Consultation Image

الإستشارة 15/01/2025

أنا يا سيدتي فتاة في العشرين في الفرقة الثالثة لإحدى الكليات العملية تمت خطبتي منذ اقل من ثلاثة شهور لأحد أقاربي بعد إلحاح شديد منه ومن أسرته وبعد إبدائه لتفهمه لطبيعة دراستي العملية وما أقوم به من مشروعات تأخذ الكثير من الوقت والجهد ولكن يا سيدتي بعد مرور أقل من شهر واحد بدأت المشاكل بيني وبينه فهو يتهمني إنني دائما مشغولة وهو يريد أن يتحدث في الهاتف طيلة الليل المشكلة ليست هنا بل في طبيعة الحديث الذي يتطرق له والذي يريد مني أن أبادله إياه حتى أنني استشرت قريبة مشتركة فيما يقول ويريد فأشارت علي أن أكون لطيفة معه وأن أبادله بعض الكلمات البسيطة ولكنني لا أشعر بالارتياح وأشعر به يتمادى حتى وصل الأمر به لإرسال فيديو سيء وعندما غضبت وثرت وقلت له ماهذا الذي أرسلته قال لي أنه لم يكن يقصد وأنه يقصد إرسال الأغنية المرفقة مع الفيديو وإنني سيئة الظن وأفكر بطريقة ملتوية! الآن هو يلعب دور الغاضب ويخيرني بين ثلاثة أمور أن أتغير وأهتم به (بالطريقة التي أشرت إليها) أو نعقد الزواج فلا يكون لي حجة للرفض أو يتركني! المشكلة إنني تعلقت به فهو فيه كثير من المميزات فهو ثري وكريم ووسيم وأخشى من رد فعل أهلي فأنا لن أستطيع إخبارهم بما أعانيه معه وفي مجتمعنا يعتبرون الفتاة التي خطبت وفسخت خطوبتها قلت قيمتها حتى أن بعض الخاطبين يرفضون التقدم لمن سبقت خطبتها.. وأخشى أن أتعجل بعقد الزواج فأكتشف فيه عيوب أخرى خاصة وأن صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي ممتلئة بصور له مع فتيات عربيات وأجنبيات في أوضاع لا تروقني وعندما أعاتبه يقول لي: هذا عملي.. أشيري علي فأنا حائرة.

الإجابة 15/01/2025

ملخص الرد: ارفضي هذا الزواج واتركي هذا الخاطب فلن تشعري معه بالأمان أبدًا؛ فما يقوم به من سلوك يؤكد أن في دينه وخلقه خللاً، ولا تقلقي فلن تتأثر نفسيتك بتركه ولن يؤثر على فرصك للزواج، وكاختبار أخير يمكنك أن تضعي زواجك منه مقابل تركه لعمله المشبوه...

الإجابة:

أهلا وسهلا بك يا ابنتي على صفحة استشارات المجتمع، وأحسنت صنعًا بطلبك للاستشارة؛ فهي تضيف خبرات إضافية لك، وأنا لمست من خلال كلماتك نضجًا فكريًّا وضميرًا دينيًّا يقظًا دق أجراس التحذير لك، وفي الوقت ذاته أحييك على بوحك بمشاعرك ومخاوفك وأحلامك؛ فهذا كله يسهل وضع تصور وتحليل لما تمرين به...

هذا الرجل غير مؤتمن عليك، ووجوده في حياتك لن يحقق لك الأمان أبدًا.. ليس لأنه أخطأ في كلامه وما أرسله لك مع ما في ذلك من خلل واضح في دينه وخلقه، وهو أساس اختيار الزوج في الإسلام، ثم يأتي الثراء والوسامة وكل الأشياء الأخرى التي تحلم بها الفتيات "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".

أقول إن هذا الشاب غير مؤتمن، ليس لقلة دينه وخلقه فقط، وإنما لتبجحه وإصراره وعناده حتى أنه يهددك بالترك (وهو الذي ألح من قبل للارتباط) إذا لم تستجيبي له...

قد يقول قائل إنه أعطاك خيار عقد الزواج، والسؤال هو كيف يتم عقد الزواج وهذا خلق الرجل؟ كيف يتم عقد الزواج وهذا عمله يختلط بالنساء ويتم التقاط صور غير لائقة معهن؟ كيف يتم عقد الزواج ويبدو أن مجال عمله يحتوي على شبهة؟ هل تتزوجين رجلا مطعمه حرام أو مشبوه؟ كيف يتم عقد الزواج وهو يمارس معك الألعاب النفسية فيصورك أنت سيئة الظن وتفكرين بطريقة ملتوية؟ يا ابنتي هذا الشاب يمارس معك حيلة الإسقاط النفسي فهو الملتوي لا أنت.

النصيحة التي قدمتها لك القريبة المشتركة خاطئة تمامًا؛ فهناك فارق بين الكلمة الرقيقة والابتسامة العذبة والأناقة في التعامل وبين مجاراته في بعض ما يطلبه، فهذا بداية التنازلات.. التنازل عن دينك.. التنازل عن خلقك، ولربما استغل هذا في تشويهك بعد ذلك أو إجبارك على المزيد من التنازلات...

لذلك أقول لك بكل صراحة اتركي هذا الخاطب فورًا، فلا خير يرجى من ورائه، ولا تقلقي فلو شاهدت والدتك الفيديو الذي أرسله فستقف معك، ولا تقلقي من أن تحسب عليك خطبة فهذا أفضل من أن تحسب عليك زيجة، وثقي أن الزواج رزق من الله تعالى وأنت فتاة على خلق ودين وعلم، وأستطيع أن ألمح مدى جاذبيتك من وسط سطورك؛ فلا تقلقي فقط توكلي على الله حق توكله، لا تنسي أن تقولي كل صباح ومساء "حسبي الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم" سبع مرات؛ فيكفيك الله ما أهمك من أمور الدنيا والآخرة.

تقولين إنك تعلقت به وإن به عددًا من الميزات، وأنا أقول لك إنه مجرد اعتياد على وجوده نتج عنه مشاعر الإعجاب.. فطاقة الحب موجودة في قلب كل أنثى، وتتجه بشكل تلقائي لمن تظن أنها ستكمل معه مسيرة حياتها وليست المشاعر الموجهة لشخص بعينه، تفهمينني أليس كذلك؟ لذلك أنا على ثقة أنك قادرة على تجاوز هذه النقطة، خاصة أن دراستك العملية تشغل كثيرًا من وقتك وجهدك.

أخيرًا أريد أن أقول لك إنه من الوارد جدًّا أن يرفض هو فسخ الخطبة ويعتذر لك ويقدم الوعود بعدم تكرار الأمر، ويقول لك عبارات عاطفية يناشدك فيها ألا تتخلي عنه؛ فكوني ثابتة، ولكي تتأكدي من صدق وعوده من كذبه اطلبي منه ترك هذا العمل الذي يجعله يختلط بالنساء على هذا النحو ويلتقط معهن هذه الصور، فإذا قبل فربما يمكننا مراجعة الموقف، أما إذا ماطل وقال أمهليني بعض الوقت فغالبا هو يكذب، ويمكنك منحه مدة محددة تكون خطبتكم فيها معلقة، أما إذا رفض وهو احتمال كبير فهذا يؤكد لك أن هذا الرجل لا يصلح وستعيشين معه حياة مؤرقة.

الرابط المختصر :