الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : فقهية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
2 - رقم الاستشارة : 2839
01/10/2025
قرأت فى بعض المواقع أن الطرحة الصغيرة التى تغطى الرأس والرقبة ولا تنسدل على الجسم قد لا تجوز لأنها تحدد حجم الرأس فهل هذا صحيح؟ هل يجب على المرأة إذا كانت ترتدى ما يسمى بالبلوزة أن ترتدى طرحة كبيرة تغطى الكتفين، هل إذا كانت البلوزة غير ضيقة والطرحة تغطى الصدر هل يجب أن تغطى الكتفين أيضا؟ هل يجب على المرأة إذا كانت ترتدى ما يسمى بالبلوزة أن ترتدى طرحة كبيرة تغطى الكتفين، هل إذا كانت البلوزة غير ضيقة والطرحة تغطى الصدر هل يجب أن تغطى الكتفين أيضا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد
فمن رحمة الله تعالى على المسلمين أن باب العادات والمعاملات واللباس والزينة الأصل فيه الحل والجواز، ولم تفرض الشريعة الإسلامية على الرجل أو المرأة أن يلبس زيا معينا ثابتا لا يتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال.
ومن ثمَّ اتفق جمهور الفقهاء على أن على المرأة أن تستر جميع بدنها بملابس لا تصف الأعضاء أو تحددها، ولا تكشف عنها، واختلفوا على ستر الوجه والكفين فأجاز الجمهور كشفهما، ومنع من ذلك الحنابلة.
وفي واقعة السؤال نقول إن المأمور به في الرأس هو الستر لأن الشعر موضع الزينة، لكن تحديد الرأس فهذا أمر متعذر إن لم يكن مستحيلا، وما دامت الملابس الأخرى واسعة لا تصف ولا تشف، فتلبس المرأة ما يناسب العرف والذوق، ولا يكون فيه تشبه بالرجال، أو يكون زينة تلفت إليها الأنظار.
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي – رحمه الله- في فتوى مشابهة
مما يخرج المرأة عن حد التبرج أن تكون ملابسها موافقة لأدب الشرع الإسلامي، واللباس الشرعي هو الذي يجمع الأوصاف التالية:
أولا: أن يغطي جميع الجسم عدا ما استثناه القرآن الكريم في قوله: (إلا ما ظهر منها) وأرجح الأقوال في تفسير ذلك أنه الوجه والكفان -كما سبق ذكره-.
ثانيا: ألا يشف الثوب ويصف ما تحته. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أهل النار نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها. ومعنى "كاسيات عاريات" أن ثيابهن لا تؤدي وظيفة الستر، فتصف ما تحتها لرقتها وشفافيتها. دخلت نسوة من بني تميم على عائشة رضي الله عنها وعليهن ثياب رقاق فقالت عائشة: "إن كنتن مؤمنات، فليس هذا بثياب المؤمنات". وأدخلت عليها عروس عليها خمار رقيق، شفاف فقالت: "لم تؤمن بسورة النور امرأة تلبس هذا" فكيف لو رأت عائشة ثياب هذا العصر التي كأنها مصنوعة من زجاج؟.
ثالثا: ألا يحدد أجزاء الجسم ويبرز مفاتنه، وإن لم يكن رقيقا شفافا. فإن الثياب التي ترمينا بها حضارة الغرب، قد تكون غير شفافة، ولكنها تحدد أجزاء الجسم، ومفاتنه، فيصبح كل جزء من أجزاء الجسم محددا بطريقة مثيرة للغرائز الدنيا، وهذا أيضا شيء محظور وممنوع، وهو -كما قلت- صنع مصممي الأزياء اليهود العالميين الذين يحركون الناس كالدمى من وراء هذه الأمور كلها.
فلابسات هذا النوع من الثياب "كاسيات عاريات".. يدخلن في الوعيد الذي جاء في هذا الحديث… وهذه الثياب أشد إغراء وفتنة من الثياب الرقيقة الشفافة.
رابعا: ألا يكون لباسا يختص به الرجال: فالمعروف أن للرجال ملابس خاصة وللنساء ملابس خاصة أيضا.. فإذا كان الرجل معتادا أن يلبس لباسا معينا، بحيث يعرف أن هذا اللباس هو لباس رجل… فليس للمرأة أن ترتدي مثل هذا اللباس، لأنه يحرم عليها… حيث لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال… فلا يجوز للمرأة أن تتشبه بالرجل ولا للرجل أن يتشبه بالمرأة، لأن هذا عدوان على الفطرة… فالله عز وجل خلق الذكر والأنثى، والرجل والمرأة، وميز كلا منهما بتركيب عضوي غير تركيب الآخر، وجعل لكل منهما وظيفة في الحياة، وليس هذا التميز عبثا، ولكن لحكمة، فلا يجوز أن نخالف هذه الحكمة ونعدو على الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ونحاول أن نجعل من أحد الصنفين ما لم يخلق له وما لم يعد له بطبيعته وفطرته… فالرجل حين يتشبه بالمرأة لن يكون امرأة، ولكنه لن يصبح رجلا لذلك.. فهو يفقد الرجولة، ولن يصل إلى الأنوثة، والمرأة التي تتشبه بالرجل، لن تكون رجلا ولن تصبح امرأة كما ينبغي أن تكون النساء.
والله تعالى أعلى وأعلم