الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : العبادات
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
360 - رقم الاستشارة : 2065
04/06/2025
هل يجب على المسلم الالتزام بوقت محدد عند رمي الجمرات أم أن الأمر على السعة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فالأحكام الفقهية مبنية على اليسر وليس على العسر، والقاعدة الفقهية تقول: المشقة تجلب التيسير وهي تعتمد على أدلة كثيرة من القرآن الكريم والسنة المطهرة، يقول الله تعالى: ﴿... يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185]. ويقول النبي ﷺ: "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا".
ومسألة الرمي محل خلاف بين الفقهاء قديمًا وحديثًا، وما نرجحه للفتوى الآن وخاصة في هذا الزحام الشديد هو توسعة وقت الرجم في أي وقت من الليل والنهار، وهو الرأي الذي أخذت به السلطات في المملكة الآن بعد أن كانت ترفضه في الماضي، ولكن الآن أصبحت الأمور أكثر نظامًا مع توسعة وقت الرمي.
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي – رحمه الله – في الإجابة عن فتوى مشابهة:
لا زال كثير من العلماء يُفتون الناس بعدم جواز الرمي قبل الزوال بحال، مع أن النبي ـ ﷺ ـ يَسَّر في أمر الحج، وما سُئِلَ عن أمر قُدِّم ولا أخِّر فيه، إلا قال: "افعل ولا حرج"، والفقهاء سهَّلوا في أمر الرمي حتى أجازوا أن يجمع الحاجُّ الرَّمْيَ في اليوم الأخير، وأجازوا الإنابة فيه للعذر، وهو أمر يتم بعد التحلُّل النهائي من الإحرام.
وقد أجاز الرميَ قبل الزوال ثلاثةٌ من الأئمة الكبار: فقيه المناسك عطاء، وفقيه اليمن طاووس، وكلاهما من أصحاب ابن عبَّاس، وأبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين من فقهاء آل البيت.
ولو لم يَقُلْ فقيه بجواز ذلك لكان فقه الضرورات يُوجِبُ علينا التسهيل على عباد الله، وإجازة الرمي خلال الأربع والعشرين ساعة حتى لا نُعرِّض المسلمين للهلاك.
وجزى الله الشيخ عبد الله بن زيد المحمود خيرًا، فقد أفتى منذ أكثر من ثلث قرن بجواز الرمي قبل الزوال في رسالته "يُسْر الإسلام".
والله تعالى أعلى وأعلم