Consultation Image

الإستشارة 10/05/2025

أنا متزوجة وزوجي عمره ٢٩، وعمي متزوج ٣ نسوان مرته الأولى أخدها عن حب ما خلفت فخلته يتزوج تزوج حماتي وواحدة تانية وعنده من التانين ولاد وبنات وزوجي أكبرهم.

من ست سنوات مرته الأولى تعبت ودخلت المستشفى وطلعت حامل وكانوا كتير مبسوطين، وأنا كمان كنت حامل بنفس الوقت، عمي بلّش يجهز لغرفه ولابنه قالتله ليش ما تعمل لحفيدك كمان، رد وقال كل واحد يفصل لابنه أنا مش فاضي.

قبل أسبوع كان عيد ميلاد سلفي الصغير، جبنا له هدايا ومرته الأولى جابت له سكوتر، بنتي طلبت تلعب عليه بس مرت عمي قالت لا لسا ابني ما لعب فيه وبلاش توقعي أو تأذي حدا صارت هوشة بين الأطفال، وبنتي قالت لسلفي إنه أمك وأبوك كبار وشعرهم أبيض وما بخلوك تلعب عالتلفون وإنه إحنا بناكل إندومي واشياء زاكيو وانت لا.

الولد رد عليها وقاللها إنه لازم ناكل صحي ونقعد عالتلفون بس بالعطلة وانه لازم نتعلم اشياء مفيده ونعمل رياضة مشان تكون صحتنا منيحه طبعا.

عمي حاطه بمدرسة خاصة معروفة وكل ملابس ماركات وأحلى الالعاب عنده، وبعدين بنتي رجعت قالتله بس ماما وبابا مش ختايرة زي أمك وأبوك، عمي عصب وقاللي ربي بنتك وطردنا، سؤالي هو بصير يعمل هيك علشان هوشة أطفال؟

الإجابة 10/05/2025

ابنتي الحبيبة، أهلا وسهلاً ومرحبًا بك في صفحة البوابة الإلكترونية للاستشارات الخاصة بمجلة المجتمع..

 

ابنتي الكريمة، لمحت في ظلال كلماتك مشاعر غيرة خفية منذ اللحظة التي قرر فيها والد زوجك تجهيز غرفة لابنه الصغير القادم فقط دون طفلتك، انتهاء بمدرسة الطفل الراقية والملابس البراند التي يرتديها.. ولعلك داخل نفسك تتساءلين لماذا يدلل والد زوجك ابنه الصغير ولا يدلل حفيدته بنت الابن الأكبر مثله؟ وأنا سأجيبك عن هذا السؤال حتى تهدأ نفسك.

 

ابنتي الكريمة، حتى نحصل على إجابة صحيحة على سؤال يدور حول طبيعة العلاقات الإنسانية فلا بد أن نتمثل طبيعة الشخصية الأخرى الذي يدور حولها السؤال فنحاول أن نفكر بطريقتها ونستشعر مشاعرها ونتقمص الدور الذي يجب عليها أن تقوم به وتتعاطى مسئولياته، فإذا أسقطنا هذا كله على عمك والد زوجك سنجد الآتي:

 

* الرجل متزوج من ثلاث نساء ولديه العديد من الأبناء والأحفاد.

 

* زوجك هو الابن الكبير، وفي كثير من العائلات الابن الكبير هو من يساعد ويدعم والده، وفي الحد الأدني يكون مسئولاً مسئولية كاملة عن واجباته والتزاماته، فهو ناضج بما يكفي للقيام بمهامه، لذلك عندما علم بحمل زوجته الأولى وشرع في تجهيز غرفة الطفل قال بشكل صريح كل أب مسئول عن تجهيز غرفة ابنه.

 

* مشاعر الأب عندما يصل لمثل عمر والد زوجك تجاه طفله الصغير تكون مشاعر عميقة ويكون لديه إحساس هائل بالمسئولية تجاهه، فلقد أنفق الكثير بالفعل على أولاده الآخرين ماديًّا ونفسيًّا ويخشى ألا يسمح له عمره بالقيام بكامل مسئولية رعاية الصغير.

