الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الطلاق وتبعاته
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
188 - رقم الاستشارة : 2482
25/08/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة . انا عندي مشكله ولادري كيف اتجاوزها الا وهي زوجة ابوي بدايه انا مطلقه عمري ٣٤ سنة بعد طلاقي عشت في منزل ابوي عند زوجتة وبناته وعاملوني اشد واوجع معامله لقيت من زوجتة خاصه معامله شديدة من تضييق علي وسرقه اغراضي وتلصص ونشر اخباري اول باول وبالتفصيل وتفتين بيني وبين ابوي وامور اقسم بالله ضايقتني وبكيت منها ايام وليالي وكل ماجاء رجل لخطبتي هي خربت وافسدته من جهة وابوي من جهة يقول عني كلام غير صحيح للخاطب مثل انا لااصلح للزواج وبس نايمة ولاانظف والله انة غير صادق لكن يسمع كلام زوجتة .
قبل شهرين اتى رجل يخطبني عن طريق قريب ابوي لان قريب ابوي يعلم اني اعيش تحت تعذيب وعنف رغم اني مااتكلم لكن زوجة ابوي معروفه بااذاها للكل وكالعادة ابوي ماقصر تكلم بكلامة عني ولولا وجود قريبنا لكن الخاطب ذهب كما اللي قبله وعددهم ٦ لكن هذا الخاطب اخبرة قريبنا ان ابوي تعبان شوي وزوجتة قاسية ومتحكمة وقبل العيد ب١٠ ايام ذهبت احلل للزواج بعدما الخاطب كلم ابوي وقاله خلو البنت تروح تحلل وهو حلل بعدي بشهر.
وقبل البارح كلمتني هاتفيٱ زوجة قريبي وقالت لي ان الخاطب كان يريد ان ياتي لكن تردد واخبرتني بموضوع انة ضعيف باالانجاب وانة مايبي يغشنا او يخدعنا وانا وافقت مباشرة ابي الهرب من وضعي لكن ماعلمت احد اطلاقا وقلت علمي زوجك يخبر الخاطب اني موافقه ولما عرفت زوجة ابوي انة راح يجي جن جنونها والان تفعل الخطط لاافشال عملية عقد القران .
علما بااني من عمري اسبوع تطلقا والدي وعشت ببيت جدي بين عمامي وعماتي وتزوجت وبعد طلاقي رجعت لبيت ابوي علشان ان بيت جدي فاضي تماما بعدما تزوجو عماتي وعمامي وصرت اهرب من عذابي ببيت ابوي اللي نهائى لايصلح العيش فيه اهرب الى بيت امي وبيت جدي وبيوت عمامي .
هذا الشاب مثلي بطلاق والديه وعيشتة عند زوجة ابوة وهم مدحوة لي بااخلاقه وطيبتة وكرمة ويشتغل معلم وخارج مدينتي وانا كنت اتمنى الزواج خارج مدينتي وهو متزوج امراتين انجب من الاولى بنت ولكن الحمل لازم بعلاج وادويه والثانيه لا وكلهن طلقهن .
هذة مشكلتي حبيت اشارككم فيها واسال هل الامراض النفسية توثر على الضعف وماشابهه من مشاكل جنسية . اعتذر عن الاطاله وجزاكم الله خير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحبًا بك أختي الكريمة في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.. أقدر معاناتك وشعورك بالاغتراب في بيت والدك وللأسف الشديد قصتك متكررة.. زوجة الوالد القاسية التي لا تدخر جهدًا في التضييق على ابنة زوجها والتي تتعمد نشر تفاصيلها الخاصة في كل مكان، والوالد الذي يستمع لزوجته دون تمحيص أو تدقيق.
المدهش والذي لا أفهمه لماذا لا ترغب أن تتزوجي وتبتعدي عنها؟ ولماذا يقوم والدك بنقل هذا الكلام المسيء إليك إلى الخُطّاب الذين يتقدمون لك؟ والأهم من ذلك لماذا لم تتحدثي أنت مع والدك وتسأليه عن السبب فيما يقوم به؟ لماذا وأنت بنت الـ34 عاما تصمتين على مثل هذا النحو؟ .. لماذا لم تقولي له فعلت كذا وكذا وكذا ولم أكن نائمة طيلة اليوم كما قيل لك؟ لماذا لا تبرزين الدور الذي تقومين به؟ كيف استطعت الصمت وأنت يتقدم لخطبتك لا خاطب ولا اثنان وإنما ستة ويتم إبعادهم على هذا النحو المريب؟
أخشى ما أخشاه أنك تعيشين وأنت تقتربين من منتصف الثلاثينيات قصة سندريللا وتتمثلينها في حياتك فتصمتين كما كانت سندريللا صامتة منتظرة الأمير الذي يحقق لها كل أحلامها دون أن تبذل جهدًا.
