Consultation Image

الإستشارة 05/04/2025

عايزة افضفض معاكم وآخد رأيكم احنا في العيد بنروح نعيد مع حماتي في بيت العيلة جوزي طبعا بيدي عيديات لمامته ولاخواته البنات المتجوزين ولاولادهم وحتى كمان بيدي عيديات لزوجات أخواته الرجالة ولاولادهم وبيدي مبالغ كبيرة خاصة لامه وأخواته البنات وأنا والله ما بعترض بالعكس أنا اللي بقوله لأ زود لهم العيدية ويشهد ربنا على كلامي وعلى طول كده مش في العيد بس اللي ضايقني بقى إن ابني كان عندهم في العيد وبات عندهم ومفيش حد فيهم فكر حتى يديله جنيه أنا والله ما باصة لفلوس ولا باخد فلوس العيدية من ابني ولا ابني محتاج حاجة الحمد لله لكن إزاي الولد يبقى رايح وفرحان أنه هيقضي العيد مع جدته وأعمامه وعماته ومفيش حتى حد يفكر أنه يفرح طفل زي دا ولو حتى بحاجة بسيطة أنا بصراحة الموقف مضايقني جدا ومش عارفة هل أنا لي حق اتضايق ولا الموضوع عادي

الإجابة 05/04/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك -أختي الكريمة- على البوابة الإلكترونية للاستشارات لمجلة المجتمع...

 

دعيني في البداية أحييك -أختي الكريمة- على حثك لزوجك كي يصل رحمه فهذا ينم عن ضمير ديني يقظ وروح خيرة أصيلة تستطيع أن ترى الحق حقًّا والباطل باطلاً.

 

أما عن إجابة سؤالك، فهذا السؤال له عدة إجابات تختلف حسب زاوية الرؤية التي تنظرين بها للأمر كما سأشرح لك، وإن كنت أتوسم فيك وعيًا عاليًا لا يشبه الوعي السائد عند جمهور النساء الذين سيطالبونك بالمعاملة بالمثل وأن يتوقف زوجك عن المنح طالما لا يتم تقديره، غير عابئين بأن هذه النصائح والأفكار لا تحقق العدالة وإنما توغر الصدور وتزرع الأحقاد وتنتهي غالبًا بالقطيعة النفسية.

 

متلازمة الخجل

 

أختي الغالية، يحدث كثيرًا عندما نجزل لأحدهم العطاء أن يكون ممتنًا للغاية مما نقدمه لها ويشعر نفسيًّا وعقليًّا أنه بحاجة لرد هذا العطاء لكنه على المستوى الواقعي لا يستطيع بسبب واقعه المالي المنخفض أو بسبب أن هناك احتياجات لها أولوية بالنسبة له، فيكون الحل الوحيد أن يعطي عطاءً صغيرًا لا يليق بما قدم له فيخجل من هذا العطاء الضعيف ويقوم بحيلة نفسية دفاعية هي التجاهل والتبرير، فيتجاهل أهمية رد العطاء، ويبرر ذلك بسبب ظروفه المالية الصعبة التي بالتأكيد يعرفها ويتفهمها الطرف المانح الذي لا يواجه نفس  هذه الظروف (على الأقل من وجهة نظر الشخص الذي اعتاد على الأخذ)، ومع التكرار تقل الحساسية ويبدو الأمر طبيعيًّا وعفويًّا وبسيطًا ولا يثير التساؤلات في عقل ونفس الشخص المتلقي للعطاء.

 

وأعتقد أن هذا ما حدث يوم العيد جيث أخذ الجميع العيدية (المألوفة بالنسبة لهم) وفرحوا بها وفرحوا بوجودكم معهم وفرحوا بطفلك وتعاملوا معه بمحبة ولطف بدليل بياته هناك وعدم شكواه.. لكنهم تجاهلوا العيدية أو خجلوا من إعطاء عيدية صغيرة بعد أن تلقت الزوجات والأبناء كل هذه العيديات فتجاهلوا ذلك، ولعلهم يعتقدون أن طفلك أصلاً ليس بحاجة لعيدية فبالتأكيد أعطاه والده عيدية كبيرة.. هذه خلاصة ما حدث.

 

وبالتأكيد لاحظ زوجك ذلك لكنه تغافل؛ لأنه يتفهم ظروفهم ولأنه يحبهم ولا يريد أن يكون ثمة كدر يلون علاقته بهم.. طفلك أيضًا لم يعلق أو يشكو ويبدو أنه اعتاد ذلك ويبدو أيضًا أنه بفطرته شعر أن الآخرين أقل منكم ماديًّا فاكتفى بمشاعرهم الحلوة تجاهه فهي ما يحتاجه حقيقة من العائلة ولم يشعر بأي نقص لأنكم منحتموه المال الكافي للاستمتاع بالعيد.. ولعل الأطفال الآخرين يتم أخذ المال منهم كما هو متبع عند كثير من العائلات والاكتفاء بمنحهم مبلغًا محدودًا؛ فشعوره أنه يملك ما لا يملك الآخرون لم يشعره بأي غصة أو ضيق كما تتصورين.

 

زاوية الرؤية

 

أختي الفاضلة، شعورك بالضيق ناجم عن زاوية الرؤية التي نظرت بها للأمر ولأنك غضبت لأجل طفلك؛ لأنك تصورت أنه شعر بمثل ما شعرت، لأنك توهمت أنه نظر من نفس زاوية الرؤية التي نظرت بها للأمر، وليس الأمر كذلك.

 

هناك زاوية  أخرى أريدك أن تحاولي النظر منها للقصة، وهي أنكم فعلتم ما فعلتم رغبة في إرضاء الله عز وجل الذي حث على صلة الأرحام، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه"، وهنا أنتم تنتظرون رد عطائكم من الله الكريم فيوسع رزقكم، وانظري إلى لفظ يبسط وما فيه من رحابة وسعة وكرم،  بالإضافة لطول العمر وجميل الذكر، فعليك إذن أن تختاري بين رد العطاء من البشر في علاقة تبادلية عادلة أو تختاري أن يكون العطاء من الله فيبسط لكم الرزق وينسأ لكم الأثر.. وحتى على افتراض أنكم تصلونهم ويقطعونكم فوقتها ينطبق عليكم قوله صلى الله عليه وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها".

 

غاليتي، لو نظرت للأمر من هذه الزاوية فسوف تشعرين أن الأمر لا يستحق أن تهدري طاقتك النفسية في الغضب منه وأن تتخللك مشاعر الضيق وأن تبالغي في تصور مشاعر الحزن التي اعترت طفلك، وستأخذين بمبدأ زوجك في التغافل حتى يستمر الصفاء في العلاقات الأسرية. أسعد الله قلبك ورزقك الخير كله عاجله وآجله، وحفظ لك زوجك وطفلك.

الرابط المختصر :