الإستشارة - المستشار : أ. مصطفى عاشور
- القسم : فكرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
44 - رقم الاستشارة : 1501
03/04/2025
هل للحضارة الإسلامية مساهمات في فن الجدل والمناظر..وهل يمكن معرفة بعض الكتب التي يمكن الرجوع إليها في هذا الفن حتى لا يقتصر اطلاعي على المساهمات التي تنتجها الثقافات الاخرى
لا شك أن للحضارة الإسلامية مساهماتها الكبيرة في فن الجدال والمناظرة، وكانت تلك الإسهامات والتأليف في هذا الفن، نابعة من الاهتمام بالدين، والدفاع عنه، وبيانه للناس، وكشف حقيقته العظيمة الهادية للناس في الدنيا والآخرة من خلال إبطال حجج المعاندين لهذا الدين والصادين عن سبيله.
وقد حضر علم الجدل والمناظرة في عدة مجالات من المعارف والعلوم الإسلامية كعلم أصول الفقه، والعقائد والملل والنحل، والجدال مع الآخر المختلف دينيًّا، وكذلك الفلسفة وعلم الكلام.
كان تطور تلك العلوم يفرض التطور كذلك في علم الجدل والمناظرة، خاصة في ظل الاهتمام السياسي من الدولة الإسلامية خاصة الخلافة العباسية برعاية الجدل والمناظرة، وعقد مجالسه في حضور بعض خلفائها.
وقد جاء نشأة علم الجدل والمناظرة مع نشأة المذاهب الإسلامية الكبرى كالحنفية والمالكية والشافعية وغيرها، وروح الجدال والنقاش والمناظرة التي عاصرت تكوّن تلك المذاهب، إضافة إلى أن نشأة المذاهب والمدارس الفكرية والكلامية خاصة المعتزلة والأشاعرة طرح الجدال كضرورة لبيان موقف وأفكار تلك المدارس والمذاهب.
أضف إلى ذلك حالة انفتاح المجتمع المسلم الممتد من إسبانيا في أوروبا إلى أواسط آسيا والصحراء الكبرى في إفريقية وحاجة المسلمين للجدل للدفاع عن معتقدهم وشرائعهم في مواجهة الملل الأخرى.
فمثلا نجد في الأندلس أن الفترة الممتدة من القرن الرابع إلى القرن السابع الهجريين، شهدت ازدهار البحث الجدلي؛ لأنها تزامنت مع موجة إرساء المذاهب الفقهية، وظهور المدارس الكلامية، وسعي كل مذهب للانتصار لرأيه.
يقول الإمام "أبو حامد الغزالي" في مقدمة كتابه "المستصفى" عن الارتباط بين علم أصول الفقه والجدل: "وأشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأي والشرع، وعلم الفقه وأصوله من هذا القبيل فإنه يأخذ من صفو الشرع والعقل سواء السبيل، فلا هو تصرف بمحض العقول بحيث لا يتلقاه الشرع بالقبول ولا هو مبني على محض التقليد الذي لا يشهد له العقل بالتأييد والتسديد".
وكان التمسك بالمذاهب الفقهية والفكرية والفلسفية والتحمس للدفاع عنها في مواجهة الآخرين، يفرض أن يتطور علم الجدل، وأن توضع لها قواعد وضوابط ومنهجيات، ومع مرور الزمن وكثرة الإنتاج أصبح علم الجدل والمناظرة ذا ملامح واضحة في الحضارة الإسلامية، وذا شخصية مختلفة عن الجدل اليوناني، ولعل أهم ما ميزه حضور الغاية والقصد والنية من وراء الجدل، وتمسكه بالأخلاق والآداب، وعدم تحوله إلى غاية في ذاته.
من الكتب المهمة في الجدل:
- المنهاج في ترتيب الحجاج، لأبي الوليد الباجي (ت: 474هـ).
- المعونة في الجدل، لأبي إسحاق الشيرازي (ت: 476هـ).
- التلخيص في الجدل في أصول الفقه، لأبي اسحاق الشيرازي.
- الكافية في الجدل لأبي المعالي الجويني (ت:478هـ)
- الجدل، لأبي الوفاء علي بن عقيل الحنبلي (ت: 513هـ).
- المقترح في المصطلح، لأبي منصور البروي (ت: 567هـ).
- الجدل، للإمام الفخر الرازي (ت: 606هـ).
- الكاشف عن أصول الدلائل وفصول العلل، للفخر الرازي (ت: 606هـ).
- القوادح الجلية، لأثير الدين الأبهري (ت: 663هـ).
- الإيضاح لقوانين الاصطلاح في الجدل والمناظرة، لابن الجوزي (ت: 656هـ).
- علم الجذل في علم الجدل، للفقيه نجم الدين الطوفي (ت: 716هـ).
- رسالة في آداب البحث والمناظرة، لشمس الدين السمرقندي (ت:600هـ).
- المنتخل في الجدل، للإمام الغزالي (ت: 505هـ).
- "روضة الناظر وجنة المناظر" لابن قدامة المقدسي (ت: 620هـ).
- رسالة في "الجدل" لفخر الدين النُّوقاني (ت: 592هــ).
- كتاب "الجدل" لـ"شمس الدين أبو عبد الله إبراهيم بن عبد الواحد بن سرور المقدسي" (ت: 676هـ).