الإستشارة - المستشار : د. موسى المزيدي
- القسم : إدارية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
90 - رقم الاستشارة : 1731
23/04/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الدخول إلى عالم تأليف الكتب يتطلب ملكات ومعرفة بأمور كثيرة، تخص مرحلة التأليف ثم الطباعة، فما رؤيتكم حول هذا الأمر من واقع تجربتكم؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً ومرحبًا بك أخي الفاضل على موقع استشارات المجتمع، وبعد:
فإن عالم تأليف الكتب جميل لكنه شاق، ويحتاج إلى مجهود كبير، ويمر بمراحل عديدة، منها مرحلة اختيار الموضوع، ثم وضع المخطط االعام للكتاب، ثم جمع المعلومات، والشروع في الكتابة وتحديد وقت يومي لذلك ووضع الملاحظات باستمرار، ويأتي بعدها المراجعة من المؤلف، ثم المراجعة اللغوية، وفي النهاية مرحلة الطباعة والنشر والتوزيع.
وسأتطرق معك في حديثي عن تأليف باكورة أعمالي وهو كتاب "عجائب الثقة بالنفس"، ثم كتاب "أنا يوم جديد"، ثم إهداء كتابي "كن متميزًا" لإمام الحرم المكي الشيخ عبدالرحمن السديس.
عجائب الثقة بالنفس
بتشجيع من الأستاذ خالد القصار -المدير العام لشركة الاستثمار البشري– ألّفت أول كتاب لي وهو بعنوان "عجائب الثقة بالنفس"، وأعلنت عن هذا الأمر بين الأحباب والأصدقاء، وكان ذلك حافزًا لي إلى المضي قدمًا في تأليف الكتاب.
عالم تأليف الكتب ممتع جدًّا، ويتطلب معرفة بأربعة أمور: مادة علمية غزيرة وممتازة يهضمها المؤلف جيدًا، ومدقق لغوي ممتاز، متخصص في اللغة العربية، وسبق له أن دقق كتبًا أخرى، ومصمم ممتاز ذي خبرة سابقة في مجال تصميم الكتب، ومطبعة ممتازة لها خبرة عريقة في طباعة الكتب وتوزيعها.
لم يكن لدي من هذه الأمور الأربعة شيء سوى المادة العلمية، ومن ثمّ فوضت الأمور كلها لمطبعة ابن حزم العريقة في بيروت، فبعثت لهم مادة الكتاب وتسلمت منهم 10% من إيراد بيع الكتب مقدمًا ومائة نسخة بلا مقابل، واحتفظوا بحقوق طباعة أول 3 آلاف نسخة من الكتاب.
إن الإعلان عن إنجازاتك المراد تحقيقها، يمنحك حافزا كبيرا لإنجازها.
أنا يوم جديد
كنت في ديوان ابن عمي السيد عيسى محمد المزيدي، وهو عضو مجلس أمة ووزير سابق لأكثر من وزارة على مدار عشر سنوات ونيّف، وقد أخبرته أن لدي نسخًا من كتابي "أنا يوم جديد" وأهديت إليه واحدة منها. وقد أثنى مشكورًا على الجهد المبذول فيه أمام أصحاب الديوانية. وتصادف ذلك مع وجود سمو الشيخ مبارك الصباح، وهو من العائلة الحاكمة، فطلب إليّ نسخة، فأهديت إليه اثنتين: واحدة لسموه، والأخرى لأخيه سمو الشيخ سالم الصباح. إن إعلان السيد عيسى عن كتابي أمام الحضور ألهم نفسي ورفع من همتي، فالشكر موصول له.
إن الإعلان عن بعض إنجازاتك، يمنحك علوًا في الهمة.
إمام الحرم المكي الشيخ عبدالرحمن السديس
نشأ الشيخ عبدالرحمن السديس في الرياض، والتحق بمدرسة المثنى بن حارثة الابتدائية، ثم بمعهد الرياض العلمي.
حفظ القرآن في سن الثانية عشرة، ودرسه في جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض، وتخرج في المعهد في العام 1399هـ بتقدير ممتاز، ثم التحق بكلية الشريعة في الرياض، وتخرج فيها في العام 1403هـ.
وفي العام 1404هـ صدر التوجيه الكريم بتعيينه إمامًا وخطيبًا في المسجد الحرام، وقد باشر عمله في شهر شعبان، من العام نفسه، يوم الأحد، الموافق 22 شعبان 1404هـ في صلاة العصر، وكانت أول خطبة له في رمضان من العام نفسه، بتاريخ 15 من رمضان.
وفي العام 1408هـ حصل على درجة "الماجستير" بتقدير ممتاز من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
انتقل للعمل -بعد ذلك- محاضرًا في قسم القضاء بكلية الشريعة في جامعة أم القرى بمكة المكرمة.
حصل على درجة "الدكتوراه" من كلية الشريعة بجامعة أم القرى بتقدير ممتاز، عُيّن بعدها أستاذًا مساعدًا في كلية الشريعة بجامعة أم القرى.
نال جائزة "الشخصية الإسلامية العالمية" التي تمنحها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في العام 1426هـ.
يتلو القرآن الكريم على رواية حفص عن عاصم الكوفي.
حصل أخيرًا على درجة الأستاذية في تخصص أصول الفقه من جامعة أم القرى.
أُنشئ كرسي بحث باسمه لدراسات أصول الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
إن الشيخ عبدالرحمن السديس هو من شيوخ الحرم المكي المعروفين بحسن الصوت، وله قبول على مستوى العالم الإسلامي. أردت أن أُهدي إليه نسخة من كتابي "كن متميزا"، فذهبت إليه في الطابق الرابع في أبراج "هلتون مكة" حيث موقع "هدية الحاج" (الوقف الإسلامي للحرم المكي) فلم أجده، ولكن استقبلني مدير مكتبه بحفاوة، وتلقى الكتاب مني بامتنان، فشعرت بتقدير الآخرين لي واحترامهم لجهودي.
إن الإعلان عن إنجازاتك وإهداء نسخ منها إلى الآخرين، يمنحك علوًا في الهمة.
الخاتمة:
عالم التأليف له متعة كبيرة، تغوص فيه بين أعماق المعلومات، تسافر من خلاله إلى كل مكان في الكرة الأرضية، متجاوزًا حواجز المكان والزمان، تعيش من خلاله أعمارًا على أعمار بالقراءة في تجارب وحياة الناس.