تخصيص يوم لزيارة المقابر كالجمعة وغيرها

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فقد ورد الكثير من الأحاديث تحث وتذكر بفضل من زار القبور يوم الجمعة، وخاصة قبور الوالدين، ولكن هذه الأحاديث لم تسلم من طعن، بعضها ضعيف وبعضها موضوع. أما الموضوع فلا يجوز الاحتجاج به، ولا تصح روايته ونقله أصلاً، وأما الضعيف فيجوز عند بعض الفقهاء بشروط مفصلة في مواضعها، ومن ثم اختلف الفقهاء حول مشروعية الزيارة يوم الجمعة.

والذي نرجحه وتطمئن النفس إليه إن كان يذهب الزائر يوم الجمعة من باب العادات، أو أنه مشغول طوال إيام الأسبوع، أو أنه ينظر إلى فضل إجابة الدعاء يوم الجمعة خاصة في آخر ساعة من نهار يوم الجمعة، فهذا كله من باب العادات التي لا حرج على المسلم في فعله ما دام لم يرد نهي عنه.

والأصل في العادات الحل، بخلاف العبادات، فمن ذهب بهذه النوايا التي سلفت فلا حرج عليه أن يزور في يوم الجمعة أو غيرها أو في أي وقت يناسبه.

وفضل زيارة القبور لا ينكره أحد، وهو محل اتفاق عند الفقهاء جميعا ويعتمد على عدد من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ﷺ نذكر منها:

- عن بريدة رضي الله عنه، قال: "قال رسول الله ﷺ كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها".

- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله ﷺ يخرج إلى البقيع فيقول: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ، غَدًا مُؤَجَّلُونَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ".

والله تعالى أعلى وأعلم