لسانها يتحول خارج المنزل.. كيف نسيطر على الوضع؟!!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : المراهقون
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 33
  • رقم الاستشارة : 2798
26/09/2025

السلام عليكم دكتورة. أنا خال لبنت عمرها ١٦ سنة، وهي عايشة معانا بالبيت مع والدتها. البنت بشكل عام مطيعة نسبيًّا داخل البيت وما تسبب مشاكل كبيرة، لكن اللي مخليني قلق إن كثير من الجيران وزميلاتها بالمدرسة يشتكون من أسلوبها. هي تندفع بالكلام، وتستعمل ألفاظ غير لائقة مع الآخرين، وأحياناً تتطاول في ردودها بشكل يحرجنا قدام الناس.

بصراحة أنا محتار: هل هذا مجرد طيش مراهقة وتعدي مرحلة، ولا في مشكلة أعمق تحتاج تدخل وتوجيه خاص؟ وكيف ممكن أتعامل معاها من غير ما أخسر ثقتها أو أزيد عنادها؟

الإجابة 26/09/2025

أخي الكريم،

 

أشكر لك حرصك وغيرتك على ابنة أختك، واهتمامك بتهذيب سلوكها بما يوافق القيم والأخلاق.

 

وما ذكرتَه من اندفاعها في الكلام وتطاولها على الآخرين، رغم طاعتها داخل البيت، يُفسَّر في علم النفس التربوي ضمن ما يُسمّى "Adolescent Behavioral Challenges" أي "تحديات السلوك في مرحلة المراهقة"، حيث تمر الفتاة في هذا العمر بموجة من التغيرات الانفعالية والفكرية تجعلها أكثر حساسية، وسريعة الاستثارة، وتندفع أحيانًا في التعبير عن ذاتها.

 

ولذلك عليك أن تتفهم نفسيًّا وتربويًّا، أن الاندفاع في الكلام واستخدام ألفاظ غير لائقة قد يرتبط بما يُعرف بـ "Impulsivity" أي "الاندفاعية"، وهي خاصية شائعة عند المراهقين، حيث يغلب عليهم إشباع الحاجة الفورية للتعبير دون حساب عواقب الكلام. كما يرتبط أيضًا بضعف مهارة "Self-Regulation" أي "الضبط الذاتي"، وهي المهارة التي يحتاج المراهق أن يتعلّمها بالتدريب والتكرار.

 

الجانب الأسري

 

ومن المهم أن تدرك البنت أن البيت وإن كان مصدر طاعة نسبية لها، فإن سلوكها مع الآخرين يكشف عن فجوة في التربية الاجتماعية؛ فالفتاة قد تحفظ احترام البيت خوفًا أو عادة، لكنها تحتاج إلى أن تترسخ عندها قيمة التواصل المحترم، مع جميع الناس، وهذا يتطلب قدوة عملية وتدريبًا مستمرًا.

 

لذا توجب عليكم ديمومة أن ترسخوا بداخلها أن الإسلام أولى للكلمة مكانة عظيمة، قال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾، وقال رسول الله ﷺ: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، فالتربية هنا ليست مجرد ضبط لفظ، بل غرس معنى المسؤولية أمام الله عن كل كلمة تُقال.

 

المنهج التربوي للتعامل معها

 

وسوف أُهدي إليك المنهج التربوي العملي للتعامل معها:

 

1- الحوار الهادئ:

 

اجلس معها جلسة ودية، بعيدًا عن اللوم المباشر، وبيّن لها أثر كلماتها على سمعتها ومكانتها بين الناس. هذا ما يسمى في التربية "Constructive Dialogue" أي "الحوار البنّاء".

 

2- التعزيز الإيجابي:

 

عندما تلتزم بأدب الحديث، أثنِ عليها أمام الآخرين؛ فهذا يشجّعها ويُشعرها بقيمة التغيير.

 

3- التدريب على الضبط الذاتي: استخدم معها أسلوب "Behavioral Modeling" أي "التعلم بالنمذجة"، والذي دائما ما أحرص على التأكيد عليه مع كل شخص قدوة للأطفال والمراهقين، وذلك بأن ترى فيك وفي أفراد عائلتها ضبط النفس في المواقف المثيرة للغضب.

 

4- توجيهها لاختيار البدائل: بدلاً من الألفاظ الجارحة، عوّدها على عبارات لبقة، كأن تقول: "أنا متضايقة من هذا التصرف" بدلاً من الكلمات القاسية.

 

5- كذلك المسؤولية الاجتماعية مهمة جدًّا:

 

شاركها في أنشطة جماعية خيرية أو مجتمعية، فهذا يُنمّي لديها مهارة التعاطف، ويخفف من نزعة الاندفاعية.

 

6- ومن الضروري التدرج في التغيير:

 

تذكّر أنّ تعديل السلوك في مرحلة المراهقة يحتاج إلى صبر وحكمة، فلا تنتظر أن تزول الاندفاعية بين ليلة وضحاها، وإنما بالتوجيه المستمر والدعم.

 

وأخيرًا، اعلم يا عزيزى أن، ابنة أختك لا تزال في مرحلة بناء شخصيتها، وأنت بدورك تمثل لها صورة الأب البديل والداعم، فكن لها سندًا يوجّه بحب، لا سيفًا يلوّح بالعقاب. وكما قال الإمام علي رضي الله عنه: ربوا أبناءكم على غير ما ربيتم عليه، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم".

 

* وهمسة أخيرة للخال الفاضل:

 

ثق أنّ الفتاة إذا وجدت من يحتضنها بالرفق والحكمة، ستتعلّم أن تهذّب كلماتها، وتضبط انفعالاتها، وتُحسن تمثيل أخلاق بيتها في المجتمع.

 

روابط ذات صلة:

كيف أنقذ ابني من لسانه؟!!

أمي سليطة اللسان مع أبي.. كيف أمنعها؟!

أمي سليطة اللسان .. ركيزتان للحل

الرابط المختصر :