حكم تكنية المرأة أو الرجل قبل الزواج

Consultation Image

الإستشارة 10/07/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطيب أختي كان يتكلم سابقًا معها بأنه يُريد تسمية ابنته بـ (سلينا) ثم صار يُنادي أُختي الآن بأم سيلينا.. فهل هذا جائز علما بأنهم مخطوبون فقط لا غير؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابة 10/07/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

 

فإن التكنية (أي قولنا أم فلان أو أبو فلان) من الأمور الجائزة شرعًا، ولا يُشترط لها وجود ولد حقيقي، بل تجوز للتشريف أو التلطف أو التفاؤل أو عادة اجتماعية، وقد دل على ذلك فعل النبي ﷺ وأقوال أهل العلم.

 

1. كنية عائشة رضي الله عنها: النبي ﷺ كناها بـ أم عبد الله، مع أنها لم تلد، وعبد الله هو ابن أختها (عبد الله بن الزبير)، – قال الإمام النووي رحمه الله: "الكنية تكون لمن له ولد ولمن لا ولد له، وقد كنى النبي ﷺ من لا ولد له".

 

2. كنية علي رضي الله عنه: كُنّي بـ أبي تراب، وهي كنية لا ترتبط بولد بل بواقعة معينة، تدل على التودد والملاطفة.

 

3. قول ابن حجر العسقلاني: "فيه جواز تكنية من لا ولد له، وقد كنّى النبي ﷺ جماعةً من أصحابه ولم يكن لبعضهم أولاد".

 

كنّوا بعض النساء والصحابة دون اشتراط الولد، وكان ذلك مستحبًا لا مانعًا منه، ويدخل ضمن مكارم الأخلاق.

 

روى أبو داود بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، كل صواحبي لهن كنى، قال: فاكتني بابنك عبد الله، يعني ابن أختها، قال مسدَّد: عبد الله بن الزبير.

 

وفي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: إن كان النبي ﷺ يخالطنا، حتى يقول لأخٍ لي صغير: يا أبا عمير، ما فعل النُّغَيْر. والنغير نوع من الطيور كان يلعب به، وقد كان هذا المُكَنَّى فطيما (أي قريب الفطام من الرضاع)، ومع هذا كناه النبي ﷺ، وقد أورد الإمام البخاري هذا الحديث في باب: الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل.

 

والله تعالى أعلى وأعلم.

الرابط المختصر :