الإستشارة - المستشار : د. موسى المزيدي
- القسم : إدارية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
166 - رقم الاستشارة : 2341
11/08/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، من أصعب الأمور التي يواجهها قائد الفريق هو إحداث التناغم، والانسجام بين أعضاء فريقه، حيث يؤثر ذلك على بيئة العمل والإنتاج، ولعل عدم وجود تناغم بين الفريق له أسباب مختلفة تتعلق بقائد الفريق أو أعضاء الفريق.. فكيف يحافظ قائد الفريق على علاقات متميزة بين أعضاء فريقه؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً ومرحبًا بك أخي الفاضل على موقع استشارات المجتمع، وبعد:
فإن من أكبر التحديات التي تواجه قائد الفريق الناجح، هو المحافظة على جو صحي من العلاقات المتميزة بين أعضاء فريقه.
لا شك أن العلاقات الجيدة في عالم التجارة، وعالم المال، تعدّ متعة رائعة. ولكن استحداث العلاقات المتميزة هذه بين أعضاء الفريق الواحد لا يأتي بصفة عشوائية من دون بذل جهد.
إن عملية استحداث تلك العلاقات المتميزة، هي عملية بناء دائمة لا تتوقف. وفي بعض الأحيان يصعب بناؤها. ولا سيما في هذا العصر الذي تشابكت فيه الأمور بصفة لافتة.
لا يخلو يوم من أيامنا من دون أن نرى فيه علاقات تسوء بين مجموعة من المؤسسات، أو بين مجموعة من الأفراد. لعل من أكبر الأسباب التي تقف وراء اهتزاز تلك العلاقات، هي قلة الاهتمام التي يراها أعضاء الفريق من قائدهم.
قد تأتي قلة الاهتمام هذه بطرق عديدة، منها قلة الحوافز، وعدم تقدير الجهود التي يبذلها أعضاء الفريق.
عواقب هذه الأمور كثيرة، يأتي على رأسها قلة الإنتاجية لدى أعضاء الفريق، وفي بعض الأحيان اتخاذ قرار بإعادة تشكيل الفريق، أو إلغائه.
إن من أصعب الأمور التي يواجهها قائد الفريق، هو إحداث التناغم، والانسجام بين أعضاء فريقه، وخصوصًا إذا تنوعت خلفياتهم، أو اختلفت بلدانهم.
أخي الفاضل، على قائد الفريق أن يرفع الشعار التالي في إحداث التناغم، والانسجام بين أعضاء فريقه: أيها القائد، أنا لا يهمني كم تعرف من المعرفة، حتى أعرف كم تهتم بالآخرين، وترعاهم.
I don’t care how much you know, until I know how much you care.
جدير بقائد الفريق أن يبدأ بنفسه في تطبيق هذا الشعار تجاه الآخرين.
إن من أصعب الأمور التي يواجهها قائد الفريق، هو قدرته على اكتشاف الجانب الحسن في نفوس أفراد فريقه.
إن القواعد السليمة في التعامل مع أفراد الفريق هي: لا تنفعل سلبًا تجاه من ينفعل سلبًا تجاهك، فإن من يقذف الأحجار تجاهك -في غالب الأحيان- يكون تعبيرًا طبيعيًّا لأحجار قد قذفت تجاهه سابقًا.
أيها القائد: لا تستعجل في إصدار الحكم، أو الانفعال سلبًا، والدفاع عن وجهة نظرك، وإنما عليك أن تمارس الهدوء في مثل هذه الأجواء، وتكون دائمًا مكتشفًا جيدًا للجانب الحسن في نفوس أعضاء فريقك.
إن القواعد السليمة في التعامل مع أفراد الفريق هي: إذا ساعدت غيرك على إنجاز ما يريد، فإنه يساعدك على إنجاز ما تريد، فإذا ساعد قائد الفريق أعضاء فريقه في حل مشكلاتهم، فإنه قد ضمن حلولا لمشكلاته. وإذا ساعد قائد الفريق أعضاء فريقه على الوصول إلى قمة النجاح، فإنه قد ضمن الوصول إلى قمة النجاح كذلك.
إن من قواعد علم النفس في التعامل مع الآخرين: إن كل فرد يريد أن يفهمه الآخرون بوضوح، وأن يحترمه الآخرون، وأن يقدره الآخرون، وأن يكون دائمًا محقًّا، وبالتالي يشعر بصعوبة في تقبل النقد منهم.
على قائد الفريق أن يعي هذه القواعد في تعامله مع أعضاء فريقه، فيحترمهم، ويقدرهم، ويحاول أن يقرأ أفكارهم، ويحس بمشاعرهم، ولا يوجه النقد إليهم علنًا.
إن كان هناك من نقد يريد قائد الفريق توجيهه إلى أحد أعضائه، فليحرص على توجيه النقد إلى فعله، وليس إلى ذات شخصه. فالقائد الفذ يمدح الشخص، وينتقد أداءه إذا كان فيه قصور.
وإليك -أخي- بعض التمارين التي تفيد في كيفية الحفاظ على علاقات متميزة بين أعضاء الفريق:
تمرين (1): كن مكتشفا جيدًا
يتم تقسيم المشاركين إلى مجموعات.
يتم التفكير في حدث من أحداث الساعة، ويكون هذا الحدث سيئا جداً.
يتم البحث عن جانب مضيء في هذا الحدث على المدى القريب، أو البعيد.
هناك دائما جانب مضيء في أي حدث سيئ.
تمرين (2): كيف توجه النقد إلى أعضاء الفريق؟
يتم توزيع اختبار قصير على المشاركين في كيفية توجيه النقد.
يتم تعبئته من قبلهم.
يتم فرز النتائج، واختيار أفضل مشارك في طريقة توجيه النقد إلى الآخرين.