الإستشارة - المستشار : د. أميمة السيد
- القسم : الأطفال
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
319 - رقم الاستشارة : 2304
06/08/2025
ابنتي عمرها 8 سنوات، عندها شغف واضح بتفكيك الألعاب والأجهزة البسيطة، وتحاول دايمًا تعرف مكوناتها وتجمعها من جديد، وأحيانًا تبتكر أشكال جديدة من بقايا الألعاب! كمان بتحب ترسم وتلوّن، وخيالها واسع في القصص والرسومات. أنا كأم حابة أوجّهها صح، لكن مش عارفة هل أركز معاها على جانب الابتكار، ولا أشجعها في الرسم والتعبير الفني؟ كيف أقدر أساعدها أكتشف موهبتها الحقيقية وأطورها بشكل سليم؟
أيتها الأم الكريمة، بارك الله لكِ في هذه النبتة الطيبة، التي أكرمكِ الله بها.
ما تلاحظينه على ابنتكِ من شغفٍ بالتفكيك والتركيب، إلى جانب ميلها للرسم والتلوين، يُعدّ مؤشرًا على امتلاكها قدرات معرفية حركية وخيال إبداعي، وهي من أبرز ملامح الطفل الموهوب (Gifted Child) حسب ما تشير إليه نظريات علم النفس التربوي، كـ "نظرية غاردنر للذكاءات المتعددة" التي قد تصنّفها ضمن الذكاء البصري المكاني (Visual-Spatial Intelligence)، وربما أيضًا الذكاء المنطقي التركيبي (Logical -Mathematical Intelligence).
لذا، لا تتعجلي في حصر الموهبة في مجالٍ واحد، بل وفّري لها بيئة محفزة ومتنوعة:
- خصصي لها أدوات آمنة للتفكيك وإعادة التكوين.
- شجّعيها على الرسم الحر والقصص المصورة.
- شاركيها نوادي علمية أو ورشًا إبداعية تناسب عمرها.
- لاحظي التكرار والالتصاق النفسي العميق بسلوكٍ معين، فهذا مؤشرٌ مهم على اتجاه الموهبة.
ولا تنسي أن النبي ﷺ قال: "كل مُيسر لما خُلق له"؛ فابنتكِ ستتجه بذاتها لما فُطرت عليه، فقط كوني داعمة ومرشدة، لا موجهة بإلحاح.
* همسة أخيرة:
أهم ما في الأمر أن تكون هواية ترضي الله عز وجل.
ثم اجعلي الدعاء زادكِ الدائم؛ فالله وحده يهدي ويُنمّي.. رعاكِ الله، ووفّقكِ لتربية مبدعةٍ تنفع بها الأمة.