وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا ومرحبًا بك -أخي الفاضل- على موقع استشارات المجتمع، وبعد:

 

فالمهارات الإدارية والسلوكية من الموضوعات المهمة التي يحتاج إليها الشباب والشابات لها في هذا العصر، ليكونوا متميزين بين أقرانهم وليلحقوا بركب التقدم المعلوماتي الرهيب في سوق العمل.

 

وفي ردي عليك سأذكر لك كتابًا مهمًّا من تأليفي وبعض التجارب العملية التي تشجع على التحفيز وتعطي المتعة في واقعنا.

 

أولاً: قرار بتأليف كتاب في كل سنة

 

في ذلك اليوم وبعد صدور كتابي الخامس "كن متميزا"، قررت أن أستمر في تأليف الكتب بمعدل كتاب واحد على الأقل في كل سنة. ووقع اختياري على أن تكون الموضوعات التي تتناولها هذه الكتب هي في المهارات الإدارية والسلوكية الموثقة بقصص من واقع الحياة.

 

إن سبب اختياري لهذا النوع من الموضوعات هو حاجة الشباب والشابات لها في هذا العصر.

 

من الاستفتاءات التي أجريت على مستوى العالم، والتي تؤكد نتائجها حاجة الناس إلى المهارات الإدارية والسلوكية، هو الاستفتاء العالمي الذي أنجزته شركة "كرستكوم" العالمية والذي شمل 1400 مدير عام لشركات عالمية. وأظهرت النتائج أهمية إتقان المديرين لمجموعة من المهارات السلوكية والإدارية، وعلى رأسها: مهارة التخطيط الاستراتيجي، ومهارة العمل في فريق، ومهارة إقامة علاقات ناجحة، ومهارة التفاوض، ومهارة حل المشكلات، ومهارة اتخاذ القرار.

 

وقد جاء قراري بتأليف الكتب في المهارات الإدارية والسلوكية تناغمًا مع هذه النتائج العالمية.

 

إن تأليف كتاب يوثق تجارب الإنسان في الحياة العملية هو متعة، ويعطي الإنسان حيوية وتحفيزًا لنفسه.

 

ثانيًا: قرار بتوزيع كتبي عن طريق شركة إنجاز

 

في ذلك اليوم من عام 2009م، وقَّعت عقد بيع مع الأستاذ صالح الرشيدي –المدير العام لشركة إنجاز العالمية للنشر والتوزيع– فقلت له: حياك الله يا أستاذ صالح، هل عقد البيع جاهز للتوقيع؟ فقال: نعم. هو جاهز في ملف حاسوبي، وبحاجة إلى تعبئة الفراغات التي فيه، هل أنت جاهز للإجابة عن أسئلتي؟ فقلت: نعم. ما أسئلتك؟ فقال: ما تاريخ بداية العقد ونهايته؟ فقلت: بداية العقد هو 23 يونيو 2009م، ونهايته مفتوحة، تجدد تلقائيًّا، ما لم يخطر أحد الطرفين قبلها بشهرين، عن عدم رغبته في التجديد. فقال: ما اسم الكتاب المراد بيعه؟ فقلت: اسم الكتاب "كن متميزًا، سبع خطوات في قيادة النفس مع ملحق قصصي". فقال: كم ثمن النسخة؟ فقلت: ثمن النسخة هو 2.500 دينار كويتي. فقال: يا دكتور موسى، سيُقسم إيراد البيع مناصفة بيننا، مرة كل 6 أشهر، فهل يوجد لديك مانع؟ فقلت: عرضك مناسب، ولا يوجد لديّ مانع. فقال: كم نسخة لديك جاهزة للبيع؟ فقلت: ألف نسخة. فقال: على بركة الله؟ تفضل وقّع هنا. فقلت له: شكرًا.

 

إن وجود مؤسسات وشركات تهتم بإنجازاتك من تسويق وتوزيع وبيع، يعتبر مصدرًا مهمًّا من مصادر تحفيز النفس.

 

ثالثًا: قرار بإهداء نسخة من كتابي إلى نائب القنصل المصري في "أثينا"

 

كنت في ذلك اليوم في مهمة علمية بـ "أثينا" عاصمة اليونان، وأردت أن أهدي نسخة من كتابي "كن متميزًا" إلى القنصل المصري في السفارة المصرية.

 

دخلت السفارة المصرية، فطلب إليّ رجل الأمن جواز سفري، فناولته الجواز فورًا ومن دون تردد، وقلت له: أريد مقابلة القنصل؛ لأهدي إليه نسخة من كتابي. قال: القنصل غير موجود، لكن نائبه الأستاذ سمير موجود، هل تريد مقابلته؟ قلت: نعم. قال: لحظة من فضلك، تفضل بالجلوس هنا، وسيكون الأستاذ سمير معك بعد دقائق معدودة.

 

لم تكن مدة الانتظار دقائق معدودة؛ بل كانت دقيقة واحدة فقط. وصل الأستاذ سمير ورحّب بي، وأبدى سعادته بتسلم نسخة من الكتاب، وطلب إليّ زيارته في مصر. لقد كان استقباله لي مصدرًا محفزًا لنفسي.

 

إن إهداء نسخة أو نموذج من إنجازاتك إلى مسؤول في إحدى السفارات أو المؤسسات الرسمية، يمنحك زخمًا كبيرًا من الحماس والحيوية.

 

رابعًا: قرار بالتواصل الاجتماعي بين أفراد العائلة

 

إن مشروع التواصل العائلي بواسطة الرسائل النصية القصيرة، هو مصدر من مصادر تحفيز النفوس لدى أفراد العائلة. نحن هنا نتكلم عن شبكة إلكترونية تضم جميع أفراد العائلة من شيوخ وعجائز وآباء وأمهات وأحفاد ومن في محيطهم ممن ارتبط بهم بنسب أو مصاهرة. ربما تصل القائمة إلى عشرات أو مئات، بل حتى إلى آلاف من الأفراد.

 

في ذلك اليوم انطلق مشروع التواصل العائلي عبر الرسائل النصية القصيرة لدى عائلة المزيدي تحت إشراف أحد أبنائها المتميزين وهو الحارث زيدان المزيدي؛ من أجل تحقيق الأهداف الآتية:

 

1- تعميم الأخبار الاجتماعية من أفراح وأتراح.

 

2- توجيه التهنئة في مناسبات دينية ووطنية وعائلية.

 

3- تنبيهات عامة.

 

4- أخبار محلية.

 

إن فكرة التواصل العائلي عبر نظام الرسائل النصية القصيرة، تستحق المدح والثناء؛ إذ تعتبر بحق وسيلة من وسائل تحفيز النفوس.

 

الخلاصة:

 

تأليف الكتب متعة ويعطي حيوية وتحفيزًا، ووجود مؤسسات تهتم بإنجازات الإنسان مصدر مهم من مصادر التحفيز، وإهداء نسخة من إنجازاتك إلى مسؤول يمنح زخمًا كبيرًا، والتواصل العائلي بوسائل جديدة يحفز النفوس.

 

وأسأل الله لك التميز فيما ينفع، وأن تكون عَلمًا في مجالك ويشار لك بالبنان، وأن تكون لك بصمات متميزة فيمن حولك.