لو نجحت في تذويب هذا الجليد عنها.. استخدمي قوة الخيال في صناعة أفكار جديدة ملهمة.

هناك فكرة أخرى حتى لو ظل يغضب ويمارس الصمت العقابي استمري أنت في التقرب إليه وتلطيف الأجواء، وتذكري أن البديل هو الانفصال أو أن يتزوج عليك، وهي بدائل مرفوضة بالنسبة لك، وفي هذه الحالة أنت بحاجة لرفع معدلات الطاقة لديك حتى تستطيعي البذل في هذه العلاقة.. بحاجة أن تكون علاقتك قوية بالله تعالى؛ فمنه تستمدين كل قوة.. بحاجة لعلاقة صحية مع أسرتك وصديقاتك تعوضك جزءًا من احتياجك الاجتماعي.. بحاجة لإدارة حياتية ناجحة في بقية الجوانب حتى يكون لديك الطاقة للاستمرار مع هذه المشكلة، وأخيرًا أنت بحاجة لتثمين كل مبادرة طيبة منه ومدحه عليها والتغافل عن كثير مما يقوم به ويزعجك حتى تستطيعي التوازن.. أسعد الله قلبك وأصلح بينك وبين زوجك، وتابعيني بأخبارك.