كيف أحافظ على رضيعتي من أخطار الاستكشاف؟!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الأطفال
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 152
  • رقم الاستشارة : 2371
13/08/2025

أنا أم لأول مرة، وبنتي عمرها ٩ شهور ونص، بدأت تحبو وتمسك بالأشياء وتقف، لكن فضولها بيخليها تروح دايمًا للحاجات الخطِرة: الفيش، الأسلاك، الترابيزة الزجاج، المطبخ المفتوح، درج المنظفات، وحتى البلكونة. حاولت أعمل لها ركن لعب آمن، لكنها بتسيبه وتدور على أي حاجة ممنوعة.

طول اليوم بمنعها وبقول "لأ"، فبتعيّط أو تفتكرها لعبة وتهرب.

أنا محتارة إزاي أأمّن البيت وأحافظ على سلامتها من غير ما أحبِسها أو أضر فضولها، وإزاي أعلّمها الحدود وهي لسه صغيرة .

الإجابة 13/08/2025

ابنتي الغالية،

 

جميل هو قلقكِ وحرصكِ على سلامة صغيرتك، بارك الله لك فيها وحفظها بحفظه الذي لا يضام.

 

طفلتكِ الآن في مرحلة يحاول فيها الرضيع استكشاف العالم حوله من خلال الحواس والحركة، ويكون الفضول الحركي مرتفعًا جدًا؛ لذا فمحاولة الوصول للأشياء الخطِرة ليست عنادًا، بل هي جزء طبيعي من Exploratory Behavior أو السلوك الاستكشافي.

 

هنا يأتي دورك في توفير مساحة من البيئة الآمنة المحفزة تُمكّنها من الاكتشاف بحرية، مع تقليل المخاطر قدر الإمكان، بدلًا من الاكتفاء بمنعها أو تكرار كلمة "لا"، حتى لا يتحوّل الأمر إلى صراع يومي أو إحباط يؤثر على دافعيتها للتعلّم.

 

* لذا أنصحكِ بخطوات عملية، تختصر عليك التوتر والشد العصبي من القلق عليها:

 

1- تأمين المنزل..

 

استخدام أغطية آمنة للفيش، وتثبيت الأسلاك، وإغلاق المطبخ والبالكونة ببوابات أمان، ووضع المنظفات في أماكن مرتفعة جدًّا أو مغلقة.

 

2- تخصيص ركن لعب حر..

 

خصِّصي لها مساحة بها ألعاب مختلفة الملمس والألوان والحركة، ومن خامات آمنة وصحية، مع تدوير الألعاب لتجديد فضولها.

 

3- من الأفضل توجيهها بدلاً من المنع..

 

وعندما تذهب لشيء خطر، حوّلي انتباهها فورًا لبديل ممتع، فهذا أكثر فعالية من المنع اللفظي المتكرر.

 

4- نظمي روتينًا للنشاط..

 

بأن تجعلي وقت اللعب والحركة مقسّمًا بين الاستكشاف الحر والأنشطة المشتركة معكِ؛ فالطاقة المبذولة منها في ذلك تقلل محاولاتها للوصول للممنوع.

 

* وهمسة أخيرة للأم الصغيرة:

 

حبيبتي، تذكّري قول النبي ﷺ: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، والرعاية هنا لا تعني الحماية المفرطة التي تكبت التجربة، بل التوازن بين الأمان وإتاحة فرص التعلم.

 

كوني لها بيئة أمانٍ وحبّ، فستجدين أن فضولها يصبح قوة للتعلم بدلًا من مصدر للقلق.

الرابط المختصر :