أواجه صراعًا بين احتياجاتي وعلاقتي بوالدي!!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الشباب
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 222
  • رقم الاستشارة : 2328
10/08/2025

السلام عليكم يا دكتورة،

أنا بنت في سنة تانية جامعة، وبصراحة مشكلتي مع بابا مسببالي ضغط نفسي رهيب. هو ميسور ماديًا والحمد لله، وبيصرف على البيت كويس، بس لما بييجي الموضوع عليّ أنا شخصيًا، بحس إنه بيبخل عليا جدًا.

كل ما الدراسة تقرب، ببدأ أحس باختناق من فكرة إني هحتاج مصاريف للدروس والمواصلات والكتب، وحتى المصاريف العادية اللي أي بنت في سني بتحتاجها، زي الخروجات البسيطة أو القعدة مع صحابي في الكلية. لكن هو دايمًا بيحسسني إن طلباتي كتير، وإنه مش لازم أطلب حاجة غير الضروري أوي، وأحيانًا بيتهرب أو يغير الموضوع لما أطلب فلوس.

أنا مش بطلب رفاهيات كبيرة، بس حتى أبسط الحاجات بحس إني لازم أعمل ألف حساب قبل ما أفتح الموضوع معاه، وبقيت أتضايق وأكتئب كل ما الدراسة تقرب، وكأني داخلة على معركة مش على ترم جديد.

أنا مش عارفة أتعامل إزاي مع إحساسي بالضغط ده، ولا أتصرف إزاي من غير ما أخسر إحساسي بالراحة أو أعمل مشاكل معاه. إزاي أوازن بين احتياجاتي ودخله، وأحافظ على علاقتي بيه في نفس الوقت؟

الإجابة 10/08/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

ابنتي الغالية، بدايةً أُقدّر مشاعركِ وإحساسكِ بالضغط النفسي عند اقتراب موعد الدراسة، وأتفهم تمامًا أن حاجاتكِ المادية في هذه المرحلة العمرية ليست ترفًا، بل هي جزء من متطلباتكِ الأكاديمية والاجتماعية، والتي تدخل ضمن ما نسميه "الاحتياجات التنموية الأساسية" Basic Developmental Needs.

 

ومن المهم أن نعرف أن بعض الآباء، رغم قدرتهم المادية، قد يتبنون ما يسمى نمط التربية المقيدة اقتصاديًّا، وذلك يكون لأسباب متعددة.. فقد تكون ناتجة عن تجاربهم السابقة، أو خوفهم من الإسراف، أو عدم وعيهم بالتأثير النفسي لمثل هذه الممارسات على الأبناء.

 

* ولذلك فسوف أُهدي إليك خطوات التعامل الحكيم مع الموقف:

 

أولاً: أوصيك بالتواصل الهادئ المبني على الاحترام مع والدك ..

 

اختاري وقتًا يكون فيه والدك في حالة هدوء واستعداد للاستماع، وتحدثي معه بصيغة توضح احتياجاتكِ على أنها ضرورية لمواصلة دراستكِ، وليس من باب الترف، استخدمي أمثلة واقعية على ما تحتاجينه، مع تحديد المبالغ تقريبًا حتى يكون الأمر واضحًا أمامه.

 

ثانيًا: ينبغي عليك إعادة صياغة الطلبات بأسلوب واقعي ومنطقي..

 

فبدلًا من عرض الاحتياجات دفعة واحدة، يمكنك تقسيمها على فترات، حتى لا يشعر أن هناك ضغطًا ماليًا مفاجئًا.

 

ثالثًا: ومن الجيد أن تقومي بطرح البدائل والحلول..

 

فيمكنك اقتراح حلول عملية، مثل الاشتراك في وسائل نقل أقل تكلفة، أو شراء كتب مستعملة، مما يعطي انطباعًا لوالدك بأنكِ تقدّرين جهده وماله، وأنكِ شريكة معه في تحمل المسؤولية.

 

رابعًا: من اللطيف والمهم التعزيز الإيجابي عند الاستجابة Positive Reinforcement ..

 

عندما يلبّي والدك أو أي أحد احتياجاتكِ، أظهري له الامتنان بوضوح، فهذا يعزز لديه الرغبة في التكرار.

 

خامسًا: وازني بين الاحتياجات المادية والمعنوية..

 

تذكري أن حسن المعاملة، وصلة الرحم، والتعبير عن الحب لوالدك، أمور تفتح القلوب وتلينها، فالله تعالى يقول: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾.

 

* وهمسة أخيرة لابنتي الحبيبة:

 

كوني على يقين أن وضوح أهدافكِ وطلباتك، مع الدعاء لوالدك، سيجعل الأمر أسهل مع الوقت. وقد لا تتغير طريقة تفكير والدك فجأة، لكن بأسلوبكِ الحكيم وإظهار تقديركِ، ستكسبين قلبه، وتحققين توازنًا بين احتياجاتكِ والحفاظ على العلاقة الطيبة معه إن شاء الله تعالى.

الرابط المختصر :