الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الحياة الزوجية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
70 - رقم الاستشارة : 2082
21/06/2025
السلام عليكم، أنا عروس متزوجة منذ أقل من شهرين، وعلى الرغم من ذلك لا يكاد يمر يوم إلا وزوجي يقضي سهرته بصحبة أصدقائه على المقهى ويتركني لمشاعر الوحدة.. علما أنه يقول إنه يحبني جدا وهو يعاملني معاملة فوق ممتازة لكنني رغم ذلك حزينة لسهره اليومي ولا أفهم أسبابه .. كيف أتصرف؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ابنتي الحبيبة، وأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.. ابنتي الغالية، مبارك لك الزواج ورزقك السعادة دائمًا.
ابنتي الكريمة، تقولين إن زوجك يحبك جدًّا ويعاملك معاملة جميلة، ولكن وعلى الرغم من ذلك فأنت تعتبين عليه سهره مع الأصدقاء كل ليلة، كما أنك تعانين مشاعر الوحدة، وهذا يقودنا لمجموعة من الأسئلة بالغة الأهمية.. ما هو الهدف من الزواج؟ ما هو المغزى منه؟ ما الذي تنتظرينه من الزواج؟ وما الذي يمكن لك تقديمه؟ وكيف يحدث ذلك؟
تصورات غير واقعية
للأسف، كثير من الفتيات لا يفكرن في هذه الأسئلة ولا في البحث عن إجابات مرضية لها فيظل تصورهن عن الزواج مشوشًا، حيث يكون مزيجًا مما يقال على منصات التواصل وكلام الفتيات والسينما والدراما وربما الروايات العاطفية، فتشيع فكرة أننا بعد الزواج أصبحنا روحًا واحدًا في جسدين، وأنه ليس من حق أي طرف أن تكون له مساحة من الخصوصية أو قضاء وقت خاص به، وأن كل طرف مسئول عن "تسلية" الطرف الثاني ومنع الملل عنه، وهي تصورات غير حقيقية وغير واقعية، وغالبًا ما يكون نصيب الفتيات أكبر من هذه التصورات اللاتي يتصورنها رومانسية حالمة، وهي ليست كذلك.
الزواج الناجح -يا ابنتي- ينتج عن طرفين ناضجين كل منهما سعيد وناجح في حياته ولديه القدرة أن يأنس بقضاء وقت شخصي بحيث يمثل الزواج إضافة قيمة لحياته التي هي ثرية بالفعل ولكن الزواج سيزيدها ثراء؛ فالزواج لا يعالج الأمراض والعقد النفسية ولا هو الرئة الوحيدة للتنفس التي بدونها نموت ولا هو الوسيلة الحصرية للأنس والتخلص من مشاعر الوحدة.
الزواج يقدم لك الحب والدفء ومشاعر الأمان العاطفي والاهتمام، وهذه كلها أمور موجودة في حياتك بالفعل بحاجة أن تحمدي الله عليها وأن تمتني لوجودها، وألا يجعلك ما تستشعرين أنها أمور ناقصة يفقدك قيمتها أو يهمش هذه القيمة.
ثلاثة حلول
تسألينني ما هي أسبابه لقضاء وقت يومي مع أصدقائه رغم زواجه؟ والإجابة في غاية البساطة أن هذه هي حياته التي اعتاد عليها، وأن الزواج لا يعني انتهاء عهد وبداية عهد، وليس معناه أنه سيكتفي بك عن أصدقائه الذي لهم سنوات معه ممتلئة بالذكريات والأحداث، وأنت لست في منافسة معهم ولست بحاجة لهذه المنافسة لتثبتي أن زواجك ناجح مليء بالشغف، وبالتأكيد لست بحاجة لنقده ومهاجمتهم، فهذا أقصر طريق للمشاحنات والخلافات.. إذن ما الذي يمكن أن تفعليه كي تتخلصي من هذه المشاعر السلبية التي تعتريك؟ إليك ثلاثة أفكار تساعدك في ذلك:
1- تحدثي بلباقة
اشرحي له مشاعرك بهدوء ورقة ولباقة دون توجيه أي اتهام أو نقد.. اشرحي له كم تشتاقين إليه وكم تشعرين بالأنس في وجوده، ولكن احذري من المبالغة وأن تتحول مشاعرك لقيد خانق؛ فكثرة الإلحاح العاطفي تؤدي لنتيجة عكسية، فكوني متوازنة، أشعريه بمشاعرك الدافئة، ولكن لا تغرقيه فيها.
2- وقت مميز
اجعلي الوقت الذي يقضيه معك وقتًا مميزًا يشتاق له وهو جالس مع أصدقائه فيكون لديه الدافع الداخلي لقضاء الوقت معك.. لا أن يتحول ذلك لمسئولية عليه أو حتى لا تغضبي ونحو ذلك.. اجعليه مدفوعًا للتحرك نحوك بشكل ذاتي.. أشعريه دائمًا بالتشويق، فمثلاً وهو خارج لملاقاة أصدقائه، قولي له مرة إن هناك مفاجأة في انتظاره، وقولي له مرة إنك ستقضين وقتا خاصًّا لتدليل نفسك وعمل روتين عناية مخصص للعرائس، وهكذا تفنني في جذبه بطرق غير مباشرة.
وأهم نقطة أن يكون الحديث معك مشوقًا متنوعًا، حيث تجيدين الإنصات له وإدارة حوار فعال وجذاب معه.
3- استمتعي بوقتك
ابنتي الحبيبة، عليك أن تقومي بتدريب نفسك على قضاء وقت مثمر خاص بك دون أن تشعري بالضجر أو الوحدة.. تتحدثين مع والدتك أو صديقاتك.. تدخلين على الشبكة العنكبوتية.. تمارسين هواية.. تتعلمين مهارة.. تحفظين قرآنًا.. تلعبين رياضة.
الحياة ثمينة -يا ابنتي- فلا تهدري وقتك في مشاعر الوحدة والحزن.. استمتعي بوقتك، ليس لأنه مشغول عنك، ولكن لأن هذا هو الذي يجعل لحياتك قيمة ومغزى.. أسعد الله قلبك، وتابعيني بأخبارك دائمًا.