تربية زوجة ابني لحفيدي لا تعجبني.. ماذا أفعل؟!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الأطفال
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 98
  • رقم الاستشارة : 2853
01/10/2025

السلام عليكم،

أنا عندي مشكلة ومش عارفة أتصرف إزاي؟ حفيدي ده أول حفيد ليا، عنده 3 سنين، وأنا متعلقة بيه جدًّا وبشوف إن تربيته تهمني زي ما بتهم أمه وأبوه. بس بصراحة طريقة تربية زوجة ابني مش عاجباني خالص، بحس إنها بتسيبه على راحته زيادة أو ساعات تدلّله أكتر من اللازم، وأنا بخاف عليه يطلع متعود على الدلع وما يسمعش الكلام، حتى طريقتها معاه فالأكل مش عجباني.

لما باحاول أنبّهها أو أوجّهها، بتحصل مشاكل بيني وبينها، وهي تزعل وتعتبرني بتدخل في حياتها. وأنا مش عايزة مشاكل في البيت ولا بيني وبين ابني وزوجته، بس في نفس الوقت مش قادرة أسكت وأشوف حفيدي بيتربّى على حاجة أنا شايفاها غلط.

أنا محتارة يا دكتورة أميمة.. أعمل إيه؟ أسيبهم يربوه بطريقتهم حتى لو مش عاجباني؟ ولا من حقي أتدخل باعتبار إن ده حفيدي وأول فرحة ليا؟

الإجابة 01/10/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

عزيزتي الجدة الحنون، أقدّر غيرتك على حفيدك الأول وحرصك على تنشئته التنشئة السليمة، فهذا شعور طبيعي نابع من المحبة والخوف على مستقبل الصغير، غير أن التربية مسؤولية أساسية تقع على عاتق والديه، ولا سيما الأم، فهي الأقرب إليه في سنواته الأولى، وهي من تتحمل النصيب الأكبر من المسؤولية الوالدية.

 

التربية مسوولية الوالدين

 

لقد أوصى الإسلام بالبرّ وصلة الأرحام، وحثّ على تجنّب ما يورث القطيعة والخصام. قال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾، كما أنّه جعل التربية أمانة عظيمة في عنق الوالدين، قال ﷺ: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»..

 

فأنتِ مأجورة بحبك وحرصك، لكن الأصل أن يكون التوجيه بيد الأم والأب، مع نصحٍ لطيف منكِ إن لزم الأمر، دون صدام أو فرض وصاية.

 

توازن الأدوار

 

في علم النفس الأسري، نطلق على العلاقة بين الأجيالintergenerational relationship (العلاقة بين الأجيال)، وهي علاقة دقيقة، تحتاج إلى balance of roles (توازن الأدوار).

 

ودورك كجدة هو دور المسانِدة والداعمة، لا المنافسة على السلطة التربوية.. فحين يتكرر التدخل المباشر في أسلوب الأم، يتولد لديها شعور بالتهديد وفقدان parental autonomy (الاستقلالية الوالدية)؛ ما يدفعها إلى المقاومة وافتعال المشكلات.

 

كذلك تشير الدراسات التربوية إلى أن الطفل في هذه المرحلة العمرية (3 سنوات) يحتاج إلى consistency (الثبات في التربية)، فإذا تعددت المرجعيات التربوية أمامه – بين الأم والجدة – ضاع المعنى عنده، وأصيب بما يسمى role confusion (اضطراب الأدوار).

 

دور الجدة

 

وأحدثك بشكل واقعي وعملي:

 

- اجعلي نصائحك في صورة دعم لا في صورة انتقاد، قولي مثلاً: "أنا سعيدة بطريقة لعبك مع حفيدي" بدلاً من "أنتِ تدللينه زيادة". هذا الأسلوب يسمى في التربية positive reinforcement (التعزيز الإيجابي).

 

- قدّمي خبرتك بطريقة غير مباشرة، كأن تحكي تجاربك مع أولادك، دون أن تفرضي أن تكون بالضرورة صالحة للتطبيق حرفيًّا.

 

- كذلك تذكّري أن أقصى ما يحتاجه الحفيد منكِ في هذه السن هو الحنان واللعب والدفء العاطفي، وهذا مجال رحب تستطيعين أن تملئيه دون صدام مع الأم.

 

- اجعلي هدفك أن تظل العلاقة بينك وبين زوجة ابنك قائمة على المودة؛ لأن الاستقرار الأسري للأحفاد يتوقف على انسجام الكبار.

 

- ثم أنك يا حبيبتي أكملتِ رسالتك -من فضل الله تعالى- وربيت أبناءك وطاقتك قد استنفدت، ومن حقك اليوم أن تهتمى بصحتك البدنية والنفسية، لا أن تبدئي من جديد وتحملي نفسك فوق طاقتها، فدعيهم يتولون هم مسؤولياتهم. وانطلقي أنت لحياة هادئة بأوقات تخصك لسلامك النفسي بعيدًا عن مشاكل الأبناء والأحفاد.

 

* همسة أخيرة:

 

أيتها الجدة الكريمة، إن أمانتك الكبرى أن تحفظي المودة والرحمة في بيت ابنك، وأن يكون دورك سندًا لا عبئًا، ودعمًا لا صدامًا. وتذكّري قول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾.. فقرة العين لا تتحقق إلا بالحب والتكامل بين أجيال الأسرة.

 

روابط ذات صلة:

بين كرم الجدة وتمرد الأحفاد.. من المسؤول عن هذا الخلل التربوي؟!

زوجة ابني تُنّفر حفيدتي مني.. هل من سبيل إلى قلبها؟!

السلطة المزدوجة في بيتنا تفسد التربية!!

أنا الجدة والأم معًا.. حفيدتي أرهقتني!!

الرابط المختصر :