الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : علوم القرآن والحديث
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
273 - رقم الاستشارة : 2872
05/10/2025
نسب إلى الإمام أحمد بن حنبل قوله ثلاثة كتب لا أصل لها المغازي والملاحم والتفسير.. فهل صح هذا عنه وما المقصود به؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذه العبارة (ثلاثة كتب لا أصل لها المغازي والملاحم والتفسير) نسبها كثير من العلماء إلى الإمام أحمد نقلها ابن تيمية في الفتاوى وغيره، وليس معناها أن الكتب الثلاثة خالية من الأحاديث الصحيحة، ولكنه يقصد أنها ليست مصدرًا يرجع إليه في معرفة الصحيح من الضعيف؛ لأن هذه الكتب لم تهتم بسند الحديث سندًا ومتنًا، بل جمعت بين الصحيح والضعيف.
وهذه الكتب الثلاثة ورد فيها الصحيح والضعيف، بل والموضوع والإسرائيليات فيجب الحذر عند أخذ الحديث منها.
كتب الحديث
أما كتب الحديث فمعروفة أصحها البخاري ومسلم، ثم السنن والمسانيد، وغيرها، وبالتالي هي المصدر للأحاديث.
يقول الشيخ محمد أبو شهبة: وأما تفسير القرآن بما صح وثبت عن النبي ﷺ فهو على العين والرأس... وأما الضعيف والموضوع المختلق على النبي: فأحرى به أن يرد.
تفاسير الصحابة والتابعين
وأما تفاسير الصحابة والتابعين -وهي أكثر من أن تُحصى- ففيها الصحيح، والحسن، والضعيف، والموضوع، والإسرائيليات، التي تشتمل على خرافات بني إسرائيل، وأكاذيبهم، وقد تدسست إلى الكتب الإسلامية، ولا سيما كتب التفسير، وقد تنبه العلماء المحدثون القدامى، إلى هذه الظاهرة، وهي غلبة الضعف على الرواية بالمأثور، فقد روي عن الإمام الجليل أحمد بن حنبل أنه قال: ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم، والمغازي. وقال المحققون من أصحاب الإمام مراده: أن الغالب أنه ليس لها أسانيد صحيحة متصلة، وإلا فقد صح من ذلك شيء غير قليل. أ.هـ باختصار وتصرف.
وما قيل في كتب التفسير يقال في كتب المغازي والملاحم من باب أولى، فإذا كان التفسير وهو مرتبط بأصح الكتب على الإطلاق، القرآن الكريم لا يعد مصدرًا للحكم على الحديث بالصحة والبطلان فغيره من باب أولى.
والله تعالى أعلى وأعلم.
روابط ذات صلة: