الإستشارة - المستشار : د. أميمة السيد
- القسم : الأطفال
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
154 - رقم الاستشارة : 2576
01/09/2025
كيف نعد بناتنا لمرحلة البلوغ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
كنتُ قد تحدثتُ منذ عدة أيام في استشارة خاصة عن مرحلة البلوغ عند الفتيات، لكن نظرًا لكثرة الأسئلة الواردة من الأمهات حول هذا الموضوع، أحببت أن أقدّم شرحًا مبسطًا ووافيًا، حتى تستعد كل أم لهذه المرحلة الحساسة التي تمر بها ابنتها، بما يضمن التوازن النفسي والجسدي والاجتماعي لابنتها.
التهيئة النفسية المبكرة
مرحلة البلوغ ليست حدثًا مفاجئًا، بل هي نقلة طبيعية في النمو الجسدي (Physical Growth) والنمو النفسي والاجتماعي (Psychosocial Development)؛ لذلك من المهم أن تبدأ الأم بالحوار مع ابنتها قبل ظهور العلامات الجسدية، ليصبح استقبالها للتغيرات أمرًا متوقعًا لا مقلقًا.
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾.. فأكدي لها أن هذه التغيرات جزء من جمال هذا الخلق وحكمته.
التغيرات الجسدية
يجب أن تشرح الأم لابنتها بهدوء وبساطة ما سيحدث من علامات، مثل:
بداية الحيض، نمو الشعر في أماكن جديدة، وتغيرات في شكل الجسد. ويُربط ذلك بسنّة الله في اكتمال الأنوثة، وأنه لا يدعو للحرج، بل هو علامة صحة واكتمال.
هذا يدخل في بناء Body Image صحي، أي صورة إيجابية للجسد، بعيدًا عن الخجل المَرضي أو المقارنات السلبية.
* ثم أتطرق معكن لأهم ما في هذه المرحلة من توعية، ألا هي نصائح النظافة الشخصية والعناية بالجسد:
- تعليم الفتاة الاغتسال من الحيض وفق السنة النبوية.
2- كيفية استخدام الفوط الصحية والتأكد من تغييرها بانتظام.
3- العناية بالملابس الداخلية وتغييرها يوميًّا.
4- الاستحمام الدوري للحفاظ على النظافة وتجنب الروائح غير المستحبة.
5- الاهتمام بنظافة الأسنان والجلد والشعر.
6- وكذلك شرح أهمية استخدام العطور ومزيلات العرق الخفيفة الخاصة بالإناث داخل المنزل، مع التربية على الضوابط الشرعية.
هذه مهارات تُسمى Self-care Skills مهارات الاعتناء بالذات، وهي ركن أساسي في استقلالية الفتاة ونموها الصحي.
أصل معكن أخواتي لأمر مهم في هذه المرحلة الخاصة بمراهقة الفتاة، وهي التهيئة الانفعالية والتعامل مع المشاعر:
في هذه المرحلة قد تشعر الفتاة بتقلبات في المزاج، أو إحساس بالخجل والارتباك، من هنا يأتي دور الأم في تدريبها على Emotional Regulation أو تنظيم الانفعالات؛ عبر الحوار الهادئ، وتشجيعها على التعبير عن مشاعرها، ومشاركتها الخبرات الأنثوية بشكل طبيعي وداعم.
قال رسول الله ﷺ: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"، وفيه إشارة إلى أن الاحتواء واللطف أساس بناء الأمان النفسي داخل الأسرة من الأبوين معًا.
دور الأم التربوي
* وللأم هنا االدور التربوي الأكبر كالتالي:
- أن تكون الأم قدوة عملية في نظافتها وسلوكها.
- أن تفتح باب الحوار دائمًا، بلا تعنيف أو سخرية من ابنتها.
- أن تغرس معنى الحياء كفضيلة، والفرق بين الحياء المحمود والخجل المفرط.
- أن تربي ابنتها على مراقبة الله، وتغرس فيها القيم الإسلامية التي تحفظ عفتها.
نصائح عملية للأمهات
* والأن أهدي إليكن أخواتي نصائح عملية لكن ولكل الأمهات:
1- التحدث مع الفتاة قبل عمر 11 أو 12 بوضوح وبساطة.
2- تجنب تخويفها من الحيض أو ربطه بالوصمة.
3- توفير مستلزمات النظافة الخاصة بها في حقيبة صغيرة دائمًا.
4- تشجيعها على ممارسة الرياضة والهوايات لتفريغ الطاقة.
5- تعزيز ثقتها بنفسها من خلال كلمات إيجابية: "أنتِ ناضجة"، "أنا فخورة بك" وهكذا.
* همسة أخيرة لكل أم:
مرحلة البلوغ للفتيات ليست مصدر قلق، بل هي دليل على اكتمال الصحة والنضج. الحوار الصادق، التربية الإيمانية، والنظافة الشخصية، كلها مفاتيح تجعل الفتاة تعبر هذه المرحلة بأمان، وتبني هويتها الأنثوية بثقة واعتزاز.
فكوني يا أيتها الأم العون والقدوة، واغرسي في ابنتك الثقة والحياء والإيمان.
أسأل الله أن يبارك في جميع بناتنا ويحفظهن ويسترهن ويعفهن.
ثم أسألكن الدعاء لي ولأبنائي بالخير.