أختي الفاضلة، هناك مقولة شهيرة وصادقة تمامًا أنه: لا يضيع حق وراءه مطالب، وأنت لم تطالبي بحقك في حياة كريمة، ولم تطالبي بحقك في الزواج، ولم تطالبي بحقك في ألا تُهاني أو يتم التنمر عليك، فلماذا اتخذت من الصمت شعارًا ومن الاستسلام واقعًا؟
بالتأكيد لا أقصد أن أؤلمك بكلماتي ولكنني أريد أن تفيقي وتنتبهي، فما لم تحرصي على حقوقك فلن يحرص عليها أحد.
أختي الكريمة، من حقك بالطبع أن تسعي للزواج، ولكن أن تهربي من واقعك بالزواج فهذا يعني أنك تعرضين نفسك لخطر شديد.. هل تخيلت لو أن هذا الرجل طلقك كما طلق الزوجتين السابقتين أنك ستعودين لبيت والدك مرة أخرى ومطلقة للمرة الثانية!
ليس معنى أنه عاش مع زوجة والد أن له نفس ظروفك، أن هذا التشابه كاف من أجل حياة زوجية سعيدة ومطمئنة!
غاليتي، هذا الرجل يعاني من مشاكل في الإنجاب، فهل أنت على استعداد للتضحية بحلم الأمومة من أجله؟ أم أنك مستعدة للتضحية بحلم الأمومة حتى تهربي من البيت؟ وبما أن هذا الرجل هو الوحيد الذي لم ينصت لكلام والدك واستمرت رغبته في الزواج منك، فأنت في دواخلك تشعرين أنك لا تملكين خيار الرفض.
لا تتصوري أنني أدعوك لرفض هذا الرجل، فليس هذا ما أقصده، وأنت لك الحرية المطلقة في القبول أو الرفض، ولكنني أريد تقديم إضاءات كاشفة تساعدك على اتخاذ القرار الصحيح.
بقى سؤالك الأخير عن العلاقة بين المشكلات النفسية وبين الضعف والمشكلات الجنسية، وبالتأكيد هناك علاقة وثيقة بين المشكلات النفسية والمشكلات، الجنسية سواء عند الرجل أو المرأة؛ فالضغوط الشديدة وما يصاحبها من توتر والقلق المرضي الذي يفقد صاحبه القدرة على الاستمتاع بالحياة والاكتئاب وما يصاحبه من فتور وفقدان للشغف، كل هذا يفقد الإنسان رجلاً كان أو امرأة الرغبة والشغف، وهذا أمر مثبت طبيًّا، فالغريزة لا تعمل منفردة ولا بد من تواجد الرغبة والقدرة، والمرض النفسي يفقد الإنسان الرغبة بينما المرض الجسدي والصحي يفقده القدرة.
أما إن كان سؤالك بخصوص العلاقة بين مشاكل الإنجاب والمشاكل الجنسية، فالمشاكل الجنسية قد تعيق الإنجاب بصورة غير مباشرة بسبب قلة عدد مرات الممارسة أو صعوبتها، ولكن مع العلاج الدوائي يمكن الإنجاب، أما مشاكل الإنجاب المرتبطة بقلة الحيوانات المنوية ونحو ذلك من الأمور فهي لن تعيق العلاقة الزوجية، إن شاء الله تعالى.
أختي الغالية، فكري مرة أخرى في حياتك واسعي لإصلاحها ولا تنتظري أن الظروف الخارجية هي التي ستحقق هذا الإصلاح.. قيِّمي هذا الخاطب بشكل موضوعي بعيدًا عن فكرة الهروب من البيت التي تلح عليك، وصلي صلاة استخارة، وتحدثي معه وحاولي أن تستشفي سبب طلاقة لمرتين من قبل، فإذا ارتحت له ووثقت في خلقه ودينه وما يقال عنه من صفات طيبة فتوكلي على الله، وتابعينا بأخبارك دائمًا.