 

* هذا الطفل الصغير والوحيد من زوجته الأولى التي يحبها أكثر من أي زوجة أخرى والتي كان يتمنى أن يكون له طفل يربطه بها وربما لم يكن ليتزوج أخرى لو كانت هي من أنجبت له منذ وقت زواجهم.

 

* على الرغم من ذلك كله فوالد زوجك وزوجته لم يدللا الطفل، فالصغير لا يلعب بالتليفون إلا أيام العطلة ولا يتناول إلا الطعام الصحي.. لقد استثمرا في تعليمه وتهذيبه.

 

والآن عليك أن تسألي نفسك بشكل صريح هل نجحت أنت وزوجك في تربية طفلتك بهذا المستوى؟ لا أريد أن أؤلمك لكنني استشعرت أن طفلتك استشفت مشاعر الغيرة الخفية منك تجاه الرعاية والاهتمام الذي يحظى بها هذا الطفل.. التقطت الطفلة ذبذبات الغيرة واستبطنتها داخلها وحاولت أن تؤلم عمها الصغير بطريقة الأطفال فحاولت إشعاره بالعار كون والديه عجوزين وشعرهما أبيض!

 

ولست أدري هل كلامها هذا هي من ابتكرته أم استمعت إليه منك؟

 

على أي حال فكان من المفترض أن تعلم الطفلة وتلقن احترام جدها ذي الشعر الأبيض لا أن يتم اعتبار سلوكها "هوشة أطفال".

 

ابنتي الحبيبة، راجعي مواقفك وراجعي مشاعرك.. أعلم أنك تشعرين بالاحتقان فراجعي نفسك، هل أخطأت زوجة والدك عندما قالت إنه لن يلعب أي طفل بهدية ابنها قبل أن يجربها هو أولا.. أليس ذلك حقه وحقها؟ ألم تكوني لتفعلي نفس الموقف لو كنت أنت مكانها؟ أليس من حقها حماية حدود ابنها؟ هي لم تمنع ابنتك فقط طلبت أن تنتظر حتى يلعب الطفل صاحب اللعبة أولا وكونها حذرتها من عدم الإيذاء في اللعب، فهذا يعني أنه سلوك يتكرر منها نتيجة احتقان تعاني منه.. هذا الاحتقان الممتزج بالغيرة هو ما يجعلها تحاول إيذاء عمها الصغير المرة تلو الأخرى، وهو ما استفز والد زوجك عندما استشعر أن الأمر يتجاوز "هوشة الأطفال" فقام بطردكما مع تعليق حاد بأن عليك تربية ابنتك.

 

الآن أريدك يا ابنتي أن تستعيذي بالله من الشيطان الذي يسول لك العناد والغضب ويريدك أن تعيشي في ثوب الضحية.. اعتذري يا ابنتي من والد زوجك نيابة عن طفلتك وازرعي فيها حب واحترام جدها وعمها.. وعلميها أن السعادة ليست بالملابس الثمينة ولا اللعب الغالية.. احكي لها الحكايات بهذا المعنى وكيف أن صاحب القلب الطيب يرزقه الله السعادة في الدنيا ويرزقه الجنة في الآخرة.. احكي لها عن قصة نبي الله يوسف وإخوته.. المهم أن يكون كلامك نابعًا من قلبك.

 

 اشكري الله أنك وزوجك ما زلتما في أوج شبابكما ولديكما الطاقة لتربية طفلتكما بينما والد زوجك العجوز لا يملك هذا الشباب وهذه الصحة ولديه الكثير من المخاوف التي ينبغي الشفقة عليه بسببها، وإن لم تستطيعي مساعدته فلا داعي للضغط عليه ولو بشكل غير مباشر عن طريق طفلتك.. رزقك الله برها وأنبتها نباتًا حسنًا، وأسعد أيامك وتابعيني بأخبارك.

الرابط المختصر :