الإستشارة - المستشار : د. أميمة السيد
- القسم : الأطفال
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
93 - رقم الاستشارة : 2896
06/10/2025
السلام عليكم دكتورة، أنا أم لطفل في الصف الرابع الابتدائي، والحمد لله هو ولد ذكي ومتفوق عندما يركز، لكن مشكلتي معه أنه ملول جدًا، لا يستطيع أن يظل يستمع لشرح معلماته في الحصص المدرسية، ويشعر بالضجر بعد فترة قصيرة، وحتى في الدروس الخاصة لا يتحمل الجلوس طويلاً ويبدأ في التململ بسرعة ويفقد اهتمامه بالشرح، رغم أن مستواه الدراسي لا بأس به.
حاولت تشجيعه وتحفيزه كثيرًا لكنه سرعان ما يعود إلى حالة الملل، وأصبحت أخشى أن يؤثر ذلك على مستواه. فهل هذا طبيعي في مثل سنه؟ وما الطريقة الصحيحة للتعامل معه؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
عزيزتي الأم، إن ما تصفينه من الملل السريع الذي يلاحق ابنك أثناء الحصص أو الدروس يُعد سلوكًا شائعًا في هذه المرحلة العمرية، إذ تشير أبحاث علم النفس التربوي إلى أن متوسط قدرة الطفل في المرحلة الابتدائية على التركيز والانتباه، يتراوح بين 10 و20 دقيقة فقط، ثم يبدأ بالشرود أو الفتور، ما لم يكن الموقف التعليمي محفزًا أو متجددًا.
طبيعة الأطفال الأذكياء
كما أن الأطفال الأذكياء بطبيعتهم يميلون إلى الملل من التكرار والنمطية؛ لأن عقولهم تحتاج إلى تنشيط مستمر وإلى محتوى يشعرهم بالإثارة الفكرية أو الحركية، ولهذا يُستحب تطبيق أساليب التعلم النشط (Active Learning) معهم بدلًا من الاقتصار على التلقين.
طرق كسر الملل
ولذا أنصحكِ بما يلي بالتعاون مع معلمات الصف عنده بالمدرسة أو الدروس:
١- تجزئة وقت الدراسة إلى فترات قصيرة لا تتجاوز 15 دقيقة، يتخللها فاصل بسيط للحركة أو شرب الماء.
٢- إدخال عنصر اللعب في التعلم؛ فالطفل في هذا العمر يتعلم باللعب أكثر مما يتعلم بالشرح.
3- استخدام الثناء والتشجيع فور إنجازه أي جزء من مهامه الدراسية، لتقوية دافعيته الداخلية (Intrinsic Motivation).
4- تجنب التوبيخ أو المقارنة مع زملائه أو إخوته؛ لأنها تضعف ثقته بنفسه وتزيد مقاومته للتعلم.
5- التعاون المستمر مع المعلمات لدمج الطفل في الحوار والمشاركة الصفية، عبر الأسئلة القصيرة، أو تمثيل الأدوار التعليمية، أو التلخيص الشفهي لما فهمه.
6- أكّدي له أن التعلم عبادة، وأن الصبر فيه يرفع الدرجات، كما قال الله تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾.
وأخيرًا حبيبتي، عليك أن تصبري عليه برفق، فالتربية لا تحتاج إلى قسوة بل إلى استمرارية وحكمة، وتذكري أن الملل ليس عيبًا في الذكاء، بل مؤشر على حاجته إلى تحفيز متجدد وطريقة تعلم تتناسب مع طاقته الذهنية والحركية.
همسة أخيرة:
تذكري قول الإمام علي رضي الله عنه: «إن القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة»، فكما تحتاج الأبدان إلى راحة وتجديد، كذلك العقول تحتاج إلى تنويع وتجديد في طرق التعلم حتى لا يصيبها السأم.
الطفل الملول لا يحتاج إلى مزيد من الضغط، بل إلى مزيد من الإبداع في طرق التعلم.
روابط ذات صلة:
ابني يرفض الصلاة والمذاكرة رغم محاولاتي!!
كيف أضبط انفعالاتي ومشاغبات تلاميذي؟!
أخشى من قدوم العام الدراسي بسبب مشاغبات ابني!!
مشتتة عند المذاكرة.. اتبعي نظام البومودورو!!!