الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : استشارات أخرى
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
58 - رقم الاستشارة : 2917
09/10/2025
من المسئول عن السعادة الزوجية.. الرجل أم المرأة؟ ولماذا دائما توجهون نصائحكم للنساء؟
الأخت الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.
دعينا نتفق منذ البداية أن السعادة الزوجية بحاجة لجهد حقيقي وصادق من الطرفين، في الماضي كان يتم تحميل المرأة مسئولية السعادة أو التعاسة في الزواج كما التربية، وفي الحاضر يتجه الكثيرون لتحميل الرجل هذه المسئولية ربما كرد فعل واع أو غير واع بالظلم الذي وقع على النساء في الماضي.
الرجال والنساء يميل كل طرف لتحميل الطرف الآخر المسئولية كلون من إزاحة العبء وتحرير الضمير، وربما لأن هناك جزءًا عميقًا في نفوسنا يميل دائما للعب دور الضحية قليلة الحظ، أو ربما لأننا لم نعد نريد أن نقدم المزيد من العطاء دون أن نتلقى ما يساويه من حب وتقدير واهتمام فنقوم بعملية مراجعة ذاتية، ونقرر فيها أن نعلي من راية الشح النفسي والعاطفي، ونسوغ ذلك بأن الطرف الآخر لا يستحق لأنه لم يقدم لنا ما نحن في حاجة إليه.
نصفا الصورة
أنا كمتخصصة في الإرشاد الزواجي ماذا أفعل؟ إذا كنت أتوجه بحديثي للرجل فأنا أقوم بتحفيزه وتشجيعه للمبادرة وأحمله المسئولية في صناعة السعادة أو التعاسة وأن ما يعيشه اللحظة هو من سلوكه وممارساته.
أما لو كنت أوجه حديثي للمرأة فسأقوم بنفس الأمر بتحفيزها على العطاء والمبادرة و.. و.. وأحملها مسئولية نجاح الزواج أو فشله، وفي كلتا الحالتين سأجد من النصوص ومن المأثورات ومن الأدلة العقلية ما يدعم كلامي.
والحقيقة المؤكدة أن الصورة لن تكتمل إلا عندما نضع النصفين بجوار بعضهما البعض.
أولوية المرأة
بالنسبة لي غالبًا ما أوجه حديثي للمرأة وللزوجة ليس استسلامًا للأمر الواقع أو متابعة للقديم والتقليدي ولا من باب محاباة الرجال بالطبع، ولكن لأن النساء هن أكثر من يشكو ويتألم ويعاني، وأكثر من يحاصر بالضغوط النفسية والمادية، فنجد الرجل الذي يعاني يسعى للزواج الثاني دون كثير مبالاة بعواقب ما يحدث وربما هو يراهن في النهاية على قلب الأم التي لن تتخلى عن أولادها حتى لو وصل الأمر للطلاق فهو مطمئن على أولاده، بل إن تفكيره في الأولاد هو أقل درجة من تفكيرها (بوجه عام) وربما يراهن على ضغط المجتمع على المرأة، سواء لاستمرار الحياة معه أو لصعوبة حصولها على فرصة ثانية عادلة بعد الطلاق خاصة وهي متشبثة بأولادها.
وقد لا يسعى للزواج الثاني ولكنه يستطيع الخروج والسهر مع أصحابه وقضاء وقت ممتع في النزهات والجولات السياحية بحيث ينفصل عن "النكد" الذي يعايشه في البيت.. والحقيقة أن الرجال لديهم قدرات مميزة في الفصل بين العمل والبيت وجلسات الأصدقاء، وهو ما لا تستطيعه النساء في معظم الأحيان، فحتى جلوسها مع صديقة سيكون عن المشاكل والنكد والهم و.. و.. فهي لا تستطيع الانفصال الشعوري كما يفعل هو.
طبعًا لن أتحدث عن الحلول غير الشرعية التي يلجأ لها الطرفان لكنها شائعة عند الرجال أكثر حتى أنها بشكل أو آخر مما عمت به البلوى في ظل تجريم مجتمعي أقل حدة بكثير.
تعاني أكثر
عندما تستشيرني زوجة اكتشفت أن زوجها يحادث أخرى عبر وسائل التواصل وقد يصل الكلام لحدود تتجاوز كل القيم والآداب، وأقول لها بعض النصائح، تقول لي لو كان هو مكاني فلن يتردد في طلاقي، سأقول لها نعم صحيح ولك الحق بالطبع في طلب الطلاق، ولكني أقدم لك هذه التوجيهات والإرشادات لأنك لا تريدين الطلاق وتريدين استعادته. لهذا كله أوجه نصائحي للنساء أكثر لأنهن من يعانين أكثر وأكثر.
وإذا كانت السعادة الزوجية هي عملية شراكة بين الزوج والزوجة فإن كل طرف من طرفيها يمتلك القدرة على تصحيح الأوضاع أو إصلاحها أو أخذ زمام الخطوة الأولى، فإذا كنت أنت عزيزتي الزوجة من تعاني أكثر وتريد حلًّا فإن الحل لن يكون إلا بفعل تقومين أنت به، فأنت تملكين تغيير نفسك، ولكن لا يمكنك تغيير الطرف الآخر إلا إذا أراد هو التغيير.. فعليك أن تقومي بالفعل الذي يحرضه على رد فعل إيجابي حتى لو كان أقل درجة مما قمت به إلا أنه يظل خطوة في الطريق الصحيح.
إضاءة
النبي ﷺ هو نموذج للكمال الإنساني وتعامل مع جميع زوجاته وفقا لهذا الكمال لكنه أحب أمنا خديجة وعائشة أكثر مما أحب أمنا سودة وحفصة، فلماذا يا ترى؟
كانت أم المؤمنين سودة في نفس عمر السيدة خديجة، وكانت أم المؤمنين حفصة تقارب أم المؤمنين عائشة في العمر، واحدة ابنة الصديق والثانية ابنة الفاروق.. الظروف الموضوعية واحدة، لكن هنا تكمن الفروق الفردية بين الشخصيات وبين السلوكيات وبين طرق التعامل.. الزوج واحد وهو يقوم بكل واجباته ومسئولياته ﷺ لكن النتيجة مختلفة في كل زيجة.. ألا يكفي هذا دليلاً على أن المرأة تمتلك الكثير من أوراق اللعبة إن جاز التعبير؟
روابط ذات صلة:
6 خطوات عليك بها لنيل السعادة الزوجية
قراءة في كتاب «الزوجة الناجحة.. كيف تُسعدين زوجك؟»
لكل فتاة مقبلة على الزواج.. روشتة للسعادة الزوجية
المرأة.. مصدر الاستقرار النفسي للأسرة