الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : استشارات أخرى
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
80 - رقم الاستشارة : 2135
20/07/2025
السلام عليكم، كذا مرة وأنا ماشية في الشارع أسمع حد من الشباب بيقول مش حلوة، ومرتين ألاقي اتنين شباب ماشيين قدامي مثلا أو واقفين على جنب واحد منهم بيقول لصاحبه لا مش حلوة ومرة تانية واحد بيقول لصاحبه مش حلوة، والتاني رد عليه بيقوله الوحشين ساعات بيبقوا حلوين فصاحبه قاله ازاي يعني، فاستغربت كلامهم أصلا ومش عارفة ليه البجاحة بتاعتهم دي.
كذا مرة وأنا معدية أسمع كلام زي كدة، والكلام ده بيأثر على نفسيتي جدا جدا وبطلع البيت متنكدة على الاخر، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم، ومش عارفة ليه بيقولوا كدة ويحكموا عليا وانا ماشية، وانا مش من النوع الجريئة اللي أعرف أقف وأرد عليهم، بحس إني هقل من نفسي أو ممكن يقلوا أدبهم أكتر.
هو أنا بس اللي بيحصلي كدة؟ وإزاي أتخطى الكلام ده؟ بعد ما كان عندي ثقة بنفسي ومتحركة دلوقتي أنا كرهت أنزل الشارع وثقتي بنفسي بقت قليلة أوي وشايفة نفسي بعيونهم، أتخطى إزاي؟
ابنتي الحبيبة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك الاستشارات الالكترونية.. هؤلاء شباب منعدمو الأخلاق.. منعدمو المروءة.. فاقدون للقيمة ليس لهم وزن أو اعتبار.. هؤلاء شبه يائسين ومحبطين لا يمتلكون أهدافًا ولا مشروعًا في الحياة؛ ولأنهم على درجة عالية من الانحطاط الأخلاقي فإنهم يتعمدون بث سمومهم في شخصيات بريئة مسالمة مثلك.
لن أقول لك إنك بالغت في رد فعلك ولن أعاتبك على مشاعر الحزن التي اعترتك جراء هذا الكلام السخيف؛ لأننا كبشر من الطبيعي أن نتفاعل مع ما يقال لنا، وكونك فتاة رقيقة وتم التنمر عليك على صفة تعتز كل أنثى بامتلاكها ألا وهي صفة الجمال فهذا جرحك وآذاك ومن ثم تألمت وشعرت بالحزن، وهذه مشاعر طبيعية عليك تقبلها وعدم إنكارها.
"أنت متضايقة"، اعترفي بذلك دون جلد ذات لأنك وقعت في الفخ الذي نصبوه لك "فخ الحزن والألم"، ولكن تقبل هذه المشاعر لا يعني الاستغراق فيها والتماهي معها وإدارة حياتك وفقًا لها، ولكن التقبل يعني الفهم والإدراك والوعي الذي يستتبعه خطة لإصلاح هذه المشاعر وضبطها، وهذه بعض الأفكار التي أرغب في مشاركتك إياها والتي تساعدك بإذن الله تعالى على تجاوز هذا التنمر وهذه الإساءات.
الثقة بالنفس
هل أنت فتاة جميلة أم دميمة؟ الإجابة الصادقة لهذا السؤال لا يمكن أن نتلقاها من شاب تافه يقف على الطريق يتعمد قول ذلك كي يؤذي الفتيات، وقد تكونين في عينيه شديدة الجمال ولكنه يقول هذا حتى يؤذيك، فغالبًا من هو مثله عاطل لا يملك المال للزواج فينتقم من الفتيات بهذه الحيلة الرخيصة كتعويض عن النقص الذي يعيشه نتيجة فشله.
الإجابة الصادقة على هذا السؤال لا بد أن تكون نابعة من داخلك، فأنت الإنسانة التي كرمها الله وجعلها في أحسن تقويم، وإذا كان الجمال نسبيًّا بين الناس فإنه يجب أن تري نفسك جميلة في مرآتك الداخلية وفي أعماق قلبك، فأنت صنع الله الذي أراد لك هذه الصورة، فلا بد إذن أن تكون جميلة.. انظري لنفسك في المرآة وابتسمي لها وتوجهي لخالقك بالشكر والامتنان وقولي: "اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي".
الاهتمام بالذات
ثقي تمامًا أن الله خلقك جميلة، كل ما تحتاجين إليه هو رعاية هذا الجمال، وأنا هنا أتحدث عن الجمال الظاهري الذي عليك أن تعتني بأدق تفاصيله، ولكن عندما تخرجين تكونين ملتزمة بالزي الشرعي بشروطه، على أن يكون مهندمًا متناسقًا بعيدًا كل البعد عن الفوضوية.. عندما تهتمين بجمالك فسيتعمق لديك الشعور بهذا الجمال ومن ثم تزداد ثقتك بنفسك.
ابنتي الحبيبة، لنفترض أنك تمتلكين شعرًا جافًّا متقصفًا وهو لا يظهر عندما تخرجين، ولكن أنت في داخلك تشعرين بشيء من النقص، لذلك يكون لديك الاستعداد لقبول هذا التنمر ويجد صدى داخلك، بينما لو أنك حرصت على عمل روتين ثابت لشعرك وتعاملت معه برفق وحب فستشعرين بمشاعر إيجابية ناحيته وناحية صورة جسدك في ذهنك.
درع عقلي
الاهتمام بالجمال الظاهري وحده لا يكفي فلا بد أن تجيدي التواصل مع داخلك.. وتنهضي بنفسك عقليًّا وروحيًّا حتى تكون صورتك الكلية عن نفسك صورة مشرقة ملونة، ووقتها ستمتلكين درعًا عقليًّا عندما تستمعين لمثل هذه الكلمات فتتكسر هذه الكلمات فوق هذا الدرع القوي؛ لأنها ببساطة صادرة من أشخاص تافهة لا قيمة لهم، فلا يستحق ما يقولون أن نقيم له وزنًا.. تذكري وقتها هذه الحكمة التي تقول: "الكلاب تنبح والقافلة تمر"، ويمكنك تصورهم في عقلك ككلاب تنبح حتى تظني أنك تستمعين للنباح لا الكلمات المتنمرة.
البيئة الآمنة
من الأهمية بمكان أن تقومي بصناعة بيئة آمنة حولك، فإذا أزعجك أحدهم أو تنمر عليك في العالم الافتراضي مثلا قمت بحظره لا الرد عليه.. وإذا كان هناك شارع محدد أو منطقة معينة معروفة بتجمع الشباب المشبوهين فلا تمري منها حتى لو كان طريقًا مختصرًا، فأمانك النفسي أهم.. إذا استطعت أن تسيري برفقة صديقة قد يكون ذلك أكثر أمانا أيضًا..
صادقي الفتيات اللاتي يشبهنك واللاتي يقدمن الدعم لك ويشبعن حاجاتك الاجتماعية.. البيئة الآمنة العميقة هي التي تقومين فيها ببرمجة عقلك الباطن كي يدعم ثقتك في نفسك عن طريق القراءة والبودكاست وحضور دورات متخصصة لدعم هذه الثقة.
وعلى الرغم من هذا كله فإنه قد تصل بعض الكلمات المسمومة لقلبك وتجتاز درعك العقلي فلا تتركيها تعيث فسادًا في أمانك النفسي.. ناقشيها وحلليها ثم دعيها تمر واستئنفي نشاطاتك ومهامك في الحياة.. ونحن في انتظار متابعتك دائما فلا تترددي في الكتابة لنا مرة أخرى.