وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ابنتي الغالية، وأهلاً ومرحبًا بك في بوابة الاستشارات الالكترونية لمجلة المجتمع.. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لوالدتك ويرحمها ويرزقها الفردوس الأعلى، ودعينا نتصور لو أن والدتك ما زالت حية وذهبت تستشيرينها وتقولين لها إن كل ما تمتلكين من مال ستعطينه لرجل لا تعرفينه إلا معرفة سطحية دون أي ضمانات كي يستثمره لك في بلد بعيد.. عفوًا هو لن يستثمره لك، بل سيستثمره كي يتحصل على المال الذي يمكنه من الزواج منك.. ماذا تظنين أن تقول لك والدتك الراحلة الغالية؟

ابنتي الغالية، ألم يدر بخلدك أن هذا الرجل يخدعك؟ أنا على يقين أن هذا الخاطر دار في عقلك كثيرًا، وفي كل مرة كانت مشاعرك تُلغي حديث العقل، ورغبتك في أن تتزوجيه وتستقر حياتك تقوم بالتشويش على العديد من الأسئلة المنطقية التي تطرح العديد والعديد من علامات الاستفهام.

ابنتي الحبيبة، أعلم أن ما سأقوله مؤلم لك ولقلبك، ولكني أرجو أن يتسع صدرك لسماعه.. ما الذي يجبرك ابنتي بالقبول بهذا الوضع الشاذ؟ ما الذي يجبرك على الانتظار؟ ما الذي يجبرك في التفكير في كيف سيأتي بالمال الذي يتزوجك به بدلا من التفكير في جهازك؟ ما الذي يجبرك على الزواج برجل يطلب مالك من قبل حتى أن يخطبك؟ ما الذي يجبرك على هذا الرجل؟

"الحب"، هل هذا ما سوف تقولينه، إنك تحبينه.. غاليتي، هذا نوع رديء جدًّا جدًّا من الحب.. حب قد يفقدك كل الأمور المهمة والجميلة في حياتك.. حب يفقدك براءة قلبك وسيخلف لك المرارة وقد يظل نقطة سوداء بينك وبين زوجك.. لا أعني هذا الرجل المتلاعب الذي تحكين عنه بل أقصد زوجك الحقيقي الذي سيأتي حتى باب بيتك ويخطبك من أبيك ويشتري لك الذهب والذي كل ما يتمناه أن يتزوج فتاة بريئة بلا ماض، ولا تندهشي إن ساومك هذا الرجل الذي تتحدثين إليه الآن حتى لا يخبر زوجك عن علاقتكما أو يرسل له "الشات" بينكما، قد يساومك على المال وقد يساومك على ما هو أسوأ.

"لا تظلميه إنه يحبني".. هل هذا ما سوف تقولينه لي وأنا أقول لك لو كان يحبك ما طلب هذا الطلب.. لو كان يحبك لما ساومك على المال، فإما المال وإما انتظار طويل حتى يجهز نفسه.. هل يرضى لأخته أن يطلب منها رجل المال حتى يقوم بتشغيله من أجل الزواج منها، بل لو عرف أن أخته تحادث رجلاً غريبًا ويتبادلان كلمات الحب، فهل سيقبل بهذا؟

الحب -يا بنيتي- يورث الأمان فهل تشعرين بالأمان مع هذا الرجل؟.. أجيبي نفسك.

الحب -يا بنيتي- يعني أن تطمئني في ظل رجلك.. أن يستطيع حمايتك ماديًّا ومعنويًّا، فهل هذا الرجل الذي يطالب بمالك يقدم لك الحماية؟

الحب يعني الرعاية والاهتمام وأشياء كثيرة جدًّا وليس كلاما معسولا يكذبه الواقع.

سأخبرك بآخر ما لدي، اختبري هذا الرجل.. اطلبي منه أن يخطبك هذا الصيف ويحدد موعدًا للزواج مع والدك، وانظري ماذا سيقول وبما سيجيبك.. أظنك تعلمين الإجابة من قبل أن تسأليه.

ابنتي الحبيبة، احفظي قلبك لزوجك الحقيقي، وها هو رمضان يقترب وباب التوبة مفتوح فاستغفري الله تعالى وتوبي إليه من أي تجاوزات في الكلام حدثت بينك وبين هذا الرجل، وادعيه سبحانه وتعالى أن يعافيك من هذه المشاعر التي تثقل قلبك وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يؤتمن.

أما عن مالك فاحفظيه بنيتي، فالمال قوام الحياة ولا تهدريه في مغامرات طائشة، وبما أنه ليس لديك خبرات في العمل والمشروعات فاشتري جهازك بلا إسراف وما تبقى من مال اشتري به ذهبًا فهو يحتفظ بقيمته، ومن الممكن أن تشتري الذهب كسبائك صغيرة أو جنيهات ذهبية فهي أفضل من المشغولات الذهبية.. إن شاء الله تشترين المشغولات الذهبية في شبكتك قريبًا جدًّا بمشيئة الرحمن.. أسعد الله قلبك وبارك حياتك، واقرئي رسالتي مرة أخرى واعتبريها رسالة من الوالدة الراحلة.