الإستشارة - المستشار : د. مسعود صبري
- القسم : إيمانية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
118 - رقم الاستشارة : 1322
13/03/2025
أنا فى السابعة والعشرين من العمر، أعانى من مشكلة وهي أننى منذ تقريبا سبعة أشهر بدأت أشك فى صحة صلاتي بصفة مستمرة، كما أنني أيضا بدأت لا أعلم إذا كنت طاهرة أم لا، وكلما أذن المؤذن للصلاة دخلت الحمام وجلست فيه مدة طويلة يمكن أن تكون نصف الساعة أو 45 دقيقة وعندما انتهي أصلي وأنا لا أدرى إذا كانت صلات صحيحة وعن طهارة أم لا.
لا أدري كيف أشرح أمري، ولكن الوضع تماما كأنني في امتحان أو خائفة من شيء حتى أصبحت الصلاة بالنسبة لي كالحمل الثقيل وسببت لي حالة نفسية من كثرة الدخول إلى الحمام وإعادة الوضوء أكثر من مرة وأصبح الوضع سيئا جدا لدي حتى إن أهلى ما عادوا يتحملون صوت الماء.
ذهبت إلى الطبيب لأرى إن كنت مريضة أو أي شيء حتى أعلم إذا كانت صلاتي مقبولة أم لا، ولكن جميع الأطباء قالوا لي إنني سليمة وليس في أي شيء فلا أدرى ماذا أفعل؟ وهل صلاتي غير مقبولة أم ماذا؟ حيث إننى أحاول أقصى ما عندى لأصلي عن طهارة، مع العلم أن هذا الوضع لا يظهر معي إلا عند الصلاة.
ووالدي قال لي إن هذا الأمر بسبب إنني خائفة بصفة مستمرة من أن لا أكون طاهرة يسبب لي هذا توترًا؛ فالرجاء أخباري ماذا أفعل؟ وهل صلاتي مقبولة أم أن الله لا يقبل مني صلاتي؟ وماذا يجب أن أفعل إذا كانت صلاتي غير صحيحة لأعوض عدم صحتها حيث إنني أحاول كثرة الاستغفار وقراءة القرآن حتى أعوض هذا الوضع في الصلاة؟ وما هي الآيات في القرأن التي يمكن أن تساعدني على أن أفهم هذا الوضع؟ ومتى تصح الصلاة بلا طهارة أو مع وضوء واحد وبلا إعادة؟
مع العلم أننى قد استفسرت من بعض الشيوخ بصفة سطحية وقالوا لي إن أتوضأ مرة واحدة وأكمل صلاتي، وأيضا إذا شككت فى عدد الركعات أو عدم صحة الصلاة أن لا أعيد فهذه وسوسة من الشيطان فماذا أفعل؟
أرجو الإفادة حيث إنني فعلا خائفة.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة:
ما تعاني منه هو نوع من الوسوسة، ويعرف بالوسوسة القهرية، وهو مرض نفسي شهير، والوسوسة في الطهارة والعبادة لها علاجان:
الأول: الذهاب إلى طبيب نفسي للمساعدة حتى تتخلصي من هذه الوساوس.
الثاني: علاج شرعي، وهو كثرة الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وألا تستمري في لواحق الوسوسة، يعني إذا وسوس لك الشيطان بأن صلاتك ناقصة، فلا تلتفي إليه، فصلاتي صحيحة وكاملة، وإذا وسوس لك في الوضوء أنك نسيت شيئا، فأنت لم تنسي، ولا تشقي على نفسك، وانظري حولك، فالناس طبيعيون في طهارتهم وعبادتهم، فلماذا أنت هكذا؟
وتقوية الإرادة والعزيمة من أفضل الأمور التي تساعد الإنسان، فقد أخبرنا الله تعالى أن عمل الشيطان، ومنه الوسوسة ضعيف، ولهذا كان واجبا علينا أن نتغلب عليه، قال تعالى: "إن كيد الشيطان كان ضعيفا"، فإذا أخبرنا الله تعالى بضعف الشيطان، فكيف لنا أن نجعل كيده ووسوسته قوية في حياتنا؟
يا أختي..
أنت إنسانة طبيعية، ولكنك تحملين نفسك ما لا تطيقين، فلا تضخمي الموضوع.
وجزء مهم في الموضوع، وهو معرفة الأحكام الشرعية الخاصة بالوضوء والصلاة، فغسل العضو ثلاث مرات سنة، يعني لو شككت أنك غسلت مرة أو مرتين أو ثلاثة، فلا يهم، لأن الواجب مرة واحدة، فخذي الأمر بشكل يسير، فهو خير علاج لك إن شاء الله، مع مراجعة الطبيب النفسي في هذا.
وأكثري من الدعاء أن يعافيك الله تعالى مما ابتليت به من وساوس الشيطان.