وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً ومرحبًا بك أخي الفاضل في موقع استشارات المجتمع، وبعد:

 

حل سؤال الاستشارة السابقة:

 

سؤال (58) في الإدارة

 

طلب منك مسؤولك - على وجه السرعة - أن تنجز له عدة مهمات في وقت قصير، كيف تتصرف؟

 

أ) أطلب منه مزيدًا من الوقت.

 

ب) أطلب منه تعيين شخص آخر يساعدني على إنجاز ما يريد.

 

ج) أطلب منه مزيدًا من الصلاحيات لإنجاز ما يريد.

 

د) كل ما ورد أعلاه.

 

الجواب: (د).

 

العمل التطوعي في خدمة المجتمع أمر ضروري جدًّا، وهو أقرب سبيل إلى استعادة الثقة بالله، ثم الثقة بالنفس، ثم الثقة بالآخرين، وذلك عندما تهتز تلك الثقة!!

 

حوار مع الحاج يوسف في ألمانيا

 

في يوم (2008/8/29)، كنت في مهمة علمية، وكنت أقيم في فندق كراون بلازا في برلين – ألمانيا، وكان يصادف يوم الجمعة، وأردت أن أصلي صلاة الجمعة في أحد المساجد في برلين.

 

سألت موظف الاستقبال عن أقرب مسجد تقام فيه صلاة الجمعة:

 

فقال: مسجد الشهيد في شارع كولومبيا.

 

فقلت له: وكيف أصل إليه؟

 

فقال: تركب باص رقم 46 من الفندق، ثم تنزل مترجلاً إلى أول تقاطع، ثم تركب باص رقم 104 إلى مسجد الشهيد.

 

فقلت: كم يلزمني من الوقت على وجه التقريب، للوصول إلى المسجد؟

 

فقال: لا تقل بالتقريب، بل يلزمك 27 دقيقة تمامًا، للوصول إلى المسجد!! أنت في ألمانيا، والدقيقة هنا، لها أهميتها!!

 

فقلت: 27 دقيقة على الرغم من تغيير الباص!!

 

فقال بكل ثقة: نعم.

 

ركبت الباص 46، ثم الباص 104، والتقيت داخل الباص، رجلاً كبيراً في السن مسلماً، اسمه الحاج يوسف، وهو في سبيله إلى المسجد لأداء الصلاة، ودار معه هذا الحوار:

 

قلت: يا حاج يوسف، هل سنصلي في مسجد الشهيد؟

 

قال: لا؛ لأن الصلاة فيه باللغة التركية، بل سنصلي في مسجد قريب منه، حيث خطبة الجمعة باللغة العربية، يلقيها الشيخ مندورة.

 

قلت: ومن الشيخ مندورة؟

 

قال: هو من مصر، ورجل ملؤه النشاط، وعنده طموح قوي في بناء جامع من أموال المسلمين، بدلاً من دفع الإيجار للمسجد الراهن.

 

رأيت أولاً مسجد الشهيد، وقد مضى من الوقت 27 دقيقة بالتمام، ثم وصلنا إلى المسجد المنشود، والغريب في الأمر أنه يقع بقرب مسجد آخر اسمه مسجد دار السلام، وتؤدى فيه صلاة الجمعة أيضًا وباللغة العربية كذلك!!

 

إحدى عجائب المسلمين في برلين!!

 

صلى المسلمون الجمعة، وطلب منا الشيخ مندورة بعدها، تبرعات لبناء جامع جديد، بدلاً من دفع ما يقارب 70 ألف يورو سنويًّا، على هيئة إيجارات للمسجد الراهن.

 

لم أتردد في دفع 50 يورو؛ تبرعًا لبناء الجامع، وهذا المبلغ هو أقل من 1% من دخلي في ذلك الشهر.

 

مقياس إداري

 

إذا فوجئت بأهل الخير - ممن تثق بهم - يطلبون إليك أن تتبرع شيئًا من مالك للمحتاجين، فلا يضرك أن تعطيهم 1% من دخلك الشهري.

 

سؤال (59) في الإدارة

 

إذا فوجئت بأهل الخير - ممن تثق بهم - يطلبون منك أن تتبرع شيئًا من مالك للمحتاجين، فتبرعت لهم مشكورًا، ثم فوجئت بمجموعة أخرى من أهل الخير كذلك، تطلب منك أن تتبرع شيئًا من مالك للمحتاجين أيضًا. كيف تتصرف؟

 

أ) أعطيهم شيئًا من مالي فورًا.

 

ب) أعتذر لهم بأدب، وأوضح لهم أنني قد تبرعت لجماعة أخرى من قريب.

 

ج) أحجز شيئًا من دخلي - في الشهر القادم - لهم.

 

د) أرشدهم إلى متبرع آخر غيري.

 

الحل في الاستشارة التالية.